تناول
مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية للكاتب داني سيترينوفيتش، المناورة العسكرية التي أجرتها
إيران واحتمالية نشوب حرب مع دولة
الاحتلال.
وقال سيترينوفيتش، إن آثار صواريخ وطائرات مسيرة شوهدت في سماء إيران ويبدو أن هذا مناورة عسكرية واسعة النطاق، تهدف إلى ردع إسرائيل والولايات المتحدة عن شن هجوم آخر على إيران، وإظهار لجيرانها - وللشعب الإيراني أيضاً - أن طهران تتعافى من حرب حزيران/ يونيو الماضي ومستعدة لمواجهة أخرى.
وأضاف الكاتب، أن هذه المناورة، التي سبقتها مؤشرات دالة ظادت من مخاوف إسرائيل من أن إيران تستعد لهجوم مفاجئ، وأظهرت خطر سوء التقدير وتدهور الوضع في حملة أخرى - حتى وإن لم يكن أي من الطرفين مهتماً بذلك في الوقت الراهن.
وأوضح سيترينوفيتش، أن المناورات جرت في ظل تزايد مخاوف القيادة الإيرانية من هجوم إسرائيلي آخر، ويبدو أن هذا القلق هو ما دفع طهران إلى القيام بهذه الخطوة العسكرية، بهدف تعزيز قدرتها على الردع وتوجيه رسالة واضحة للجميع بأن منظوماتها الصاروخية تُعاد تأهيلها بعد الأضرار التي لحقت بها.
وتتزامن هذه المناورات أيضاً مع تقارير نُشرت في إسرائيل عشية اجتماع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الرئيس دونالد ترامب بشأن سرعة إعادة تأهيل منظومات الصواريخ الإيرانية، في ما يُظهر بوضوح ضرورة التحرك مجدداً ضد تعزيز إيران لقدراتها في هذا المجال، نظراً للخطر الكبير الذي تُشكّله على أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
وأشار كاتب المقال، إلى أن سلوك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تجاه هذه المناورات هو نتيجة مباشرة لدروس أحداث 7 أكتوبر، ولا سيما تجنب الاعتماد على افتراضات استخباراتية مخففة.
ووفقا لرأي سيترينوفيتش، فإن الوضع يميل إلى اعتبار السيناريو الأكثر خطورة هو السيناريو الأكثر ترجيحًا وهذا النهج يزيد من خطر سوء التقدير بين إسرائيل وإيران: فحتى لو لم يكن أي من الطرفين مهتمًا بشن حملة عسكرية في الوقت الراهن، فإن غياب قناة لنقل الرسائل بين البلدين، والتوتر الشديد في العلاقات بعد الحرب، والتقييم باحتمالية اندلاع صراع آخر، كلها عوامل تخلق واقعًا قد يُنظر فيه إلى هذه المناورات من قبل الطرف الآخر على أنها استعداد لهجوم مفاجئ.
وتابع، "بما أن كل طرف يسعى إلى أن يكون الطرف المبادر وليس الطرف المتفاعل، فهناك خطر حقيقي من أن تؤدي هذه التحركات إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه، حيث سيحاول أحد الطرفين استباق الآخر بمبادرة هجومية - تستند أيضاً إلى سوء فهم للنوايا".
اظهار أخبار متعلقة
وأردف سيترينوفيتش، أنه "بالنظر إلى التوقعات باستمرار إيران في تعزيز قدراتها الإنتاجية الصاروخية، واحتمالية تصعيد تصريحات كبار المسؤولين الإسرائيليين تجاه طهران، ونظرًا لضعف فرص التوصل إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة لكبح التصعيد، فإن أي حدث مماثل في المستقبل قد يُنذر بحرب".
علاوة على ذلك، كلما زادت
المناورات العسكرية الإيرانية، تضاءلت المؤشرات الدالة في إسرائيل، وأصبح من الصعب التمييز بين المناورات العسكرية والهجوم الفعلي.
ولفت إلى أن الضغط الواضح في النظام الإسرائيلي المحيط بالمناورات، ولا سيما الخوف من اندلاع حرب من جانب إيران - على الرغم من أن مثل هذه الحرب هي على الأرجح آخر ما تحتاجه طهران في وضعها الحالي - يوضح مدى تعقيد التقييم في إسرائيل بعد السابع من أكتوبر. إذا اختارت إسرائيل التركيز فقط على قدرات العدو، دون الأخذ في الاعتبار نواياه، فقد تدخل في حقبة من الصراعات المستمرة، حيث ستتبنى دائمًا الخيار الأشد قسوة، حتى لو لم يكن الخيار الأكثر منطقية أو معقولية.
وختم الكاتب قائلا، إن المناورات الإيرانية تشير إلى أن منظومة إيران الاستراتيجية تتعافى تدريجياً، وإن لم تصل بعد إلى كامل جاهزيتها، وتعكس في المقام الأول رغبة طهران في استعادة قدرتها على الردع في مواجهة التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم آخر. إن احتمال سوء فهم نوايا إيران في إسرائيل، والذي قد يؤدي إلى اتخاذ خطوات تمهيدية، يزيد من خطر التصعيد الناتج عن سوء تقدير بين الطرفين، ولا سيما الخطر الكامن في تبني السيناريو الأكثر خطورة بشكل تلقائي.