صحافة إسرائيلية

ضابط استخبارات إسرائيلي: الشرق الأوسط الجديد غير واقعي لأن الفلسطينيين باقون

قال إن المعركة في غزة فلسطينية ولا علاقة لإيران بها- إعلام القسام
قال إن المعركة في غزة فلسطينية ولا علاقة لإيران بها- إعلام القسام
رغم النشوة التي تعيشها دولة الاحتلال بعد الضربات القاسية التي وجهتها للمشروع النووي الإيراني، والآمال التي بنتها بأن تؤدي هذه "الإنجازات" ضد إيران لتغيير عميق في الشرق الأوسط، لكنها سرعان ما بدت آمالا كاذبة، لأن هذه "الإنجازات" في الحملة ضد طهران لا تغير الحقيقة البسيطة، وهي أن الفلسطينيين هنا باقون بحسب أحد الخبراء الإسرائيليين.

الضابط الكبير داني سيترينوفيتش، الذي خدم 25 عامًا في جهاز الاستخبارات العسكرية، وتنقل بين وحدات جمع المعلومات والأبحاث، ويعمل حاليًا زميلا في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكد أنه "حتى قبل أن تنتهي الحملة ضد إيران، وقبل أن يُعرف ما إذا كانت نجحت حقاً بالقضاء على طموحاتها النووية، بدأ الاحتلال يحلم بـ"شرق أوسط جديد تفرج فيه حماس عن الأسرى، وترغب فيه السعودية بالتطبيع، لكنها مع مرور الوقت اتضحت أن هذه التطلعات ليس لها أساس من الواقع في الوقت الحاضر".

وأضاف في مقال نشره موقع زمان إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن إيران التي تعرضت لضربة شديدة لن تذهب لأي مكان، فيما ركز الاحتلال في الأيام الأخيرة على محاولة "إعادة تشكيل التهديدات في الدائرة الثالثة، انطلاقاً من الاعتقاد الخاطئ بأن إضعافها سيؤدي حتماً لتطورات إيجابية في الدائرة الأولى، أي غزة والضفة الغربية، بالشكل الذي يخدم مصالحه، خاصة في سياق الحملة ضد حماس، مع أن الفكرة القائلة بأن حل الدائرة الثالثة سيكون له تأثير إيجابي على العلاقات مع دول الخليج، تتجاهل تماماً المشكلة الفلسطينية، التي لن تذهب لأي مكان هي الأخرى".

اظهار أخبار متعلقة



وأكد أن "القضية الفلسطينية تمثل جذر المشكلة في العلاقات مع دول الخليج، لأنها تشعر بقلق بالغ إزاء توسع الحملة على إيران إلى أراضيها، وقد أصبحت هذه القضية محط اهتمام العالم العربي بعد السابع من أكتوبر، وبدون حل واضح، فمن المشكوك فيه للغاية أن تكون السعودية أو الأردن أو مصر أو غيرها من الدول على استعداد لتجاهلها بسبب الإنجازات التي تم تحقيقها ضد إيران".

وأوضح أنه "رغم سياسة إيران السلبية في الشرق الأوسط، لكنها لا تمتلك تأثيراً سحرياً على ما يحدث في الساحة الفلسطينية، وإن محاولة نسب كل ما يحدث في الضفة الغربية وغزة إليها يتجاهل حقيقة بسيطة مفادها أن هناك أسباباً أخرى تؤدي للطريق المسدود في الساحة الفلسطينية، ولذلك، مهما حدث لإيران، فإن هذه الأسباب لن تتغير".

وأشار أنه "في الماضي، عقد الاحتلال آماله في تغيير السلوك الفلسطيني بعد اتفاقيات التطبيع، أو المفاوضات في سوريا، أو التقارب مع السعودية، وكلها محاولات محكوم عليها بالفش لأنها شكلت محاولات للالتفاف على جذور القضية الفلسطينية، وإلصاقها بأسباب خارجية لا علاقة لها بالساحة الفلسطينية، وهذا السبب في أن الفكرة القائلة بأن إضعاف إيران سيؤدي حتماً لانهيار حماس، والموافقة على صفقة الرهائن دون وقف الحرب، خاطئة تماماً".

وأضاف أن "نفوذ إيران على ما يحدث في حماس محدود، ولدى الحركة أسباب كثيرة لمواصلة الحرب بغض النظر عن الحملة في إيران، وبشكل عام، يجب أن نتذكر أنها خرجت لهذه المعركة لأسباب فلسطينية، وليس إيرانية، رغم أن إيران لديها مصلحة أساسية ببقاء حماس عاملاً مهماً في غزة، ومن هنا يتبين أن أي صفقة لا تتضمن بند وقف الحرب ستضع هذه المصلحة الأساسية المشتركة بين إيران وحماس في خطر كبير".

وأوضح أن "أي فكرة إسرائيلية لتجاوز القضية الفلسطينية فشلت في الماضي، ومن المتوقع أن تفشل مستقبلا، لذا من المهم عدم تعزيز التوقعات في هذا السياق، وإن محاولة إيجاد حل براءة اختراع يساعدنا على التعامل مع الساحة الفلسطينية دون اتخاذ قرارات صعبة بشأن علاقاتنا مع الفلسطينيين فشلت في الماضي، ومن المرجح أن تفشل في المستقبل، مما يضع حدودا لمحاولة إسقاط الإنجازات العملياتية في إيران على ساحة غزة".
التعليقات (0)