مع تزامن مفاوضات صفقة التبادل في الدوحة، واستمرار العدوان في
غزة، يبدي
الإسرائيليون قناعتهم بأنهم وجدوا أنفسهم في موقف شبه مستحيل، اضطروا فيه للاختيار بين المصير الخاص للأسرى، والمصلحة طويلة الأمد المتمثلة في أمن الدولة، وسط مخاوف من إمكانية وقوع هجوم آخر مثل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
وأكد سفير
الاحتلال الأسبق في واشنطن، زلمان شوفال أنه "بينما يترقب الاسرائيليون نتائج مفاوضات الصفقة الجارية، فإنهم يفرحون من جهة لأنهم سيرون أخيرًا المختطفين بينهم، ولو شيئًا فشيئًا، لكنهم في الوقت ذاته يبكون أمام الجنود القتلى في معارك غزة، فيما تحيط بهم الشكوك والأسئلة الناجمة عن هذه الصفقة حول مدى تعافي
حماس، وعودتها لكونها الحاكمة في القطاع".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "
معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "هذه المخاوف ما زالت قائمة رغم أن الولايات المتحدة ومعظم الدول العربية تعارض استمرار حكم حماس، دون معرفة كيفية ضمان ذلك، سواء من الاستمرار بالسيطرة على محور فيلادلفيا كي لا يتحول القطاع مرة أخرى إلى بؤرة نشطة للعمل المسلح، وحجم المنطقة الأمنية شرق وشمال القطاع".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "هناك علامات استفهام إضافية وعلامات تعجب مثيرة للقلق تتعلق بالمراحل الأولى من الاتفاق، حيث ستفرج إسرائيل عن 735 أسيرا خطيراً، بمن فيهم مروان البرغوثي، ثم سيتم إطلاق سراح المزيد من الخطيرين، ولن يكون نفيهم للخارج سوى وسيلة للتشتيت أكثر من كونه خطة ملموسة، صحيح أنه في المرحلة الأولى سيتم إطلاق سراح بعض الرهائن الأحياء، لكن من الناحية النظرية ستبقى قدرة ممارسة الضغط العسكري على حماس لإطلاق سراح المتبقين في المرحلة الثانية قائمة، دون يقين بأننا سنصل إليها".
وأشار إلى أن "الفترة الانتقالية بين مراحل الاتفاق قد تكون حاسمة إذا سمحت لحماس بوضع العصي في العجلات، وإن منع هذا الاحتمال يعتمد كلياً على خيار مواصلة الحرب بعد المرحلة الأولى، لأن الضغط العسكري الهائل الذي مارسه الجيش شمال القطاع في الأشهر الأخيرة شكّل الرافعة الرئيسية التي دفعت حماس لتقديم المرونة، رغم أن إسرائيل وجدت نفسها في موقف شبه مستحيل، ومضطرة للاختيار بين المصير الخاص الفوري للمختطفين، والمصلحة الوطنية المتمثلة في أمن الدولة ومواطنيها على المدى الطويل".
وأكد أن "الصفقة وسلبياتها هي نتيجة اضطرار إسرائيل للتصرف وفقاً للظروف والملابسات التي نشأت على المستويين الداخلي والخارجي، وكما كان توقيت هجوم السابع من أكتوبر نتيجة للانقسامات والخلافات الإسرائيلية، لأنه لولا إخفاقات الدولة لما حدث هذا الوضع الرهيب، فيما استخدمت بعض العناصر الحزبية محنة المختطفين وعائلاتهم لأغراض سياسية علنية وسرية، من خلال "منتديات" و"طواقم" منظمة وممولة جيداً نيابة عنهم، وكل مظاهرة أو حاجز أو شغب في الكنيست كان يدفع حماس لوضع علامة X على لوحة الابتزاز الخاصة بها، مما يجعل من الصعب أكثر إطلاق سراح المختطفين".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أن "إسرائيل ستواجه قريبا واحدة من أصعب الحملات السياسية والعامة التي واجهها على الإطلاق، بجانب الحاجة الحيوية للحفاظ على إنجازات الحملة ضد حماس، وتوسيعها في جميع المجالات، حيث سيتعين عليه التعامل مع عواقب الوضع الإنساني والسياسي في قطاع غزة نتيجة الحملة العسكرية، وهو الوضع الذي يستغله أعداؤه كسلاح لتشويه سمعته، وفوق كل ذلك، يتعين التحرك لمنع إمكانية وقوع هجوم جديد على غرار السابع من تشرين الأول/ أكتوبر".