بعد ساعات من إعلان
الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب عن خطته لوقف العدوان على
غزة، بحضور رئيس حكومة
الاحتلال بنيامين نتنياهو،
عقّبت أوساط إسرائيلية عليها بزعم أنها تطرح "علناً" فرصة دبلوماسية
على الطاولة، لكنها تترك مجالًا لاستمرار الحرب.
المحللون السياسيون
للقناة 12 أصدروا تقييماتهم على الخطة، وجاءت على النحو التالي وفق ما ترجمتها
"عربي21":
دانا فايس مراسلة
الشئون السياسية، ذكرت أنه "بعد تصريحات نتنياهو وترامب، هناك فرصة كبيرة على
الطاولة لإنهاء الحرب في غزة، وإعادة الرهائن، وفتح أفق جديد للفلسطينيين
والإسرائيليين والمنطقة بأسرها، رغم أن هناك تهديد كبير جدًا هنا يمتد بين السطور
يتمثل في أنه إذا لم تقبل حماس بالاقتراح، ولم تفرج عن الرهائن، ولم توافق على
الخطة المطروحة على الطاولة، فإن الولايات المتحدة تقدم الدعم الكامل للاحتلال
لمواصلة الحرب، وإنهاء المهمة بأي طريقة تراها مناسبة".
وأضافت أن "هناك
أشياء كثيرة في المخطط قد تسبب صعوبات لنتنياهو، وأشياء أخرى ندم عليها هذا
الائتلاف والحكومة، وحاولوا تحقيقها في عامين، ولم يحققوها، لكن خلاصة القول، أن
هناك فرصة كبيرة جدًا، وعندما يكون من الواضح أن العالم العربي والإسلامي مستعد
لدخول الصورة، وسيكون ترامب هناك للإشراف، رغم أن هناك العديد من علامات
الاستفهام، لكن هناك عنوان رئيسي واحد: أفق جديد للشرق الأوسط".
عاميت سيغال محلل
الشئون الحزبية، ذكر ان "دولة الاحتلال كان لديها ثلاثة أهداف رئيسية في
الحرب: أولها إطلاق سراح جميع الرهائن، وثانيها إنهاء حكم حماس، وثالثها أن يكون
الحكم الذي سيكون في غزة لن يكون للسلطة الفلسطينية، وقد تم تحقيقها في الاتفاق،
كما سنحصل على الرهائن خلال 72 ساعة، وإن لم يحدث ذلك، فهناك دعم كامل للقضاء على
حماس، هذا أمرٌ مذهلٌ حقًا ينبثق من الخطة التي قدمها ترامب".
وأشار إلى أن "ما
لم يتحقق هي أهداف اليمين في الائتلاف، التي لم تكن جزءًا من الحرب، مثل الضم
والاستيطان والتهجير، ولذلك نسمع مرارة اليمين، أعتقد أن الاتفاق هو خطةٌ حلمٌ
لدولة الاحتلال، آمل أن تتحقق بالكامل، لأننا حينها لن نضطر للقتال، ولكن بافتراض
أن حماس هي حماس نفسها، والبحر هو البحر نفسه، فإن الاحتلال سيبقى داخل غزة بدون
الرهائن، وعندما تكون هناك معادلة لنزع السلاح النووي مقابل الانسحاب، ويبقى على
محور فيلادلفيا، وعندما تكتمل إصلاحات السلطة الفلسطينية، عندها ربما ينفتح أفقٌ
جديد".
وأوضح أن "مكمن الخطر
يقف الأمر في وجه الحكومة اليمينية المتشددة، ففي المستقبل، ستأتي إدارة أمريكية
أخرى، ورئيس جديد، ورئيس وزراء آخر من يسار الوسط ليقول انظروا، إذا منحت الحكومة
الأكثر يمينية، والرئيس الأكثر تأييدًا في التاريخ الأمريكي، ولو ضمنيًا، فرصةً
لقيام دولة فلسطينية، فلن أكون أكثر عدلًا من البابا، هذا هو القلق بشأن السنوات
القادمة".
يارون أفراهام الكاتب
في القناة، ذكر ان "هناك نقطة مهمة من تصريحات البيت الأبيض، وهي في ظاهرها
مسألة شكلية، لكنها جوهرية، ففي نهاية تصريحات نتنياهو وترامب، لم يسمح الرئيس
بطرح الأسئلة، وهذا ليس مصادفة، فهناك احتمالان: أولاهما أن نتنياهو قدم خطة
مختلفة بعض الشيء عن
خطة ترامب، وأن طريقة صياغتهما للخطة ليست بالضرورة متشابهة،
وثانيهما، والأكثر جوهرية هو وجود سؤال واحد لم يجب عليه الرئيس ولا رئيس
الوزراء، وهو السؤال البديهي: هل لديكم موافقة حماس، والحقيقة أنهما لا يعرفان
ذلك، وهذه هي علامة الاستفهام التي لا تزال قائمة".
نير دافوري محرر
الشئون العسكرية في القناة، ذكر أن "الترتيبات الأمنية كما عُرضت في تصريحات
نتنياهو وترامب جيدة، ويمكن التعامل معها، ومن أهمها حرية عمل الجيش في مواجهة
التهديدات الناشئة في غزة، وإذا لم تقبل حماس بالاتفاق، سيتمكن من مواصلة عملياته
في القطاع، والحفاظ على وجوده ضمن الحدود، وعلى عكس ما قاله نتنياهو بشأن عدم
وجود سلطة فلسطينية، فإن الأمريكيين يعتبرونها كيانًا سيدخل غزة في مرحلة ما،
ويتولى المسؤولية هناك".
وأوضح أن "هناك
فرصة كبيرة هنا لإحداث تغيير كبير في الشرق الأوسط، كل ما تبقى هو التفكير فيما
سيفعله الاتفاق، وكيف سينعكس على الساحات السبع المفتوحة التي لا يزال الاحتلال
يقاتل فيها، لأنه عندما ينظر للجوانب الأمنية، يجب ألا يقتصر الأمر على غزة فحسب،
بل أيضًا للساحات المختلفة، بما فيها على بعد ألفي كيلومتر من هنا".