صحافة إسرائيلية

هآرتس: غزة تخلق جحيما للجنود.. بكاء هستيري ونتف للشعر دون وعي

جنود الاحتلال يبكون على قتلى في غزة- جيتي
جنود الاحتلال يبكون على قتلى في غزة- جيتي
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، عن الواقع النفسي المتدهور لجنود الاحتلال الذين شاركوا في العدوان على قطاع غزة خلال الأشهر الماضية، حيث تروي شهاداتهم حجم الانهيار الداخلي الذي يرافقهم بعد أكثر من عشرين شهرا من العدوان.

الجنود الذين تحدثوا للصحيفة طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم الحقيقية، لكنهم أعربوا عن شعورهم بالإنهاك وفقدان السيطرة والرغبة بالهروب من مشاهد الموت التي تطاردهم في كل لحظة.

إحدى أبرز الشهادات التي تصدرت التقرير كانت والدة الجندي القتيل نيف رادي، التي ظهرت باكية على شاشة التلفزيون بعد مقتل ابنها مع ستة جنود آخرين في انفجار جنوب القطاع.

وقالت إن ابنها كان يعيش حالة من التعب والضغط النفسي منذ إنهائه المرحلة الثانوية، وأضافت أن "الجنود هناك مرهقون تماما، ويجب أن نوقف هذا".

الجنود الخمسة الذين تحدثوا للصحيفة قدموا روايات صادمة عمّا عاشوه. أحدهم، شاب يبلغ من العمر 21 عاما، قال إنه شاهد صديقه يتمزق أمامه بسبب انفجار مفاجئ، ولم يتمكن من مساعدته، بل تجمد في مكانه وسط الدماء والركام.

جندي آخر من وحدة المظليين، قال إن الصدمة لم تصبه في المعركة بل عندما عاد إلى ديزنغوف لقضاء إجازة قصيرة. حاول تناول الطعام مع عائلته، لكنه تقيأ فورا بسبب الروائح التي أعادت له مشاهد الجثث المتحللة في غزة. وأضاف أن رائحة الموت التصقت بملابسه، ولا تزال تطارده حتى اللحظة.

اظهار أخبار متعلقة



أما جندي ثالث فقال إن ما رآه منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر لا يمكن نسيانه، وإنه يشعر وكأن الحرب استمرت عشر سنوات لا عشرين شهرا. تحدث عن جنازات أصدقائه، وعن الوصايا المحفوظة في هواتف الجنود، وعن شعور دائم بأنهم قد يكونون التاليين.

وأشار جندي آخر إلى ضغوط نفسية تؤدي إلى انهيارات في العلاقات الشخصية والعائلية. وقال إنه فقد أعصابه ذات مرة وصرخ على صديقته بسبب قميص نقلته من مكانه، ثم دخل في نوبة بكاء لا يمكن تفسيرها، وأضاف أن التوتر المستمر جعله يبدأ بنتف شعر رأسه من دون وعي.

أما الجندي الخامس، من وحدة يلهوم، فاعتبر أن الحرب فقدت معناها، ولم تعد تحقق أي هدف حقيقي. قال إن القادة أنفسهم لم يعودوا يملكون تفسيرا واضحا لاستمرار القتال، وإنه أصبح يشعر بالقلق من أن يكون في كل مهمة طرفا في مقتل أسرى أو مدنيين.

وقالت الصحيفة: "هؤلاء الجنود لم يتحدثوا فقط عن المشاهد الصعبة، بل عن واقع يومي ينهك أجسادهم ، وعقولهم، وعن نوم متقطع، وجولات قتالية متواصلة، وأوامر صارمة تمنع الشكوى أو الاعتراض، وكثيرون منهم أكدوا أنهم لم يعودوا يؤمنون بما يفعلونه، وبعضهم عبر عن رغبته في الهروب، والسفر، والنسيان بأي وسيلة ممكنة".

وأضافت: "رغم محاولات الجيش رسم صورة مثالية للروح القتالية والانضباط، إلا أن هذه الشهادات تكشف هشاشة غير مسبوقة في صفوف القوات النظامية، وتسلط الضوء على أزمة نفسية صامتة لا يمكن تجاهلها".
التعليقات (0)

خبر عاجل