هزة سياسية عاشتها دولة
الاحتلال في الساعات
الماضية، وما زالت تعيش تردداتها العنيفة، عقب إعلان رئيس الحكومة بنيامين
نتنياهو
عن إقالة رئيس جهاز
الشاباك رونين بار، بعد خلافات طاحنة بين الطرفين.
وتتفاوت التقديرات الإسرائيلية بين كون هذه
الخطوة تضاف فعلا للانقلاب القانوني، أم اتخذت في أعقاب فضيحة "قطر-
غيت"، أم أنها انبثقت تحديدا من مقابلة رئيس الشاباك السابق نداف أرغمان الذي
حذر من نشر أسرار خطيرة عن نتنياهو.
القناة 12 رصدت في تقرير ترجمته
"عربي21" ردود فعل مراسليها ومحلليها للشؤون الأمنية والعسكرية، على هذه
الخطوة المفاجئة، ومحاولة التعرف على فرص تنفيذ هذه الإقالة، ومن أبرز المرشحين
لخلافته.
عاميت سيغال مراسل الشؤون السياسية، أكد أن
"احتمال الإقالة كان قائما منذ أسابيع، فقد كان لدى بار خط دفاع مختلف عن
رئيس الأركان هآرتسي هاليفي، صحيح أن الفشل يوم السابع من أكتوبر رافق الجهازين،
لكن الشاباك يزعم أنه كان متيقظا، وطالما أن بار لم يستقل بنفسه، فقد أعلن
نتنياهو ذلك بعد اجتماعه به لمدة 14 دقيقة فقط".
وأضاف أنه "يجب أن يتخذ قرار إقالة بار في
اجتماع مجلس الوزراء، لأن الحكومة هي التي تعين رئيس الشاباك، ويجب أن تقرر
إقالته، أما من الناحية القانونية، فإن إعلان إقالة بار يأتي على خلفية قضية
"قطر-غيت"، وبالتالي فإن النقاش الرئيسي حول هذا الموضوع ليس جزءا من
الانقلاب القانوني، بل من انعدام الثقة الكبير بين الاثنين، ورغم أن بار يعرف نفسه
بأنه "حارس البوابة"، لكن تمت إقالته، وسط تقدير بأن يكون خليفته من
خارج الجهاز".
اظهار أخبار متعلقة
ديفنا ليئيل مراسلة الشؤون الحزبية، أكدت أن
"نتنياهو أراد أن يعود بار إلى منزله "لوحده"، وقد حاول مؤخرا أن
يدله على الطريق للخروج من المنزل برسائل تحريضية، متهما إياه بابتزازه حتى يترك
المفاتيح، ويعود إلى منزله، لكنه لم يفعل، ومع ذلك، فإننا أمام خطوة معقدة، إذ يجري
الشاباك حاليا تحقيقا في قضية "قطر غيت"، وهناك مخاوف أن نتنياهو سيواجه
عقبة قانونية، عقب إعلان المستشارة القضائية أنها تتوقع منه التشاور معها بشأن هذا
النوع من الخطوات، مما يعني إشارة واضحة إلى الاتجاه الذي تسلكه ضد القرار".
وأضافت أن "نتنياهو قرر قبل أسبوعين أنه
إذا لم يستقل بار ذاتيا، فإنه سيقيله بنفسه، وهو لا ينوي إبقاء مَن يعتقد أنه يجب
عليهم إنهاء مناصبهم حوله، ويبدو أن الضغط عليه كان جزءا من قرار إقالة بار، مع
العلم أنها ليست خطوة منفردة، حيث تسعى الحكومة أيضا لإقالة المستشارة
القضائية، وتنضم هذه الخطوات لخطوات أخرى في الكنيست، مثل تغيير تشكيل لجنة اختيار
القضاة، ولعل نتنياهو، العائد مؤخرا من الولايات المتحدة يرغب في "مجاراة
ترامب"، ويتقدم سريعا في هذه الخطوات".
رونين مانليس المتحدث السابق باسم الجيش، ذكر
أنه "في عالم طبيعي، كان رئيس الوزراء سيتصل برئيس الشاباك، ويتحدث معه عن
صفقة التبادل، لكن جزءا من إعلان الإقالات يهدف لتحويل الرأي العام عنها، وبالتالي
فإن كلمة عار لا قيمة لها مقارنة بما يحدث، لقد انحرف نتنياهو عن مساره، وأصبح غير
كفؤ، إنه يتصرف ضد جميع حراس الأمن في الدولة، ويهددهم بالابتزاز والتهديد، ويقول
إنهم سيفصلون من مناصبهم إذا لم يتصرفوا وفقا لرغباته".
وأشار إلى أن "نتنياهو يتصرف ضد مؤسسات
الدولة في وقتٍ بالغ الأهمية، ومنخرط في سياساتٍ تافهة تهدف لحماية نفسه، رغم أن
رئيس الشاباك ليس مجرد منصب أمني، بل تعتبر إقالته تهديدا للنظام السياسي في
الدولة، وإذا كان نتنياهو يفتقر للثقة، فعليه أن يتحرك لتشكيل لجنة تحقيق، والتوجه
للانتخابات".
نير دفوري مراسل الشؤون العسكرية، ذكر أن
"إقالة بار خطوة دراماتيكية، ولا تشبه خطوات أخرى مثل إقالة وزير الحرب يوآف
غالانت، أو أي أحد آخر، فالشاباك جهازٌ مكلَفٌ بمكافحة مخططات أعداء الدولة،
وإحباطها، ومسؤول أيضا عن حماية الدولة، ومؤسساتها، وهنا يحاول نتنياهو فصل الجهاز
الذي يثق به عن رئيسه، وهذه الخطوة تؤثِر بالتأكيد على الجهاز".