وثيقة مسربة نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية؛ أشارت فيها إلى مجموعة من الأسماء
التي وردت في إحدى صفحاتها العشرين كمرشحين للمشاركة في ما يعرف باسم الهيئة الدولية
الانتقالية لإدارة
غزة. توني
بلير، ومارك روان، ونجيب ساويرس، وإريه لايتستون، هذه
الأسماء الأربعة تم ذكرها في تلك الوثيقة لمهام مختلفة ولكنها طليعة لما سيأتي بعد
ذلك.
في بداية الألفية الحالية، عرض في السينما المصرية فيلم بعنوان مواطن ومخبر
وحرامي، ويبدو أن دونالد
ترامب قد استلهم طاقم العمل الخاص بمجلس السلام الذي يترأسه
لإدارة غزة من اسم الفيلم المصري فقرر أن يرمى غزة بسمسار ومجرم وحاخام ومعهم نجيب
ساويرس.
أما السمسار فهو رجل الأعمال الأمريكي الشهير مارك روان، الرئيس التنفيذي لمجموعة
أبوللو جلوبال مانجمنت، وهو صندوق إدارة أصول تقدر بأكثر من 733 مليار دولار؛ النصيب
الأكبر فيها للاستثمارات السعودية.
يبدو أن دونالد ترامب قد استلهم طاقم العمل الخاص بمجلس السلام الذي يترأسه لإدارة غزة من اسم الفيلم المصري فقرر أن يرمى غزة بسمسار ومجرم وحاخام ومعهم نجيب ساويرس
روان رجل أعمال أمريكي يهودي، جده كان أستاذا في جامعة واشنطن وكان يقتبس لطلابه
بشكل دائم من التلمود.
ارتبط روان بإسرائيل بشكل وثيق قبل السابع من أكتوبر وبعده، وهو الرئيس التنفيذي
لمؤسسة يهودية أمريكية خيرية داعمة لإسرائيل، كما يتولى رئاسة مشروع تجديد الشباب وهو
مؤسسة تعليمية في إسرائيل، كما يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة صندوق داركا، وهو هيئة
تعليمية إسرائيلية تدير مجموعة من المدارس والهيئات التعليمية داخل الأراضي المحتلة.
بعد السابع من أكتوبر أعلن مارك روان دعمه الكامل لإسرائيل، وقاد حملات دعائية
وعلاقات عامة لوقف تمويل الجامعات الأمريكية التي تسمح بالمظاهرات الداعمة لغزة، وطالب
بإقالة رؤساء الجامعات الأمريكية المشاركة في ذلك، وعلى رأسهم رئيسة جامعة بنسلفانيا
ليزا ماجيل.
روان تربطه علاقة وثيقة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ أوصلته لأن يكون مرشحا
لتولي منصب وزارة الخزانة الأمريكية في إدارة ترامب الحالية قبل أن يختار ترامب صديقه
الآخر هوارد لوتنيك لتولي المنصب.
وأما المجرم فهو توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، الذي قاد مع الرئيس
الأمريكي جورج دبليو بوش احتلال العراق وتدميره وشارك في قتل آلاف الأبرياء.
بلير الغارقة يداه في دماء العراق، انتقل سريعا لمقعده الجديد بعد تركه للحكومة
البريطانية ليصبح مستشارا للرئيس الإماراتي الحالي لمحمد بن زايد، ويشرف على خطط الإمارات
في قيادة الثورة المضادة والقضاء على ثورات الربيع العربي والتغول في دماء الشعوب العربية
أكثر فأكثر.
في الأيام الماضية نشر موقع دروب سايت نيوز مجموعة من الإيميلات المسربة بين
لاري إيلسون، الملياردير الأمريكي وأغنى رجل في العالم، مع الدبلوماسي الإسرائيلي والسفير
السابق في الأمم المتحدة رون بروسور عام 2015؛ بخصوص اختيار ماركو روبيو ليكون صديقا
جديدا وواجهة إسرائيلية في السياسة الأمريكية. الإيميلات احتوت على إشارة لاجتماع عقده
إيلسون بين روبيو وتوني بلير لخدمة أهداف إسرائيل.
علاقة توني بلير مع لاري إيلسون، المالك الجديد لمنصة تيك توك وأكبر المانحين
لجيش الاحتلال الإسرائيلي، تطورت بعد ذلك الاجتماع وفقا لتقرير نشره موقع نيوستاتسمان؛
أكد فيه دعم إيلسون لمعهد بلير بمبالغ مالية وصلت إلى ما يقارب 350 مليون دولار، وتوجت
العلاقة مؤخرا بوساطة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، إلى تعاون إيلسون وشركته أوراكل
مع توني بلير في منصبه الجديد كحاكم لقطاع غزة.
قال إيلسون في مكالمة مع بعض المستثمرين إن الضمانة لنجاح بلير وخطة ترامب أن
يستخدم الذكاء الصناعي لمراقبة أدوار كل أفراد الشرطة أثناء تأدية مهامهم، وهذا سيجعل
المدنيين يتعاملون بحذر شديد لأنهم تحت المراقبة الدائمة، وهي خدمات يسهل على شركة
أوراكل أن تقدمها لتوني بلير في منصبه الجديد.
أما الحاخام الذي ورد اسمه في وثيقة الجارديان فهو أريه لايتستون، يهودي أمريكي
ولد في عائلة دينية، يفخر بدعمه لإسرائيل حتى عيّنه دونالد ترامب في فترته الرئاسية
الأولى مستشارا ورئيسا لهيئة طاقم السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان.
لايتستون أشرف على مجموعة من المهام القذرة الداعمة لدولة الاحتلال في الفترة
بين 2017 و2021، حيث ساهم في عملية نقل السفارة الامريكية إلى القدس، وضم الجولان لإسرائيل،
كما كان أحد مهندسي صفقة التطبيع الإبراهيمية بين الإمارات وإسرائيل بالتعاون مع جاريد
كوشنر.
في عام 2020 عينه دونالد ترامب مديرا لصندوق أبراهام، وهو صندوق أمريكي بقيمة
3 مليار دولار لدعم مشاريع في الشرق الأوسط وخاصة في إسرائيل، ثم عينه تم تعيينه رئيسا
لمعهد أبراهام للسلام في عام 2021. يقول لايتستون إنه تم اختياره لمهمة تضعه في مقعد أمامي في التاريخ لدعم إسرائيل
دينيا وسياسيا.
سمسار ومجرم وحاخام وساويرس، كيف لهؤلاء القوم أن يأتوا بخير لشعب مكلوم عانى من الإبادة الجماعية والتجويع لمدة قاربت على العامين؟
وأما ساويرس فهو رجل الأعمال المصري، سليل عائلة ساويرس والذي تربطه علاقات
ممتدة بإسرائيل وأمريكا وتوني بلير.
في عام 2016 نشرت صحيفة التايمز أن بلير قد أقنع ساويرس بالاستثمار في منتجع
سياحي في بحر قزوين أثناء تقديم بلير لاستشارات لحكومة كازاخستان.
وفي عام 2017، سافر نجيب ساويرس برفقة توني بلير إلى ساحل العاج لتقديم التهنئة
للرئيس الأيفواري واتارا، والضغط عليه لمنح ساويرس صفقة للاستحواذ على 25 في المئة
من منجم ايتي للذهب.
علاقة ساويرس بلير كتبت عنها بعض الصحف المصرية، ومنها موقع القاهرة 24، أن
بلير حضر زفاف نجل نجيب ساويرس في سفح الأهرامات عام 2020 وسافر على متن طائرته الخاصة
أيضا قبل ذلك.
ساويرس الذي اتهمت شركته موبينيل عام 2011 بالتورط في التجسس لصالح إسرائيل
وعملت شركاته مع وزارة الدفاع الأمريكية في بداية الألفية الحالية؛ يجد لنفسه الآن
مقعدا في حكومة غزة الجديدة.
سمسار ومجرم وحاخام وساويرس، كيف لهؤلاء القوم أن يأتوا بخير لشعب مكلوم عانى
من الإبادة الجماعية والتجويع لمدة قاربت على العامين؟
خطتكم فاشلة، وترشيحاتكم باطلة، وأفكاركم المطروحة لخدمة إسرائيل، ولن يقبل
بها الشعب الفلسطيني الحر ولو قبل بها العالم أجمع.