هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم تكن الهدن والمعاهدات في تاريخنا الإسلامي خضوعًا أو تفريطًا، بل كانت وسيلة لإدارة الصراع وحفظ الدماء، كما في صلح الحديبية، تفاهمات صلاح الدين الأيوبي مع الصليبيين، أو الهدن التي عُقدت في أواخر حكم المسلمين في الأندلس.
عندما خرج عدد من الإخوان الأزهريين من السجون سنة 1956م، وكانوا عشرة أشخاص، كان منهم الشيخ يوسف القرضاوي، توسط لهم ليعينوا في وزارة الأوقاف التي يتولاها، على ضمانته الشخصية، ومن يقرأ كتب وتصريحات الباقوري لن يجد فيها ما يتعلق بتنظيم الإخوان، لا خيرا ولا شرا، لأنه كان مشغولا ببناء وزارة الأوقاف، بعد عهد ملكي انقضى، وفي ظل عهد جديد، كان أحد أعمدته الباقوري.
عرف أرسطو طاليس الحقيقة بأنها "قول ما هو كائن أنه كائن، وما هو غير كائن أنه غير كائن". هذا يعني أن الحقيقة تكمن في التوافق بين الحكم الذهني والواقع الموضوعي، وعرف هيكل الحقيقة كعملية ديناميكية تتكشف عبر التاريخ أو التطور الفكري.
شغلت مفاوضات جينيف بين الرئيس عبد الفتاح البرهان ومستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا مسعد بولس الرأي العام المهتم بما يدور في السودان داخليا وخارجيا، بالرغم من سريتها وعدم إعلان أجندتها رسميا من الجانبين، إلا أن توقيت اللقاء ومشاركة الرئيس البرهان شخصيا كانت عوامل مهمة في تحديد الملامح الرئيسية لكواليس مباحثات جينيف غير المعلمة، وبغض النظر عن نتائجها الحالية والمستقبلية فهي تعني بداية صفحة جديدة في مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين في عهد الرئيس ترامب، واتجاه الإدارة الجديدة لتجاوز وكلائها في المنطقة.
عوامل عدة تدفع اليمين الإسرائيلي المتطرف إلى الكشف عن هذه المواقف السياسية التي تعتبر متقدمة في إطار رفض الدولة الفلسطينية وتبني رؤية دينية في الصراع مع الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية.
لم تكن الأرقام التي نشرتها مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في تقريرها الأخير تحت عنوان "الحصاد الموجع" مجرد جداول باردة أو إحصاءات صماء ، بل كانت وجهاً آخر لوجع جماعي ممتد منذ عام 2011، يقطر دماً من مخيمات درعا جنوباً حتى حلب شمالاً، جعل من الفلسطيني هناك أسير نكبتين: نكبة أولى هجّرته من وطنه، وأخرى جعلت وطنه المؤقت مقبرة جماعية ومسرحاً للتعذيب والاختفاء القسري.
في قلب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة، حيث يموت الأطفال والنساء جوعاً وعطشاً تحت قصف إسرائيلي لا يتوقف، يبرز النظام العسكري المصري كشريك أساسي في هذه الجريمة الإنسانية. هذا النظام المحتل، الذي اغتصب السلطة بانقلاب عسكري في 2013، يمارس قمعاً ممنهجاً ضد شعب مصر، فيشمل القتل الجماعي كما في مذبحة رابعة، والتعذيب في السجون، والاعتقالات السياسية الواسعة النطاق.
هذا الانزياح ليس لغويًا فحسب بل هو انزياحٌ في بنية الوعي؛ إنّه انتقال من النظر إلى الإنسان بوصفه جوهرًا أخلاقيًّا يُقاس بصفاته وسلوكه، إلى النظر إليه باعتباره نتاجًا مكانيًّا يُقاس بعنوانه وموقع بيته، وهنا يبدأ الخداع؛ حين تُصبح الجغرافيا معيارًا للقيمة، ويُستبعد الإنسان نفسه من ميزان التقييم.
في مشهد جديد يعكس تعقيدات الصراع المستمر في الشرق الأوسط، عادت إلى الواجهة تقارير دولية تتحدث عن محادثات إسرائيلية مع دول أجنبية ـ بينها دول أفريقية ـ تهدف إلى إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة في أراضٍ خارجية.
إن العلاقة التي تميزت يومًا ما بتجمعات حاشدة بحجم الملاعب وبكيمياء شخصية دافئة قد انحدرت الآن إلى حالة من المواجهة الدبلوماسية والاقتصادية المفتوحة. لقد تحولت الديناميكية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والهند بشكل جذري، من شراكة استراتيجية مرموقة إلى علاقة يحددها توجيه الإنذارات العلنية والردود الحادة. القرار الأخير الذي اتخذه الرئيس ترامب بفرض تعريفة جمركية إضافية بنسبة 25 بالمئة على جميع البضائع الهندية، مما يرفع إجمالي الضريبة على الواردات إلى 50 بالمئة، وهو إجراء ربطه صراحةً باستمرار التجارة الهندية مع روسيا، لا يمثل حادثة معزولة، بل هو التتويج الحتمي لخلافات طال أمدها حول التجارة والتحالف الاستراتيجي والرؤى العقائدية.