"30 يونيو 2025 ستكون الذكرى الأخيرة التي تحتفلون بها، والعام القادم
ستكونون في سجن القناطر أو ليمان طرة تنكتون على هروب
السيسي بطائرته الفخمة أو
ربما يسجن ويلاقي مصير مرسي ومبارك".
هذا ما كتبه
الكاتب السعودي المرموق قينان الغامدي ردا على إحدى المغردات
المصريات التي كتبت
منشورا يحتفل بذكرى 30 يونيو، وشكرت كل دول الخليج ما عدا
السعودية وهو ما أغضب
الغامدي ورفاقه.
أن يهدد صحفي
سعودي الرئيس المصري بالسجن أو الهروب وسقوط نظامه هي سابقة هي الأولى من نوعها في
تاريخ
العلاقات السعودية المصرية بعد انقلاب تموز/ يوليو 2013، ما يعبر عن أزمة
مكتومة بين الطرفين.
أن يهدد صحفي سعودي الرئيس المصري بالسجن أو الهروب وسقوط نظامه هي سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات السعودية المصرية بعد انقلاب تموز/ يوليو 2013، ما يعبر عن أزمة مكتومة بين الطرفين
"أنا لا
أقدح من رأسي"
عبارة خالدة كتبها
ذات مرة سعود القحطاني المحرك الرئيسي للذباب الالكتروني السعودي، تلك العبارة
تكشف لك طريقة عمل الصحفيين السعوديين والذباب الالكتروني الذين لا يتحركون وفق
أهوائهم ولا يعبرون عن بنات أفكارهم دون إذن مسبق أو ضوء أخضر لمهاجمة هذا أو ذاك،
وهو ما ينطبق على حالة قينان الغامدي وتهديده للسيسي علانية.
الغامدي هو صحفي
سعودي مرموق عمل سابقا نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية، ثم اختاره الأمير
خالد الفيصل لتأسيس ورئاسة صحيفة الوطن السعودية، ثم عمل أيضا في هيئة تحرير
صحيفتي البلاد والشرق السعوديتين.
تهديدات الغامدي
رافقتها تعليقات لعدد من المغردين والصحفيين والنشطاء السعوديين كلها تصب في نفس
الاتجاه، وهو مهاجمة النظام الحالي بقوة وتذكيره بأفضال السعودية عليه بعد انقلاب تموز/
يوليو 2013 والتأكيد على حقيقة أنه لولا دعم السعودية لما وصل السيسي لرئاسة
الجمهورية في مصر.
هذه الجولة من
المعركة صحبها حدث جلل، وهو سخرية مسؤول سعودي بارز من نائب رئيس مجلس الوزراء
المصري على صفحته الرسمية. تركي آل الشيخ الذي لا يقدح أيضا من رأسه، سخر من وزير النقل المصري الفريق
كامل الوزير، بعد حديث الوزير عن المقارنة بين الطرق في السعودية ومصر بعد الحادث
الأليم على الطريق الإقليمي في محافظة المنوفية والذي أودى بحياة 18 فتاة وطالبة
مصرية.
رئيس هيئة
الترفيه السعودية هو أحد أقرب المسؤولين السعوديين من ولي العهد محمد
بن سلمان،
وعلى الجهة المقابلة يعتبر كامل الوزير الذي يشغل منصب وزير النقل والصناعة ونائب
رئيس مجلس الوزراء المصري هو أحد أقرب المسؤولين المصريين من عبد الفتاح السيسي،
بل إن السيسي يعتبره أحد أفضل وأكفأ قيادات القوات المسلحة المصرية.
سخرية تركي آل
الشيخ من كامل الوزير وتهديدات الصحفي السعودي قينان الغامدي للسيسي ونظامه هي
حلقة من مسلسل الخلافات المصري السعودي في الأشهر الأخيرة، والتي بلغت ذروتها إبان
زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة العربية واختياره للمملكة العربية
السعودية كي تكون وجهته الأولى خارجيا، ولقاءاته مع قادة المملكة وقطر والإمارات
وسوريا في تجاهل تام لمصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي.
تغريدة كتبها
المجنس السعودي والإعلامي المصري عمرو أديب في اليوم الأول لزيارة ترامب أشعلت
الخلافات بين البلدين، فقد تحدث أديب عن أهمية السعودية، وبأنها باتت الدولة
العظمى في الأقليم ولا يمكن لأي زعيم غربي أن يزور المنطقة ولا تكون السعودية
وجهته الأولى، تغريدة احتفى بها الذباب الإلكتروني السعودي كثيرا وذهبوا لأبعد من
ذلك، وهو التقليل من دور مصر التي باتت على الهامش الإقليمي والعربي على حد قولهم،
وهو ما أغضب لجان السيسي الإلكترونية ومدينة إنتاجه الإعلامية، فانبروا دفاعا عن
مصر الشقيقة الكبرى ومكانتها التي لم ولن تتأثر بزيارة ترامب للمنطقة، وذهبوا
لأبعد من ذلك بأن السيسي هو من رفض لقاء ترامب في جولته الخليجية لخلافات تتعلق
بملف التهجير.
بعدها بأيام، اشتبكت اللجان الإلكترونية المصرية مع الذباب الالكتروني
السعودي عندما اقترح ناشط وصحفي سعودي نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى
الرياض وسحب منصب الأمانة العامة من مصر ومنحه للوزير السعودي السابق عادل الجبير،
في تأكيد جديد على مكانة السعودية ورمزيتها وتعاظم نفوذها الإقليمي في السنوات
الأخيرة، وهو ما أغضب الإعلاميين المصريين أيضا وذكّروا السعودية بتاريخ الجامعة
العربية وأهمية دور مصر في إنشائها واستضافة مقرها الدائم منذ عام 1945.
الخلافات المصرية السعودية قديمة حديثة، تؤخرها الفلوس اللي زي الرز ولكنها
لا تنهيها أو تعالجها، فهناك ملف تسليم جزيرتي تيران وصنافير، وهو أحد الملفات
العالقة بين النظامين ولم يتم حله بشكل يرضي الطرفين حتى الآن.
الخلافات المصرية السعودية قديمة حديثة، تؤخرها الفلوس اللي زي الرز ولكنها لا تنهيها أو تعالجها، فهناك ملف تسليم جزيرتي تيران وصنافير، وهو أحد الملفات العالقة بين النظامين ولم يتم حله بشكل يرضي الطرفين حتى الآن
هناك أيضا ملف تخارج الجيش من الاقتصاد المصري، وهو ما طالب به عدد من
المسؤولين والصحفيين السعوجيين أكثر من مرة من أجل استمرار الاستثمارات السعودية في
الاقتصاد المصري المأزوم، وهذا الملف تحديدا لا يتحرك السيسي لإنجازه لخشيته من
انقلاب الجيش ضده إذا قام بالمساس بمصالحه المؤسسة العسكرية اقتصاديا.
ملف آخر وهو توقف المساعدات السعودية المباشرة وغير المشروطة إلى نظام
السيسي منذ سنوات، واستبدالها باستثمارات مقابل أصول مصرية وشروط قاسية، وهو ما لم
يعتده السيسي في علاقته مع المملكة منذ انقلابه العسكري في تموز/ يوليو 2013.
انفتاح السيسي الكبير على الإمارات وتقاربه مع ابن زايد وفتحه خزائن مصر
وأراضيها وموانئها لصناديق أبو ظبي السيادية، والتباطؤ في المعاملة بالمثل مع
صندوق الثروة السيادي السعودي، أيضا يعد أحد الأسباب المركزية للخلافات المكتومة
بين النظامين.
ملف عمالة المصريين والتلويح بطردهم من السعودية على لسان بعض المغردين
السعوديين بين الحين والآخر يمثل ضغطا كبيرا على نظام السيسي؛ الذي يعتبر العمالة
المصرية في الخارج وتحديدا في السعودية مصدرا رئيسيا للعملة الأجنبية الشحيحة بشدة
في البلاد منذ ما يقارب عشر سنوات.
لكن يبقى الملف الأخير المتعلق بقطاع غزة وموقف السيسي المعلن من رفض
التهجير، وهو ما يراه البعض مغايرا لضغوط أمريكية على السعودية لقبول التطبيع مع
إسرائيل والضغط على مصر من أجل قبول تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
أسئلة كثيرة عن جولات الصراع المصري السعودي، لكن يبقى السؤال الأهم: إذا
كانت السعودية تستطيع تهديد السيسي ونظامه والضغط عليه، فما هي أوراق القوة أو
الضعط التي يمتلكها النظام المصري؟
x.com/osgaweesh