قال البروفيسور دانيال فريدمان، وزير العدل الإسرائيلي الأسبق، إن الحرب مع
إيران توقفت على الرغم من عدم وجود مؤشرات واضحة على تخلي طهران عن برنامجها النووي، وفي المقابل تتواصل الحرب في
غزة، ورغم تصوير حركة
حماس على أنها وكيل لإيران، إلا أنها لا تزال قادرة على القتال في غزة حتى دون مساندة طهران.
وتابع في مقاله المنشور على صحيفة معاريف، بأن إسرائيل سجلت نجاحات عملياتية في الحرب ضد إيران، غير أن هذه المكاسب لم تحُل دون وقوع أضرار واسعة في الجبهة الداخلية، أبرزها استهداف المدن بالصواريخ وإغلاق مطار بن غوريون لفترة طويلة. ووفقًا لمراقبين، فإن الضربات القوية التي وجهتها إسرائيل في غزة أو إيران، لم تنجح في تحقيق ردع فعّال، وهو ما أعاد للأذهان نتائج حرب الأيام الستة التي لم تمنع لاحقًا حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر.
ودعا فريدمان، إلى إعادة النظر في أولويات الحكومة الإسرائيلية، مشددًا على ضرورة استعادة المكانة السياسية للدولة، والارتفاع الملحوظ في وتيرة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية. ولفت إلى أن التعامل المتساهل مع "الإرهاب اليهودي"، مقارنة بالتعامل مع الإرهاب الفلسطيني، يلحق ضررًا أمنيًا وأخلاقيًا بالدولة.
اظهار أخبار متعلقة
وأكد أن استمرار القتال في غزة، وتفاقم التوتر في الضفة، يهددان إسرائيل اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا، مطالبًا باستثمار أكبر في الإعلام الموجّه والرواية الإسرائيلية في الخارج، خاصة في مواجهة تأثير الإعلام القطري.
وتابع: "الحرب مع حماس هي الأطول في تاريخ إسرائيل، والنصر لا يزال بعيدًا. ولأول مرة في تاريخ البلاد، تضررت الجبهة الداخلية بهذا القدر. بدأت الحرب بمجزرة 7 أكتوبر، وألحق حزب الله دمارًا هائلًا في شمال البلاد. تم إجلاء العديد من سكانها، وبعضهم لم يعد إلى دياره بعد".
وأردف: "لقد تقوّضت مكانة إسرائيل السياسية تمامًا، بينما لم يتضرر وضع الفلسطينيين فحسب، بل تعزز. يُشكّل تحدي مكانة إسرائيل خطرًا على العلم والثقافة والاقتصاد، بينما تتزايد الدعوات لمقاطعة إسرائيل في جميع المجالات. ويجدر التأكيد على أن الخطر يُهدد الأمن أيضًا، وقد يُودي بحياة بشر.على هذا الأساس، ينبغي دراسة استمرار الحرب في غزة".