في الوقت الذي يتحضر
فيه رئيس حكومة
الاحتلال بنيامين نتنياهو لعقد قمته مع الرئيس دونالد ترامب، يظهر
الملف السوري واحدا من الملفات التي سيبحثانها، في ضوء أن الواقع على الأرض في
سوريا يخدم
تركيا، ورئيسها رجب طيب أردوغان بشكل أساسي، فضلا عن مخاوف الاحتلال من
الدخول التركي إلى ملف
غزة.
الجنرال يسرائيل زيف،
الرئيس الأسبق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال، زعم أن "الأمريكيين لا يدركون
عمق العقدة التي تحدث تحت أنوفهم في سوريا، خاصة بعد الحادث الأخير الذي قتل فيه
جنديان منهم، لأن الجيش السوري الذي يتم إعادة بنائه مكون من فلول الجيش السابق،
ولكن بشكل رئيسي من تعزيزات من متطوعين من مسلحي المعارضة، ستشكل جزء من القوات
السورية الجديدة، التي لم تتمكن في هذه الأثناء من السيطرة على أكثر من نصف الأراضي".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في مقال نشرته
القناة 12، وترجمته "عربي21" أن "التقييم الاسرائيلي للوضع السوري
يتمثل في أن أنقرة لديها أجندة واضحة، وتريد عائدا على الاستثمار مقابل دعمها
للثورة، وترى أن سوريا جزء من تركيا الكبرى، وحصلت على مباركة ترامب لذلك، لاسيما
وأن أردوغان يتولى زمام الأمور فيها خطوة بخطوة، فهو يقوم باستقدام قوات عسكرية،
ويعتزم بناء قاعدة كبيرة قرب دمشق، كما يشجع، ويخلق مشاركة اقتصادية بكل مكان في
سوريا، وعلى رأسها الأصول الاقتصادية من النفط والمعادن والموانئ".
وأوضح أن "القراءة
الإسرائيلية لأردوغان أنه يتمتع برؤية استراتيجية إقليمية للنفوذ التركي، فهو يريد
أن يكون اللاعب الرئيسي في الصراع العربي الإسرائيلي، ويريد التأثير على الاحتلال
في الجولان وغزة، ويستثمر بشكل كبير بتعزيز قدراته العسكرية الدفاعية والهجومية
مقارنة بالاحتلال، ولا يُخفي رغبته بمواجهتها، ويشعر بالقوة والدعم عندما يكون
الناتو في ظهره، واحتضان ترامب على يمينه، وسوف يتم اختبار استراتيجيته قريبا جدا
في مسألة وجود قواته الأمنية في غزة".
وأكد أنه "إذا
قرر ترامب لصالح دخول الجنود الأتراك إلى غزة، فلن يكون ذلك انتصارا كبيرا له على إسرائيل
فحسب، بل علامة واضحة على تزايد قوته ضد الأمريكيين على حسابنا، وسيساهم بشكل كبير
في تعزيز قيادته الإقليمية، وبالنسبة لنا فسيكون فشلا سياسيا وأمنيا كبيرا، ولذلك
ليس هناك خوف من أن يفقد حريته في العمل العسكري في غزة وسوريا فحسب، بل إن تركيا
ستصبح زعيمة إقليمية رائدة، وباعتبارها ذات خط مناهض لنا، فستكون أكثر خطورة عليه
من إيران، بسبب قوتها السياسية، القادرة على دق إسفين وإبعاد الولايات المتحدة
وأوروبا عن إسرائيل".
وأكد أن "مشكلة
صعبة أخرى سيواجهها نتنياهو في لقائه مع ترامب، فهو لا يفي بشروط وقف إطلاق النار
التي التزم بها، وجعلها أحادية الجانب في الممارسة العملية، هذا هو الحال في
لبنان، حيث يهاجم أهدافا صغيرة وكبيرة هناك كل يوم، وكذلك في غزة، حيث الجرعة أقل
من ذلك، لكن الهجوم على رائد سعد يشكل انتهاكا واضحا لوقف إطلاق النار، والسبب
الذي قدمه لم يقنع أحدا حقا".
وأوضح أنه "ينبغي
القول إنه في حالة القضاء على سعد والطبطبائي تحديدا، كان لدى إسرائيل سبب وجيه
جدا للقضاء عليهما نظرا لأهميتهما، حتى مع المخاطرة بالتوبيخ من الولايات المتحدة،
لكن حتى لو كانت بعض الهجمات مبررة، فمن غير المبرر من ناحية أخرى أن الاحتلال لا
يفعل شيئا لتعزيز الجانب السياسي من الاتفاق، وهو طرف أساسي لكي يصبح الاتفاق
مستقرا".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أن
"نتنياهو يعمل ضد استقرار الاتفاقيات من أجل الاستفادة سياسيا من الرواية
المتجددة لأردوغان، السيد الجديد، الذي تعلم من السابع من أكتوبر، ويهاجم كل ما
يتحرك، وفوق كل شيء لا يريد إظهار انسحابات إلى الحدود الدولية، لأن الانسحاب يبدو
سيئا".
وختم بالقول إنه
"من الواضح أن هذا النهج يتعارض مع سياسة أمنية سليمة، لأنه يخدع الجمهور
بأنه من الآن فصاعدا يمكن أن يهاجم كل يوم حتى نهاية الوقت، نوع من الحرب المستمرة
بلا نهاية، وهذا وهم غير واقعي سيأتي بنتائج عكسية على التطبيع، وسيضر بالسياحة
والاقتصاد والاحتياطيات، وسيكون مستحيلا في الميزانية، وسيضر بوضع إسرائيل السياسي
وأكثر".