تظاهر عشرات الصحفيين الموريتانيين، اليوم السبت، أمام مقر ممثلية الأمم المتحدة في العاصمة
نواكشوط، للمطالبة بالإفراج عن زميلهم محمد فال ولد الشيخ، الذي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بينما كان يشارك في أسطول الصمود العالمي، لكسر الحصار عن
غزة.
واحتشد الصحفيون الموريتانيون أمام مقر ممثلية الأمم المتحدة، رافعين صور الصحفي محمد فال ولد الشيخ، ومطالبين بتحرك حكومي من أجل الإفراج عنه ونقله سريعا إلى
موريتانيا.
ودعت لهذه الوقفة الاحتجاجية هيئات صحفية موريتانية بينها "اتحاد الناشرين الموريتانيين" و"صحفيون من أجل الأقصى". وقالت ماريا تراوري، المتحدثة باسم صحفيون من أجل الأقصى، إنّ: "الوقفة الاحتجاجية المنظمة اليوم تهدف إلى التضامن الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، وللمطالبة بالإفراج عن الصحفي الموريتاني محمد فال ولد الشيخ المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي".
وأضافت في تصريح لـ"عربي21": "نحن هنا لنعبر عن إدانتنا لما قامت به بحرية الاحتلال الإسرائيلي من قرصنة لأسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، وللمطالبة أيضا بالإفراج عن زميلنا المعتقل بسجون الاحتلال محمد فال ولد الشيخ".
من جهته، قال الإعلامي الحافظ الغابد، إنّ: "ما قامت به قوات الاحتلال من استهداف لأسطول الصمود العالمي يعكس همجية الاحتلال وعدم اكتراثه بالقوانين الدولية".
وشدد في تصريح لـ"عربي21" على: "ضرورة أن يواصل الصحفيون الموريتانيون حراكهم حتى يتم الإفراج عن الإعلامي الموريتاني محمد فال ولد الشيخ ويعود إلى وطنه، وتتوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها سكان غزة".
مساع تركية
في السياق ذاته تحدثت وسائل إعلام موريتانية، عن مساع تركية لضم الإعلامي الموريتاني، محمد فال ولد الشيخ، إلى المواطنين الأتراك المشاركين في أسطول الصمود، وترحيله معهم إلى تركيا.
وعبرت هذه المصادر عن أملها في أن تكلل هذه المساعي بالنجاح، وأن يتمّ ترحيل ولد الشيخ اليوم من الأراضي المحتلة.
وفي السياق نفسه، أكدت هذه المصادر وجود ترتيبات متقدمة لبدء ترحيل المواطنين الأتراك المعتقلين لدى الاحتلال، اليوم السبت، إلى الأراضي التركية.
هبة شعبية عالمية
بدوره، قال وزير الثقافة الموريتاني الناطق الرسمي باسم الحكومة، الحسين ولد مدو، إنّ: "بلاده ستعمل من أجل سلامة وكرامة مواطنيها المشاركين في الأسطول"؛ مضيفا خلال مؤتمر صحفي بنواكشوط أنّ: "أسطول الصمود العالمي هو هبة شعبية عالمية ضد سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل بحق المدنيين في قطاع غزة".
إلى ذلك، شاركت موريتانيا في أسطول الصمود العالمي بسفينة أطلق عليها اسم "قمر" فيما يضم الوفد الموريتاني المشارك في الأسطول، أطباء ومحامين ومهندسين ونشطاء وصحفيين.
ويؤكد أعضاء الوفد الموريتاني المشارك في الأسطول أن السفينة تحمل مساعدات إنسانية لغزة، وتعتبر تأكيدا على أن الشعب الموريتاني مستمر في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل الطرق حتى تتوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة.
سفن تكسر صمت العالم
في السياق ذاته وصفت هيئة "تنسيقية الصمود الموريتانية لكسر الحصار عن غزة" أسطول الصمود العالمي بأنه "لحظة فارقة من نضال أحرار العالم ضد غطرسة الكيان الصهيوني وهمجيته ضد إخواننا في غزة، حيث وصلت سفن أسطول الصمود إلى حدود غزة كاسرة بذلك صمت العالم المطبق، وممثلة إجماعا إنسانيا على رفض القتل والتدمير".
وأكدت التنسيقية، في بيان، أنّ: "عشرات الموريتانيين سجلوا، وأبدوا استعدادهم للإبحار إلى غزة، مشيرة إلى أنه انسجاما مع المعايير التي وضعتها التنسيقية، وبالتوافق مع التنسيقية المغاربية، اختارت 15 مشاركا سافروا إلى تونس وحضروا التدريبات استعدادًا للعبور إلى غزة الصامدة".
وأوضحت التنسيقية أنه نظرا لبعض الترتيبات المتعلقة بالأسطول العالمي والمغاربي وبعض الإكراهات اللوجستية، تم تقليص عدد مقاعد الموريتانيين ليصل إلى سبعة فقط بعد أن كان عشرة في البداية، فلم يحصل كل الوفد على مقاعد في السفن.
وأكدت أن من تم اختيارهم، توزعوا وفقا لخطط الأسطول، إلى ثلاث مجموعات على سفن عدة، هي سفينة "دير ياسين" المخصصة للتنسيقية المغاربية، وكان على متنها الصحفي، محمد فال الشيخ.
فيما كان على متن "إكس ون" البروفيسور محمد بابا سعيد، وكان على متن سفينة تيكو الخبير المصطفى ولد زين العابدين، والناشط الشيخ ولد محمد، وكان على متن سفينة "قمر الموريتانية" التي أبحرت بعد كثير من العقبات والمشاكل الفنية، ممثل هيئة الأطباء، أحمد الهيبة مامينا، وممثل لنقابة المحامين الموريتانيين، المحامي أنس ولد محمد فال والمناضل والناشط الشبابي ورئيس رابطة مشجعي ريال مدريد في موريتانيا، محمدن البساتي.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت التنسيقية إن الأسطول وسفنه تعرضت بعد الإبحار، لجملة من الأعطاب، ما أدّى إلى: "توقّف عشرات السفن، ودفع قيادة الأسطول إلى اتخاذ قرار مواصلة الإبحار بالسفن التي أُصلِحت أو تلك التي لم تتعرض إلى أعطاب".
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، في محاولة جماعية لكسر حصار الاحتلال الإسرائيلي عن القطاع.
وسبق أن مارس جيش الاحتلال الإسرائيلي أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.