هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علّمتنا بعض دروس الحياة أنّ أقدار الدول لا تختلف عن أقدار البشر، فهنالك دول لا تَعرف الحروب والمجاعات والخوف، إلا نادرا، وهنالك دول لا تَعرف السلام والشبع والأمان، إلا نادرا، وهكذا أحوال ملايين الناس!
بالرغم من أن حماس وفصائل المقاومة وافقت على الخطة المصرية القطرية لعقد هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً مع الاحتلال الإسرائيلي، وبالرغم من أن هذه الخطة جاءت قريبة جداً من خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف Steve Witkoff؛ فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تابع إجراءات اعتماد وإنفاذ خطة عربات جدعون الثانية لاحتلال مدينة غزة، بهدف "هزيمة حماس" والسعي لتهجير نحو 900 ألف من سكان غزة وشمال القطاع باتجاه الجنوب؛ والضغط من خلال المجازر والتدمير لاستعادة الرهائن الإسرائيليين، وفرض التصور الإسرائيلي لمستقبل قطاع غزة.
من مظاهر هذا الصراع الذي يثبت خطورة اللغة وعلاقتها بالسياسة ومصالح الدول التي تتصارع فيما بينها من أجل إثبات وجودها الحضاري والسياسي والاقتصادي بين الأمم خدمة لمصالحها، نذكر على سبيل المثال أيضا تلك الضجة التي قامت في فرنسا حول معهد باستور الطبي الشهير لاعتماده اللغة الإنجليزية لغة بحث دون الفرنسية!؟!!
إن الرجل لا يعبأ إن كان دمار دول كامل أو حدوث كوارث إنسانية خارج عن نطاق جغرافيته هو ويصيب دول تعادي أمريكا أو في هلاكها مصلحة للولايات المتحدة، لكنه يغضب إن تمت إقالة موظف داخل "السيستم" الأمريكي بطريقة غير صحيحة فهذا يؤدي لفقدان الثقة بأمريكا ككل!
تصريحات نتنياهو جاءت بعد تسريبات نقلها مكتبه يوم أول أمس الأربعاء تفيد بأن نتنياهو يريد اتفاقا شاملا لإطلاق سراح الأسرى رافضا بذلك الاتفاق الجزئي الذي اقترحه الوسيط الأمريكي ستيف ويتكوف تموز / يوليو الفائت، و قبلته حركة حماس بعد أن كانت تحفظت عليه سابقا إثر تعديلات أجراها نتنياهو على خرائط الانسحاب حينها.
لفهم دور الاتحاد في هندسة المشهد العام بعد الثورة- من منطلق دوره "الوطني" بالمعنى الذي تفهم به الأقليات الإيديولوجية معنى الوطنية-، سيكون من المهم التأريخ للعلاقة بين اتحاد الشغل والسلطة منذ الاستقلال الصوري عن فرنسا، أي خلال مرحلتي الحكم الدستورية(بقيادة "الزعيم" بورقيبة) والتجمعية (بقيادة "صانع التغيير" المخلوع). ولكنّ ضيق المساحة النّصية للمقال واشتغالنا أساسا على المشهد التونسي بعد "الثورة"، يوجبان ترك تلك المهمة للمؤرخين.
تم إرساء تقليد تفاوضي منذ السبعينات. وضعت فيه الاتفاقيات المشتركة المنظمة لسوق العمل والتأجير. وصمدت هذه الاتفاقيات لكل اضطراب اجتماعي وتكرس بموازاتها موعد تفاضي دوري (كل ثلاث سنوات) على الزيادات في الأجور في القطاعين العام والخاص. عمل نظام بن علي بهذا الموعد الدوري. تعلن النقابة طلب زيادات عالية وتعلن السلطة نسبة 3 بالمائة. تدوم جولة التفاوض نصف سنة ثم يقرر بن علي شخصيا النسبة وتلحس النقابة خطابها وتبرر الأمر وتبالغ في تجميل المكسب وتؤجل المواعيد الثورية.
أكد الصدر في بداية بيانه أنه “ليس بصدد التبري أو الطعن”، وإنما يسعى إلى الوقوف على الأسباب التي جعلت الإمامية يركزون على مجالس عزاء الأئمة أكثر من إحيائهم لوفاة الرسول ﷺ. واعتبر أن هذه المفارقة تثير الاستغراب، داعيًا إلى مراجعة الوعي الجمعي وتصحيح الخلل.
لم تكن الهدن والمعاهدات في تاريخنا الإسلامي خضوعًا أو تفريطًا، بل كانت وسيلة لإدارة الصراع وحفظ الدماء، كما في صلح الحديبية، تفاهمات صلاح الدين الأيوبي مع الصليبيين، أو الهدن التي عُقدت في أواخر حكم المسلمين في الأندلس.
عندما خرج عدد من الإخوان الأزهريين من السجون سنة 1956م، وكانوا عشرة أشخاص، كان منهم الشيخ يوسف القرضاوي، توسط لهم ليعينوا في وزارة الأوقاف التي يتولاها، على ضمانته الشخصية، ومن يقرأ كتب وتصريحات الباقوري لن يجد فيها ما يتعلق بتنظيم الإخوان، لا خيرا ولا شرا، لأنه كان مشغولا ببناء وزارة الأوقاف، بعد عهد ملكي انقضى، وفي ظل عهد جديد، كان أحد أعمدته الباقوري.
عرف أرسطو طاليس الحقيقة بأنها "قول ما هو كائن أنه كائن، وما هو غير كائن أنه غير كائن". هذا يعني أن الحقيقة تكمن في التوافق بين الحكم الذهني والواقع الموضوعي، وعرف هيكل الحقيقة كعملية ديناميكية تتكشف عبر التاريخ أو التطور الفكري.
شغلت مفاوضات جينيف بين الرئيس عبد الفتاح البرهان ومستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا مسعد بولس الرأي العام المهتم بما يدور في السودان داخليا وخارجيا، بالرغم من سريتها وعدم إعلان أجندتها رسميا من الجانبين، إلا أن توقيت اللقاء ومشاركة الرئيس البرهان شخصيا كانت عوامل مهمة في تحديد الملامح الرئيسية لكواليس مباحثات جينيف غير المعلمة، وبغض النظر عن نتائجها الحالية والمستقبلية فهي تعني بداية صفحة جديدة في مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين في عهد الرئيس ترامب، واتجاه الإدارة الجديدة لتجاوز وكلائها في المنطقة.
عوامل عدة تدفع اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى الكشف عن هذه المواقف السياسية التي تعتبر متقدمة في إطار رفض الدولة الفلسطينية وتبني رؤية دينية في الصراع مع الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية.
لم تكن الأرقام التي نشرتها مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في تقريرها الأخير تحت عنوان "الحصاد الموجع" مجرد جداول باردة أو إحصاءات صماء ، بل كانت وجهاً آخر لوجع جماعي ممتد منذ عام 2011، يقطر دماً من مخيمات درعا جنوباً حتى حلب شمالاً، جعل من الفلسطيني هناك أسير نكبتين: نكبة أولى هجّرته من وطنه، وأخرى جعلت وطنه المؤقت مقبرة جماعية ومسرحاً للتعذيب والاختفاء القسري.
هذا الانزياح ليس لغويًا فحسب بل هو انزياحٌ في بنية الوعي؛ إنّه انتقال من النظر إلى الإنسان بوصفه جوهرًا أخلاقيًّا يُقاس بصفاته وسلوكه، إلى النظر إليه باعتباره نتاجًا مكانيًّا يُقاس بعنوانه وموقع بيته، وهنا يبدأ الخداع؛ حين تُصبح الجغرافيا معيارًا للقيمة، ويُستبعد الإنسان نفسه من ميزان التقييم.
نحن اليوم بحاجة إلى قراءة نقدية شاملة لكل التجارب الوحدوية وصولا لقيام دولة المواطنة القائمة على الاعتراف بالتعددية الفكرية والعقائدية والمذهبية، وأن لا يكون الخلاف المذهبي أو الديني أو القومي سببا للصراعات والحروب، وهذا يتطلب مقاربة جديدة لواقعنا العربي والإسلامي وإعادة تحديد الأولويات وكيفية تجاوز الخلافات التاريخية.