ليس مستغربا أن يعلن رئيس وزراء
الاحتلال
الإسرائيلي نتنياهو عن حلم بناء إسرائيل الكبرى والذي يتعدى حدود
فلسطين إلى دول
عربية أخرى، من بين هذه الدول من يسعى الاحتلال إلى إقامة علاقات تطبيعية معها
ومنها دول عربية تربطهما اتفاقيات سلام.
وفي ذات الوقت يعلن وزير المالية المتطرف
سموتريش عن زيادة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وفرض سياسة الضم
الإسرائيلية في الضفة وتهجير الشعب الفلسطيني وإنهاء أي خيار أمام إقامة دولة
للشعب الفلسطيني.
إن العديد من المواقف العربية والإسلامية طيلة فترة حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة، والتي اكتفت بالتنديد دون عمل جدي وحقيقي لوقف الإبادة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، شجعت نتنياهو وحكومته المتطرفة إلى الإفصاح بشكل علني عن هذه الأطماع التوسعية.
وفي ذات السياق وضمن حملة متصاعدة من
التصريحات والمواقف للحكومة اليمينية المتطرفة يخرج علينا الوزير المتطرف بن غفير
بمقطع مصور من داخل زنزانة القائد الوطني الأسير مروان البرغوثي وهو يتوعد الشعب
الفلسطيني بالقتل والفناء، كما تعكس الحالة الصحية المتدهورة للبرغوثي ما يتعرض له
أسرى فلسطين من تنكيل وأبشع أنواع الانتهاكات.
عوامل عدة تدفع اليمين الإسرائيلي المتطرف
إلى الكشف عن هذه المواقف السياسية التي تعتبر متقدمة في إطار رفض الدولة
الفلسطينية وتبني رؤية دينية في الصراع مع الشعب الفلسطيني والأمة العربية
والإسلامية.
ولعله من أبرز هذه العوامل هي السياسة
الأمريكية للرئيس ترمب الداعمة لنتنياهو وحكومته المتطرفة، من خلال الدعم السياسي
والعسكري وتوفير الحماية الدولية للاحتلال في حربه المستعرة ضد الشعب الفلسطيني في
قطاع غزة، ودعم سياسات الاستيطان والتوسع والضم في الضفة والقدس المحتلتين.
كذلك الموقف الأمريكي الرافض لاعتراف أي
دولة حول العالم بالدولة الفلسطينية، والسعي الأمريكي الحثيث لإفشال أية تحركات
دولية في إطار الاعتراف بالدولة الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
من جهة أخرى فإن العديد من المواقف العربية
والإسلامية طيلة فترة حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة ضد قطاع غزة، والتي اكتفت
بالتنديد دون عمل جدي وحقيقي لوقف الإبادة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، شجعت
نتنياهو وحكومته المتطرفة إلى الإفصاح بشكل علني عن هذه الأطماع التوسعية.
بالتالي فإن بقاء المواقف العربية
والإسلامية عند نقطة أن العدوان الإسرائيلي هو عدوان ضد الشعب الفلسطيني فقط، وأن
تمارس الأمة حكومة وشعوب دور المتفرج أو على الأقل الرافض بالقول لا بالفعل
للإبادة الإسرائيلية، لن يجنب الدول العربية والإسلامية من المطامع الإسرائيلية
باحتلالها.
لذلك جاءت معركة طوفان الأقصى لتكشف الوجه
الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي القائم على فكرة إقامة إسرائيل الكبرى، وفضح المؤامرة
الإسرائيلية ضد الأمة العربية والإسلامية، وهنا فإن غزة اليوم تقاوم هذا المشروع
الاستيطاني نيابة عن الأمة بأكملها.
لذلك فإن سقوط غزة يعني أول الخطوات في بناء
إسرائيل الكبرى، ولقطع الطريق على هذا المشروع الاستيطاني الخبيث، فالأولوية في
هذه المرحلة الخطيرة هي العمل الحقيقي والجاد في إطار وقف العدوان على قطاع غزة
وانهاء التجويع ورفض التهجير للشعب الفلسطيني.
إن سقوط غزة يعني أول الخطوات في بناء إسرائيل الكبرى، ولقطع الطريق على هذا المشروع الاستيطاني الخبيث، فالأولوية في هذه المرحلة الخطيرة هي العمل الحقيقي والجاد في إطار وقف العدوان على قطاع غزة وانهاء التجويع ورفض التهجير للشعب الفلسطيني.
فالأمة بحاجة إلى حراك جدي على مستوى
الحكومات والشعوب التي عبرت عبر البيانات بإدانتها لتصريحات نتنياهو التي لم تكن
الأولى حول إسرائيل الكبرى، لكن البيانات تحتاج إلى تحركات ضاغطة على الاحتلال
الإسرائيلي من قطع للعلاقات ووقف للاتفاقيات واغلاق للسفارات والمقاطعة.
كذلك الشعوب العربية والإسلامية لابد أن
تأخذ دورها في التصدي للأطماع الإسرائيلية في المنطقة، أن تأخذ الشعوب حريتها
للعمل في نصرة الشعب الفلسطيني ووقف العدوان على القطاع وفتح المعابر وإنقاذ الشعب
الفلسطيني في قطاع غزة.
أما الجانب الفلسطيني الرسمي فلابد للسلطة
أن تعلن وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وانهاء اتفاق أوسلو، ورفع يدها عن
المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وأن تنحاز إلى خيار الشعب الفلسطيني في
مقاومة الاحتلال.
مشروع إسرائيل الكبرى خطر داهم وتعبير حقيقي
عن السياسة الإسرائيلية المتطرفة ضد الأمة العربية والإسلامية، لابد أن يواجه
باستراتيجية قائمة على نصرة الشعب الفلسطيني قولا وفعلا لأنه المدافع الأول عن
الأمة وخط الصد الأول للمشروع الإسرائيلي في المنطقة.
*القائم بأعمال الأمين العام للمؤتمر
الشعبي لفلسطينيي الخارج