الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت تواطؤ

دعا الفنان غاي بيرس وعدد من النجوم الدوليّين إلى وقف "تطبيع الرعب" على أطفال قطاع غزة، مؤكدين أن الصمت حيال القتل والمعاناة اليومية للأطفال يشكل تواطؤًا، وذلك من خلال قراءة قصيدة الشاعر مايكل روزن التي تسلط الضوء على محو أسماء الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي المستمر.

ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعدته نادية كوماني، محررو شؤون الفن والثقافة قالت فيه إن الفنان غاي بيرس والفنانة أني لينوكس وفانيسا رديغريف كانوا من فنانين طالبوا بوقف عمليات "تطبيع الرعب" على أطفال غزة. 

وقرأ المشاركون قصيدة  الشاعر مايكل روزن عام 2014 "لا تذكر الأطفال" في فيلم أعدته منظمتي "أنقذوا الأطفال واختر الحب" ويظهر فيه عدد من النجوم الذين قرأوا كلمات القصيدة ردا على  مقال في "الغارديان" حول قرار الحكومة الإسرائيلية منع الحديث عن الأطفال الذين قتلوا في غزة.



ومن كلمات القصيدة:
لا تذكر الأطفال،
ولا تسم الأطفال
وعلى الناس ألا يعرفو أسماء
الأطفال الموتى

وقال بيرس للصحيفة: "في المرة الأولى التي قرأت فيها قصيدة مايكل روزن، لم أتأثر بها فحسب، بل صدمت أيضا.. أوامر روزن القاسية تحدق في أرواحنا مباشرة، وتجبرنا على مواجهة قسوة محو طفل، ومحو اسمه وذكراه وحياته".

اظهار أخبار متعلقة

ومن بين المشاركين أيضًا الممثلون أمبيكا مود وجولي ريتشاردسون، وجولييت ستيفنسون ودينيس غوف، وخالد عبد الله وزاوي أشتون وإنديرا فارما بالإضافة إلى المذيعتين لورا ويتمور ونادية صوالحة، وعارضة الأزياء بوبي ديليفين، وطبيب الطوارئ الدكتور مو مصطفى والناشط ستيفن كابوس وكاتب القصيدة مايكل روزن.

ويقترن المشروع بدعوات متجددة من منظمتي "أنقذوا الأطفال" و"اختر الحب" للحكومة البريطانية "لإنهاء تواطؤها في الفظائع التي تتكشف في غزة والضفة الغربية". وتحث المنظمتان الجمهور على توقيع عريضة تطالب "بالوقف الفوري لجميع عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل، ومحاسبة جميع الجناة ووضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب واتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية". 

وقال بيرس: "لقد رأينا جميعًا الصور المروعة للأطفال في غزة، ولكن مع مرور الوقت، يأتي شعور خطير بفقدان التعاطف - إذ يغض الناس الطرف، أو تتجاهل المعاناة ناهيك عن تبرير الجناة أو المتواطئين"، مضيفا: "بساطة هذه القصيدة لا تسمح بذلك" و"كانت المشاركة في هذه الحفلة الموسيقية، بالنسبة لي، مسألة ضمير. كل يوم في غزة، يقتل الأطفال أو يشوهون أو يجوعون وهم عالقون في كابوس لم يساهموا في خلقه، لا يمكننا السماح بتطبيع هذا الرعب. أحث الجميع على التحدث والتحرك. الصمت تواطؤ".

واستشهد ما لا يقل عن 20,000 طفلا في غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وفقا للسلطات الصحية في غزة، على الرغم من أن استطلاعات الرأي المستقلة تشير إلى أن الرقم أعلى بكثير. 

قال المصور والمخرج المرشح لجائزة الأوسكار، ميسان هاريمان، الذي قاد مشروع الفيلم، إن الأطفال في غزة "عانوا من فظائع لا هوادة فيها" لما يقرب من عامين. 

وأضاف: "دمرت منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم، والاستخدام المتعمد للتجويع كسلاح، ومع ذلك، لا يفعل العالم شيئًا لوقفه".

اظهار أخبار متعلقة

 وتعمل منظمة "أنقذوا الأطفال" في غزة منذ عقود، حيث تدير مراكز رعاية صحية أولية وتقدم خدمات أساسية، بما في ذلك فحص وعلاج سوء التغذية. لكن المنظمة الإغاثية قالت إنها لم تتمكن من إدخال أي من مساعداتها إلى غزة منذ 2 آّذار/مارس. 

وقال روزن: "كتبت قصيدة "لا تذكروا الأطفال" قبل 11 عاما ردًا على محاولة إسكات أسماء الأطفال الذين قتلوا في غزة. من المحزن أن القصيدة لا تزال ذات صلة اليوم - في الواقع، ازداد وضع الأطفال سوءا. و"وراء كل رقم، وكل إحصائية، طفل له اسم ومستقبل سرق. لا يمكننا السماح بمحوهم. إنكار أسمائهم هو إنكار لإنسانيتهم، وعلينا مقاومة هذا المحو في كل منعطف".