استقبل وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة،
اليوم الجمعة، وفدًا عسكريًا تركيًا رفيع المستوى برئاسة المدير العام للدفاع
والأمن في وزارة الدفاع التركية إلكاي آلتينداج، وذلك في مقر وزارة الدفاع
بالعاصمة دمشق، في أحدث مؤشر على تسارع وتيرة التقارب بين أنقرة ودمشق بعد أكثر من
عقد على القطيعة السياسية والعسكرية بين الجانبين.
وذكرت وزارة الدفاع السورية في بيان نقلته
قناة “الإخبارية السورية” أن اللقاء تناول “عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك
بين الجانبين”، مشيرةً إلى أنه يأتي في إطار الجهود المبذولة لتعزيز
التعاون
والتنسيق العسكري والأمني بين البلدين.
ويأتي هذا اللقاء بعد نحو أسبوع من زيارة
الوزير أبو قصرة إلى
تركيا في 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ضمن وفد حكومي رفيع
المستوى ضم وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ورئيس جهاز الاستخبارات
العامة حسين السلامة.
وقال الوزير في تصريحات سابقة إن زيارته إلى
أنقرة “تمثل محطة جديدة لتعزيز التعاون والتنسيق بين الجيشين السوري والتركي، بما
يخدم مصالح البلدين ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وفي منشور على منصة "إكس" (تويتر
سابقًا)، أعرب أبو قصرة عن شكره وتقديره لنظيره التركي يشار غولر على "حفاوة
الاستقبال وجهوده الملموسة في دعم مساعي بناء الجيش العربي السوري".
كما وجه الشكر إلى رئيس جهاز الاستخبارات
التركي إبراهيم قالن ووزير الخارجية هاكان فيدان على “مشاركتهم الفاعلة وجهودهم
المخلصة في دعم مسارات التعاون والتفاهم المشترك”.
تعاون متزايد في المجال العسكري
وخلال شهر أغسطس/آب الماضي، زار وفد من
وزارة الدفاع السورية تركيا مرتين، شملت الزيارتان جامعة الدفاع الوطني وهيئة
التدريب في كلية البحرية التابعة للجامعة ذاتها.
وبحسب بيان الوزارة آنذاك، فقد بحث الجانبان
تبادل الخبرات ووجهات النظر في مجالات التدريب العسكري والتعليم الدفاعي، إضافة
إلى تعزيز التعاون في التخصصات التقنية والميدانية.
وتمثل هذه التحركات تطورًا لافتًا في مسار
إعادة
العلاقات بين دمشق وأنقرة، خاصة بعد سنوات من القطيعة والتوتر على خلفية
الحرب السورية وتباين المواقف السياسية والأمنية بين الطرفين.
وتعكس هذه اللقاءات العسكرية المتكررة رغبة
متبادلة في ضبط الحدود المشتركة ومكافحة التنظيمات المسلحة في شمال
سوريا، إلى
جانب تطبيع تدريجي في العلاقات الدبلوماسية برعاية أطراف إقليمية.
وتأتي هذه المباحثات ضمن سياق أوسع من إعادة
الاصطفاف الإقليمي الذي يشهده الشرق الأوسط، حيث تسعى دول عدة، بينها تركيا
وسوريا، إلى تخفيف التوترات القديمة وإعادة بناء قنوات التواصل الأمني والسياسي،
بدعم من روسيا وإيران.