حقوق وحريات

"رسالة من خلف القضبان".. معتقلو بدر 3 بمصر يناشدون غوتيريش وسط تصعيد خطير

من زنازين بدر 3 إلى مبنى الأمم المتحدة.. صرخة معتقلين: احتجاجاتنا تُقمع بالانتهاكات والحرمان من العلاج - يوتيوب
من زنازين بدر 3 إلى مبنى الأمم المتحدة.. صرخة معتقلين: احتجاجاتنا تُقمع بالانتهاكات والحرمان من العلاج - يوتيوب
في تطور لافت يُسلط الضوء مجددا على ملف المعتقلين السياسيين في مصر، وجه عشرات السجناء في "قطاع 2" بسجن بدر 3 رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، طالبوا فيها بتدخل عاجل لوقف ما وصفوه بـ"الموت البطيء" الذي يتعرضون له داخل الزنازين، نتيجة الانتهاكات الممنهجة، وغياب الرعاية الصحية، والعزلة الكاملة عن العالم الخارجي.

وأكد المعتقلون في رسالتهم أن ما يتعرضون له يتنافى بشكل صارخ مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ويشكل جريمة يجب أن يحاسب مرتكبوها، داعين المنظمة الأممية إلى القيام بمسؤوليتها الأخلاقية والقانونية تجاه أوضاعهم.

وجاء في مستهل الرسالة: "لقد كان ميثاق الأمم المتحدة إعلانا لإعلاء كلمة الشعوب وحقوقها، وها نحن شعوب مسحوقة نناديكم بعد أن سُحقت آدميتنا خلف الجدران، ونُزعت عنّا كل حقوقنا".

ظروف احتجاز قاسية.. وإضراب عن الطعام
وتأتي الرسالة في ظل تصاعد خطير للاحتجاجات داخل السجن، إذ كشفت مصادر حقوقية لـ"عربي21" أن عدداً من المعتقلين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام، بينما حاول 12 آخرون الانتحار، احتجاجاً على تردي الأوضاع في السجن، وغياب أدنى مقومات الحياة.

وأفادت المصادر أن الخبير الاقتصادي المعتقل عبدالله شحاتة أقدم على إحراق بطانياته داخل الزنزانة، ما دفع إدارة السجن إلى تجريده من كل متعلقاته الشخصية. 

وفي تصعيد انتقامي واضح، أغلقت إدارة سجن بدر 3 مجاري الصرف الصحي في قطاع 2، ما أدى إلى انتشار الحشرات والروائح الكريهة داخل الزنازين. 

كما تم قطع المياه عن المعتقلين معظم ساعات اليوم، ولا تصلهم سوى لمدة ساعة ظهراً، تكون خلالها شديدة السخونة وغير صالحة للاستخدام البشري، وفقاً للمصادر الحقوقية.

أسماء بارزة خلف القضبان
تشير تقارير حقوقية إلى أن الانتهاكات تُنفذ بإشراف مباشر من ضباط ومسؤولين أمنيين، بينهم العقيد مروان حماد، المقدم أحمد فكري، العميد هيثم أبو مسلم، العقيد أحمد الخولي، الطبيب محمد عبد الصمد وآخرون، في وقت تتصاعد فيه المطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين أو تحسين أوضاعهم الإنسانية على الأقل.

وتضم زنزانات "قطاع 2" عدداً من أبرز الشخصيات السياسية والمهنية في مصر، من وزراء وأكاديميين وبرلمانيين، بينهم:

السفير محمد رفاعة الطهطاوي – رئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق.

المحامي عصام سلطان – نائب رئيس حزب الوسط.

الدكتور محمد البلتاجي – أستاذ بكلية الطب بجامعة الأزهر.

الدكتور أحمد أبو بركة – أستاذ القانون وعضو البرلمان الأسبق.

المهندس سعد الحسيني – محافظ كفر الشيخ الأسبق.

المحامي أسامة مرسي – نجل الرئيس الراحل محمد مرسي.

صبحي صالح – عضو لجنتي صياغة دستوري 2011 و2012.

عبدالله شحاتة – أستاذ الاقتصاد ومستشار سابق بوزارة المالية.

إضافة إلى شخصيات مثل أسعد الشيخة، حسن مالك، أسامة ياسين، خالد الأزهري، حسام أبو بكر، مصطفى الغنيمي، أحمد البيلي، عبد الرحيم محمد، محمود غزلان وآخرين.

اظهار أخبار متعلقة


"نحن لا نعيش.. بل نحتضر"
قال المعتقلون في رسالتهم، التي نُشرت على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، إنهم "محرومون من رؤية الشمس، ومن الاتصال بأهاليهم، ومن الرعاية الطبية"، لافتين إلى أن بعضهم لا يعلم إن كان أهله لا يزالون على قيد الحياة، بينما لم ير آخرون أبناءهم أو أحفادهم منذ أكثر من عقد.

وأضافوا: "نحن لا نعيش هنا.. بل ننتظر الموت في بطء وعزلة"، مشددين على أن بعضهم تجاوز سن الثمانين، بينما يُعاملون كما لو كانوا مجرّد "هياكل عظمية" تنتظر مصيرها داخل السجن المعزول.

وفي إشارة مؤلمة، ختموا رسالتهم بقولهم: "قريبًا ستجدون مكاناً يمكنكم فيه زيارتنا دون إذن أو منع، لكننا لن نرد عليكم، لأننا سنكون قد فارقنا الحياة".

مناشدة للمجتمع الدولي
حمّل المعتقلون السياسيون غوتيريش مسؤولية إيصال صوتهم إلى العالم، مشيرين إلى أن "العدالة الدولية لا تكتمل إلا بمحاسبة من يرتكب الجرائم ضد الإنسانية، مهما علا منصبه".

ودعوا الأمم المتحدة وكافة المنظمات الحقوقية الدولية إلى الضغط على السلطات المصرية للإفراج عنهم، أو على الأقل تحسين أوضاع احتجازهم بما يتوافق مع المعايير الدولية، مؤكدين أن "الاستمرار في هذا الصمت الدولي جريمة أخلاقية".

وفي ظل هذه الأوضاع المتدهورة، تتزايد المخاوف من كارثة إنسانية داخل السجون المصرية، ما لم تتحرك المؤسسات الدولية والحقوقية بشكل عاجل لوقف هذه الانتهاكات التي وصفتها منظمات حقوق الإنسان بأنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
التعليقات (0)