كشفت مواقع عبرية أن الوفد الإسرائيلي المتواجد في قطر قدم
خرائط جديدة تؤكد تخلي "إسرائيل" عن محور
موراج بين خانيونس ورفح، ما يمهد الطريق لإمكانية إبرام اتفاق هدنة في غزة مع حركة حماس.
وقالت قناة "i24"، إن الخرائط التي قدمتها "إسرائيل" للوسطاء، تثبت التنازل فعليا عن محور موراج، وفقا لما أكده مسؤلان مطلعان.
وأكدت القناة أن الوسطاء متفائلون ويقولون إن الخرائط الجديدة تُحدث تقدمًا كبيرا نحو إمكانية التوصل إلى صفقة قريبا.
بدورها، أكدت القناة 15 العبرية هذه الأنباء، مشيرة إلى أن القضية العالقة الآن هي الوجود الإسرائيلي في رفح، والتي يسيطر عليها فعليا منذ آيار/ مايو 2024.
كشفت وسائل إعلام عبرية، الاثنين، عن موافقة رئيس حكومة
الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الانسحاب من "محور موراج"، الذي يفصل مدينتي رفح وخانيونس جنوب قطاع غزة، وذلك في ظل تعثر المفاوضات المباشرة مع حركة حماس في الدوحة، بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
اظهار أخبار متعلقة
وقال المراسل الإسرائيلي بارك رافيد إنّ "فريق التفاوض لدى تل أبيب عرض خرائط محدثة، تتضمن تقليصاً إضافياً للوجود الإسرائيلي في مدينة رفح"، بحسب ما أوردته القناة الـ12 العبرية.
ولفت رافيد إلى أنّه "وفقا للخرائط المحدثة، ستبقى قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة بعمق أقل من كيلومترين شمال محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر"، منوها إلى أن "الموقف الإسرائيلي في بداية المفاوضات كان ينص على جود الجيش حتى 5 كيلومترات شمال محور فيلادلفيا".
في غضون ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر سياسية، لم تسمها، حضرت اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" مساء الأحد، أنّ نتنياهو أبدى موقفاً أكثر مرونة من السابق، في إطار جهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وأوضحت الهيئة أنه "بحسب المصادر، فقد أعرب نتنياهو عن استعداده للنظر في الانسحاب من محور موراج الذي يفصل بين مدينتي خان يونس ورفح، وهو بند كان يرفض الخوض فيه في مراحل سابقة".
وبحسب الهيئة "تشير التقديرات إلى أن المفاوضات الجارية حاليًا في الدوحة بين الوسطاء والأطراف المعنية تركز على خرائط محدثة للمناطق التي ستشملها التفاهمات، وتوقع مسؤولون أن الصفقة قد تحتاج إلى بضعة أيام أخرى قبل إنجازها".
من جهتها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مصادر مطلعة على الاجتماع، لم تسمها، إن "نتنياهو عازم على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى مع حماس، ويُبدي مرونة جديدة بشأن الانسحاب من ممر موراج".
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، قولهم إن "المفاوضات جارية في الدوحة، والخرائط المحدثة قيد المراجعة".
وقالت الصحيفة: "بينما قد لا يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام، إلا أنهم أكدوا أن المحادثات تتقدم، وقد تستغرق بضعة أيام أخرى".
ونقلت عن مصدر إسرائيلي، لم تسمه إنه "في حال التوصل إلى اتفاق، لن تكون هناك مدينة إنسانية (معسكر لاحتجاز
الفلسطينيين) في رفح في ظل الظروف الحالية، لأنه لن يتم الحفاظ على أي منطقة إنسانية".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف المصدر: "نتنياهو مستعد للتنازل عن قضايا كان متمسكًا بها سابقًا"، وفق ادّعائه، ومع ذلك، أشارت هيئة البث إلى أن الاجتماع بحث مقترح إقامة معسكر الخيام في رفح.
وقالت الهيئة إنه خلال الجلسة طُرحت "تقديرات عسكرية" تشير إلى أن إقامة معسكر احتجاز مئات الآلاف الفلسطينيين في رفح "قد يستغرق أكثر من عام" بتكلفة تصل إلى 10–15 مليار دولار".
وكان وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس كشف الأسبوع الماضي عن ملامح خطة جديدة لإقامة معسكر احتجاز سماه "مدينة إنسانية" مكونة من خيام على أنقاض مدينة رفح، تتضمن نقل 600 ألف فلسطيني إليها في مرحلة أولى بعد خضوعهم لفحص أمني صارم، على ألا يُسمح لهم لاحقا بمغادرتها.
ومعسكر الاحتجاز المزمع إنشاؤه برفح يعيد إلى الأذهان معسكرات الاعتقال النازية سيئة الصيت في أربعينات القرن الماضي، وتسعى تل أبيب من خلاله لاحتجاز الفلسطينيين وتجويعهم لإجبارهم على الهجرة إلى الخارج، وفقا لمراقبين دوليين ووسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة "هآرتس".
يأتي ذلك بينما يشن الاحتلال بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، خلفت أكثر من 196 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فضلًا عن مئات آلاف النازحين.