ملفات وتقارير

ماكرون وستارمر يقتربان من "صفقة القوارب الصغيرة".. واحد مقابل واحد

مؤشرات عديدة تدل على رغبة جادة لدى الطرفين في اعتماد نهج عملي مشترك للتعامل مع أحد أعقد ملفات أوروبا في الوقت الراهن.
مؤشرات عديدة تدل على رغبة جادة لدى الطرفين في اعتماد نهج عملي مشترك للتعامل مع أحد أعقد ملفات أوروبا في الوقت الراهن.
كشفت مصادر إعلامية بريطانية النقاب عن قمة مرتقبة هذا الأسبوع بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لندن ستعيد رسم سياسات الهجرة بين بريطانيا وفرنسا، من خلال الإعلان عن خطة مشتركة للتعامل مع عبور القوارب الصغيرة عبر القنال الإنجليزي.

وذكرت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها اليوم، أنه بينما تتزايد الضغوط السياسية على الحكومة البريطانية لخفض أعداد المهاجرين الذين يعبرون القنال، كشفت مصادر مطلعة عن احتمال إطلاق خطة مثيرة للجدل تُعرف بـ"واحد مقابل واحد"، تقضي بإعادة طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة، مقابل استقبال لندن لطالب لجوء من فرنسا تربطه صلات عائلية أو قانونية بالمملكة المتحدة.

تشديد التدخل الفرنسي في المياه الضحلة

ومن أبرز ما يتوقع الإعلان عنه رسميًا غدا الأربعاء، هو سماح فرنسا لقوات الشرطة بالتدخل في المياه الضحلة على مسافة تصل إلى 300 متر من الشاطئ، لمنع ما يُعرف بـ"قوارب التاكسي" التي تلتقط المهاجرين من عرض المياه بدلاً من الإبحار من الشواطئ.

هذا التغيير، الذي قد يتطلب تعديلًا في البروتوكولات البحرية الفرنسية، يأتي في ظل مساعٍ لاحترام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، التي تمنع التدخل في عرض البحر ما لم يكن بغرض الإنقاذ. وتفيد التقارير بأن مراجعة فرنسية للتكتيكات البحرية قد أُنجزت بالفعل، وسط استمرار التنسيق مع الجانب البريطاني.

وذكرت "الغارديان" أن الشرطة الفرنسية استخدمت يوم الجمعة الماضي سكاكين لثقب أحد القوارب قرب بولونيه شمال فرنسا، دون تأكيد رسمي إن كانت هذه الحادثة ضمن بروتوكول جديد أو مجرد واقعة فردية.

ضغوط متزايدة على ستارمر.. والأمل بتغيير قواعد اللعبة

ورغم التقدم المنتظر، تشير مصادر بريطانية إلى أن خطة التبادل "واحد مقابل واحد" لا تزال غير مضمونة، خاصة مع تعقيدات قانونية وتشغيلية تحيط بها. إلا أن المتحدث باسم ستارمر أعرب عن تفاؤله بتحقيق "تقدم ملموس" في ملف الهجرة والمياه الإقليمية، مؤكدًا أن العلاقات البريطانية-الفرنسية في أفضل حالاتها منذ سنوات.

ويأمل المسؤولون في البلدين أن تسهم هذه الإجراءات مجتمعة في ردع شبكات التهريب والمهاجرين من محاولة عبور القنال، لا سيما بعد ارتفاع أعداد العابرين بنسبة 48% مقارنةً بالعام الماضي، حيث تجاوز عددهم 20 ألفًا خلال النصف الأول من 2025.

زيارة تحمل البُعدين السياسي والدبلوماسي

وتأتي زيارة ماكرون التي تبدأ اليوم الثلاثاء، ضمن زيارة دولة رسمية تتخللها فعاليات ملكية وقمة أنغلوـ فرنسية. ويُنظر إلى هذه الزيارة كفرصة لإعادة الدفء للعلاقات الثنائية، وسط متغيرات إقليمية ودولية ضاغطة على ملف الهجرة.

وبينما لم تؤكد رئاسة الحكومة البريطانية طبيعة ما سيُعلن رسميًا، فإن مؤشرات عديدة تدل على رغبة جادة لدى الطرفين في اعتماد نهج عملي مشترك للتعامل مع أحد أعقد ملفات أوروبا في الوقت الراهن.

أرقام مقلقة تزيد الضغط على ستارمر

وتتزايد أهمية هذه الخطط في ظل الارتفاع الحاد في عدد المهاجرين الذين يعبرون القنال، حيث وصل أكثر من 20 ألف شخص إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة خلال النصف الأول من عام 2025 فقط، ما يمثل زيادة بنسبة 48% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. هذه الأرقام تسلّط الضوء على فشل السياسات السابقة، وتضع حكومة ستارمر أمام تحدٍ حقيقي لتنفيذ وعودها بـ"تفكيك شبكات التهريب" وضبط الحدود.

اظهار أخبار متعلقة


التعليقات (0)