أثبتت غزة أن الإخلاص وحده لا يغني عن الإعداد، وأن الحماسة لا تعوّض غياب الرؤية والتنظيم. كما أظهرت أن في الأمة، وفي صفوف الإخوان تحديدًا، طاقاتٍ شابة مبدعة تمتلك روح المبادرة، لكنها غالبًا لم تُمنح المساحة الكافية للمشاركة والتأثير.
إبراهيم محمد عكاري يكتب: مقارنة سياسات ساركوزي تجاه الإسلام بفضائحه المالية لا تعكس فقط تناقضا شخصيا، بل تكشف أيضا عن أزمة ثقة أعمق في فرنسا: أزمة خطاب سياسي يرفع شعارات النزاهة والشفافية، لكنه في الممارسة يكشف عن هشاشة المنظومة أمام المال السياسي والتمويل الخارجي
تقف سوريا اليوم على مفترق طرق تاريخي، إذ تبذل الحكومة الانتقالية جهودًا حثيثة لجذب الاستثمار وتهيئة بيئة اقتصادية مشجعة. فقد أُقرت إصلاحات تشريعية وإجراءات إدارية تهدف إلى تسهيل دخول المستثمرين، وضمان الشفافية وسرعة الإجراءات، مما أعاد ثقة المستثمرين المحليين والعرب والدوليين على حد سواء.
تشهد سورية في المرحلة الحالية مرحلة انتقالية دقيقة بعد سنوات طويلة من الحرب، والصراع، والتهجير، والنكبات الاجتماعية والسياسية. إعادة بناء الدولة بعد هذه المرحلة ليست مجرد مسألة هيكلية، بل تتطلب فهمًا دقيقًا لدور المجتمع المدني، والقطاعات المؤسسية، والتوازنات المجتمعية التي تحافظ على وحدة البلاد واستقرارها.
لم تكن الهدن والمعاهدات في تاريخنا الإسلامي خضوعًا أو تفريطًا، بل كانت وسيلة لإدارة الصراع وحفظ الدماء، كما في صلح الحديبية، تفاهمات صلاح الدين الأيوبي مع الصليبيين، أو الهدن التي عُقدت في أواخر حكم المسلمين في الأندلس.
ابراهيم محمد عكاري يكتب: المهم أن ندرك أن التعايش الناجح لا يقوم على فرض طرفٍ لرؤيته، ولا على تنازل الأغلبية عن هويتها لإرضاء الأقلية، بل على التزام الجميع بقاعدة ذهبية: نختلف ونتعايش، لا نتشابه ونتصادم. ففي مجتمعات التعدد، حيث لا يشبه أحدٌ الآخر تماما، يصبح الاحترام المتبادل والتفاهم المتبادل هما القاعدة الوحيدة للبقاء المشترك
إبراهيم محمد عكاري يكتب: حين تَصارع أبناء الثورة بدل أن يتكاملوا، وحين طغت الحسابات الفئوية على حلم الوطن الجامع، بدأت الثورة تأكل أبناءها. عندها، لم يكن العدو بحاجة لكثير من الجهد؛ فالثغرة كانت من الداخل. فُتحت الأبواب لانقلابات.. بعضها ناعم يرتدي ربطة عنق، وبعضها دموي لا يعرف غير الحديد والنار. وفي النهاية، عادت أنظمة لا تؤمن لا بحرية ولا بكرامة، لكنها ترفع لافتاتها فقط لتغطي بها خواء الواقع