هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتفقت أفغانستان وباكستان على مواصلة وقف إطلاق النار، خلال محادثات جرت بوساطة تركيا وقطر.
اتفقت باكستان وأفغانستان على استئناف محادثاتهما في إسطنبول بوساطة تركية وقطرية بعد الاشتباكات الحدودية الأخيرة، وذلك بهدف تثبيت وقف إطلاق النار. وذكرت باكستان أن الهدف من المفاوضات هو ضمان أن تتخذ كابل خطوات ملموسة ضد "الجماعات الإرهابية"، بينما أكدت مصادر أمنية أن الحوار يمنح "فرصة جديدة للسلام".
تعيش باكستان على وقع تصاعد جديد في التوترات الأمنية على حدودها مع أفغانستان، بعد اشتباكات دامية بين الجيش الباكستاني ومقاتلي حركة طالبان الباكستانية في مقاطعة كورام، أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين، في وقت فشلت فيه المفاوضات التي استضافتها مدينة إسطنبول بين وفدي البلدين في التوصل إلى أي تقدم يُذكر، رغم الوساطة التركية والقطرية.
أعلنت باكستان مقتل خمسة من جنودها، وتحييد 25 مسلحا من الميليشيات التي خاضت اشتباكات معها في إقليم "خيبر بختونخوا" الحدودي مع أفغانستان.
حذر وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، اليوم السبت، من حرب وصفها بـ"المفتوحة" مع أفغانستان، في حال فشلت محادثات السلام الجارية في إسطنبول..
محمد عماد صابر يكتب: واشنطن تسعى إلى منع تشكّل محور آسيوي قوي تقوده الصين وباكستان وإيران وروسيا، ولهذا فإن إشعال النزاعات الثانوية بين الدول الإسلامية يخدم هذا الهدف. وهنا يتقاطع المشروع الأمريكي مع الرؤية الصهيونية التي تستهدف تفكيك أي وحدة إسلامية أو تحالف جغرافي يشكل خطرا على التفوق الإسرائيلي أو الأمريكي في المدى البعيد
أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن باكستان وأفغانستان اتفقتا خلال جولة المفاوضات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة على وقف فوري لإطلاق النار.
تستضيف الدوحة محادثات سلام بين أفغانستان وباكستان لبحث سبل إنهاء التوتر والاشتباكات الحدودية بين البلدين، بعد تمديد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية وسعودية. وقال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية إن وفدًا رفيع المستوى برئاسة وزير الدفاع محمد يعقوب وصل إلى قطر لإجراء المفاوضات.
بين أفغانستان وباكستان، تتشابك السياسة والتاريخ والجغرافيا في شبكة من الخلافات العميقة التي لا يقتصر أثرها على حكوماتهما فقط، بل تمتد لتؤثر على شعوب مترابطة بروابط دينية وعرقية ولغوية. هذا الصراع المستمر، الذي تعكسه أحياناً مواجهات حدودية وهجمات انتحارية، هو نتاج تراكم عقود من الاستراتيجيات السياسية ومحاولات النفوذ المتبادل، حيث تسعى كل دولة لحماية مصالحها وتعزيز قوتها الإقليمية.
تتشابك الجغرافيا بالتاريخ على الحدود بين باكستان وأفغانستان، حيث لا تفصل الجبال الوعرة بين بلدين فحسب، بل بين رؤيتين لمستقبل المنطقة. هناك، تتقاطع السياسة بالأمن، وتتعقد العلاقات بين جارين تجمعهما الروابط القبلية والدينية بقدر ما تفرّقهما الحسابات الإقليمية. في هذا الحوار الخاص، نفتح ملفّ الصراع بين إسلام أباد وكابل، ونكشف خفايا التوترات الأخيرة، وأسباب فشل الهدنة، ومآلات العلاقة بين البلدين في ظل تمدد النفوذ الإقليمي وتشابك المصالح بين القوى الكبرى.
محمد مكرم بلعاوي يكتب: المواجهات الحدودية بين الجانبين ليست أمرا طارئا، بل تتكرر بين حين وآخر، وتعبّر عن تراكمات تاريخية وثقافية معقدة، وغالبا ما تبقى هذه الاشتباكات محدودة لا تتطور إلى حرب شاملة، لكنها تكشف عمق الأزمة المستمرة بين البلدين
قال مسؤولون أمنيون باكستانيون، الجمعة، إن سبعة جنود باكستانيين قتلوا في هجوم انتحاري قرب الحدود مع أفغانستان، في ظل وقف هش لإطلاق النار بين البلدين أوقف قتالا عنيفا استمر لعدة أيام هذا الشهر.
تجددت الاشتباكات بين أفغانستان وباكستان خلال الأيام الماضية وتحولت الحدود إلى مسرح تبادل نيران وضربات جوية وإغلاق معابر، قبل أن تتفق كابول وإسلام آباد أخيراً على وقف إطلاق نار مؤقت لـ 48 ساعة.
محمد كرواوي يكتب: تمثل هذه الأزمة فرصة لإعادة التفكير في مفهوم الأمن الإقليمي ذاته، فالتعامل مع الحدود باعتبارها جدارا عازلا لم يعد ممكنا في زمن تتداخل فيه الجغرافيا بالتجارة والهجرة والطاقة. إن الأمن في جنوب آسيا لم يعد يقاس بمدى السيطرة العسكرية، بل بمدى القدرة على بناء منظومة تعاون عقلانية توازن بين مكافحة الإرهاب واحترام السيادة، وبين ضرورات الاقتصاد ومتطلبات الاستقرار، وأي تجاهل لهذا التحول سيبقي المنطقة رهينة دوامة اشتباك متكرر يعيد إنتاج أسبابه كل مرة بأسماء جديدة
على الحدود الوعرة بين أفغانستان وباكستان، عاد صوت المدافع ليكسر هدوء ما بعد الحرب، في مشهد يعيد إلى الأذهان توترا قديما لم تهدأ جذوره قط. فخلال الأيام الأخيرة، تصاعدت الاشتباكات بين الجيشين على طول خط “دوراند” المتنازع عليه، لتكشف عن أزمة أعمق تتجاوز الخلافات الحدودية إلى صراع نفوذ، واتهامات متبادلة برعاية الجماعات المسلحة، ومخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع.
ذكرت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان أن باكستان وأفغانستان ستبذلان جهودا صادقة من خلال الحوار لإيجاد حل إيجابي لهذه القضية المعقدة التي لا تزال قابلة للحل.