أداء الإعلام السيساوي يشعرك بأن حدثا جللا سيحدث غدا، وهو ما يهدد عرش السيسي، وكأن الإخوان عائدون للحكم غدا، هياج غير طبيعي من الإعلام تجاه جماعة يزعم هذا الإعلام منذ سنوات، أن السيسي قد قضى عليهم قضاء مبرما، ولا أمل في عودتهم.
لو أن شخصا لا يعيش الأحداث التي عاشتها مصر والعالم العربي، ويدرك حقيقة وواقع جماعة الإخوان الحالي، من ضعف وانقسامات، ثم ترجمت له المواد الإعلامية للغته، لظن أن الإخوان حزب سياسي ينافس على السلطة، وأن وصوله إليها ليس وشيكا، بل بات محققا ومؤكدا، وأن الإخوان لا هم لها الآن سوى إعداد قوائم بمن يتولون المواقع والمناصب الرفيعة في مصر.
باسمي وباسم جماعة الإخوان المسلمين أود التأكيد على دعمنا الكامل للجمهورية الإسلامية في إيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم، كما أتقدم بخالص العزاء في كافة الشهداء من القادة والعلماء والمواطنين الإيرانيين الأبرياء.
نقصد بالباحث هنا من يتناول الإخوان أو الحركات الإسلامية من دوافع بحثية، تحكمه فيها قواعد البحث العلمي، من افتراضات وإشكالات، ومعلومات، يبذل جهدا في جمعها، سواء من خلال أدبيات الحركة، أو من خلال رصد لمسيرتها وأدائها الفعلي، محللا ما يقع تحت يده من أدبيات، ووثائق، يسعى للبحث عنها، وربما يكلفه ذلك الجهد والوقت والمال، لكنه لا يألو جهدا في السعي وراء بحثه، وهذه الفئة برز فيها شخصيات عربية وغربية.
من القضايا التي يطرحها خصوم الإخوان فكرة وتنظيما: أنه لم ينج تنظيمهم من السجون، في كل العصور التي مرت على مصر، منذ الملكية في عهد فاروق، وحتى الحكم العسكري، بداية بعبد الناصر، وانتهاء بالسيسي، وأن ذلك يعد دليلا على فساد الفكرة، أو عدم صوابية المنهج، إذ لا بد من تفكير لا يجعلهم زوارا أو مقيمين في السجون لفترات طويلة.
المتأمل بإنصاف وتجرد لهذا النشاط الذي تمارسه الإمارات ضد الإخوان، يجده على عكس ما تريد الإمارات، فهو لا يحقق أهدافها من النيل من الإخوان، بل نتيجته تأتي عكسية، ولو تأمل قادة الإخوان نتائج هذه المؤامرات أو المؤتمرات، لاكتشفوا أن الإمارات تخدم فكرتهم وتنظيمهم، من حيث لا تدري، وذلك على عدة جهات.
كلما مرت بالإخوان المسلمين محنة في بلد عربي أو غربي، أو ضاقت عليهم الإجراءات الإدارية والسياسية في بلد ما، إلا وخرجت أصوات تنادي الإخوان بضرورة أن يحلوا تنظيمهم، ويصفوا كل الكيانات الإدارية، بكل مستوياتها، فقد غدا تنظيما بلا فائدة، ولا هم له إلا جلب المحن على أتباعه.
ما أن يأتي خبر وفاة حاكم أو قاض، أو شخصية ذات ارتباط بالظلم، سواء كان ظالما مباشرا، أو أداة للظالم، ويختلف الناس ليس حول الظلم، بل حول مصير الظالم، وهو ما حدث بالأمس حين توفي أحد القضاة الذين اشتهروا بأحكامهم القاسية، والتي تصل للإعدام، وسرعان ما خرجت وسائل التواصل الاجتماعي، يحكي فيه المظلومون المظالم التي تعرضوا لها على يد القاضي..
كان من آخر ما سعى إليه الدكتور هويدي، بناء جسر بين الأزهر والكليات الأخرى خارج الأزهر التي تعنى بدراسة الأديان، وهو توجه عظيم ينم عن شخصية عظيمة، فإن دراسة الأديان خارج الأزهر خطت خطوات سباقة ومهمة، وبخاصة ما قامت به كلية الآداب جامعة القاهرة، من إنشاء قسم متخصص في ذلك، قام على إنشائه الدكتور محمد خليفة حسن، بمعاونة تلميذه النجيب أحمد هويدي، والذي عني بنشر دراسات تحت عنوان: فضل الإسلام على اليهود واليهودية.
كيف لأزهري درس اللغة، وأصول الفقه، فضلا عن أستاذ جامعي، يدرس الفقه لسنوات طوال، يزعم أن القرآن حين يأمر المسلم بعبارة الوصية، فمعنى ذلك أنها غير ملزمة، على الرغم من أن الهلالي في كل كتبه عن المواريث، يبين أن أول ما يفعل مع الميت، هو تغسيله ثم تكفينه ودفنه، ثم تسديد ديونه، ثم تنفيذ وصيته، لأنها في جملة الديون، وتنفذ الوصية قبل الإرث.
سعد الدين الهلالي شخصية تركت الفقه والعلم وراء ظهرها، واستقبلت كل ما يرضي السلطة، وما يرضي ما هو دائر في فلك السلطة، من حيث الشهرة، والجهات التي تفرح بطرح كل ما هو شاذ، وكل ما هو صادم للمسلمين في ما يلتزمون به من واجبات وفرائض، وما أكثر ما طرح في هذا المضمار..
أخرج الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى منذ أيام تتعلق بما يجري في أرض غزة، حث فيها المسلمين على واجب القيام نحو العدو المحتل، ولم تخرج الفتوى ولا البيان الذي صدر فيما بعد أيضا عن الاتحاد، عن ما صدر عن الأزهر الشريف طوال تاريخه، حول نفس المواقف..
تابع الناس ما يجري لأهل غزة على مدار عام ونصف، ورأوا بطولات لم تكن تذكر سوى في مخيلة الناس التاريخية، عن جيل الصحابة، وجيل العظماء في حضارة الإسلام، وظلت الصورة ماثلة لنماذج الصمود والثبات، وكيف رسخت كلمات خرجت عفوية من أفواه أصحابها لكنها صارت مثلا وحكما تردد، وأصبح هناك قاموس خاص بأهل غزة..
ظهر عدنان إبراهيم، بوجه يريد أن يلبس على الناس أنه وجه الحكمة، والحرص على بني شعبه، وأن صمته فيما مضى، كان عن تعقل وترو، ولو كان صادقا لكان صوته الآن صادحا بما يجري على أرض غزة، فاضحا للخيانات التي تمارس ليل نهار ضد أهله وشعبه، كما يزعم.
أعلن حاتم الحويني الخبر الصادم للناس، بعد خبر وفاة أبيه، بما يأتي: (نداء ورجاء.. ألم في القلب، وغصة في الحلق، لم نبح بها منذ 6 سنوات. أما وقد فارق الوالد الحياة وهو يتمنى لقاء فلذة كبده الذي غيبه الاعتقال لست سنوات متتابعات في سجون مصر، فهل يستجاب للنداء اليوم، للإفراج عن ابنه همام ليتمكن من توديع والده والصلاة عليه؟!)..
أشد يوم عاشه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يوما ثقيلا، وكيف مرت عليه هذه الأيام، كيوم حصار الشعب، أو يوم عام الحزن، ويوم الأحزاب. وعن أسعد يوم عاشه كذلك، وفي أشد يوم وأسعد يوم، فهو النبي العابد الراضي بقضاء ربه، المسلم به، وفي فرحه فهو فرح في إطار الشكر للوهاب سبحانه وتعالى..