صحافة إسرائيلية

يديعوت: واشنطن منحت الضوء الأخضر لهجوم "إسرائيل" ضد حماس في الدوحة

استهداف الدوحة يضع وساطة قطر بين واشنطن وتل أبيب في مأزق جديد- جيتي
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن "إسرائيل" أعلنت مسؤوليتها المباشرة عن الهجوم الذي استهدف مبنى تعمل فيه قيادة حماس في الدوحة، مؤكدة أن العملية ما كانت لتتم دون موافقة أمريكية، في ظل التنسيق الوثيق بين واشنطن والدوحة منذ سنوات، وسيطرتها على قاعدة العديد الجوية.

وأضافت الصحيفة أن الطائرات الإسرائيلية لم تكن لتخترق المجال الجوي للإمارة دون ضوء أخضر أمريكي، مشيرة إلى تهديد صريح وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحماس بقوله: "هذا تحذيري الأخير"، أثناء طرحه خطته لـ"صفقة شاملة".

وذكرت أن القيادة القطرية تلقت تلميحا قويا من الأمريكيين بشأن الهجوم في حي كتارا، إذ صرحت متحدثة باسم البيت الأبيض أن "ترامب لم يعجبه موقع الهجوم، ويأسف عليه".

وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس أكدا أن العملية جاءت ردا على الهجوم في القدس الذي قُتل فيه ستة إسرائيليين، وأعلنت حماس مسؤوليتها عنه. وأشارت إلى أن خطة استهداف قيادة الحركة في قطر كانت جاهزة منذ فترة "بانتظار الفرصة المناسبة"، وأن "إسرائيل" هذه المرة لم تُخفِ مسؤوليتها وضغطت لسحب أي غطاء أمريكي مباشر.

وأفادت يديعوت أن الساعات الأولى بعد العملية شهدت تصريحات إسرائيلية عن موافقة أمريكية وتنسيق بين البلدين، لكن بعد ذلك تباهت تل أبيب بأنها "عملية إسرائيلية بحتة" قادتها وخططت لها ونفذتها بنفسها، وسط تقديرات بأن واشنطن طلبت سحب أي تلميح لتورطها.

وتحدثت الكاتبة عن حي كتارا في الدوحة، موضحة أنه يضم 15 مبنى سكنيا فقط، وفي أحدها مكتب خليل الحية، القيادي في حماس، الذي يقيم أيضا في الشقة السفلى للمبنى، فيما يقيم آخرون من الحركة في فيلات فاخرة "على نفقة قطر".

وأضافت الصحيفة أن المفاوضات بشأن الرهائن باتت في مهب الريح، متسائلة عما إذا كانت ستنتقل حصريا إلى مصر، أو إلى إحدى الدول الأوروبية، أو تدخل في "غيبوبة" تؤخر معالجة الملف.

وذكرت أن رئيس الوزراء القطري محمد آل ثاني اجتمع مؤخرا مع قيادة حماس في الإمارة، حيث حثهم على الرد إيجابيا على خطة ترامب "الأخيرة"، لكن الحركة أبدت تحفظات رغم إعلانها الموافقة.

وأشارت إلى أن قطر، على غرار ما فعل الأردن عام 1997 بعد محاولة اغتيال خالد مشعل، أعلنت انسحابها من الوساطة، وقالت إنها "توقف جهودها". وأعلنت حماس نجاة قيادتها من الاستهداف، لكن مصير المفاوضات لا يزال غامضا.

وبحسب يديعوت، حرصت إسرائيل على التأكيد أنها لم تهاجم قطر كدولة، بل "حماس على أراضيها"، رغم عدم وجود أي التزامات أو اتفاقيات بينهما، لافتة إلى أن مسؤولين إسرائيليين كبارا بينهم رئيس الموساد ورئيس الشاباك وثلاثة وزراء زاروا الإمارة مؤخرا.

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى الإدانة القطرية الشديدة للهجوم، معتبرة أن السؤال المطروح هو موقف الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وما إذا كان سينسحب من "اللعبة السياسية" أو يظهر بمظهر الراعي لحماس، لافتة إلى أن الحركة مكروهة في دول عربية مثل الأردن ومصر والسعودية والمغرب، وحتى الإمارات التي أصدرت بيانا أدانت فيه بشدة هجوم مفترق راموت في القدس.