هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا زال الوضع في غزة، يتراوح بين الاتجاهين الأساسيين، اتجاه نتنياهو، وسموترتش وبن غفير، ضمن استراتيجية الحرب البريّة، وحرب الإبادة والتجويع، لتحقيق هدف القضاء على المقاومة المسلحة، بقيادة حماس من جهة، واتجاه المقاومة التي أنزلت ضربة قاسية جداً، في عملية طوفان الأقصى، في الجيش الصهيوني عسكرياً، وفي نتنياهو سياسياً، وواصلت حرباً بريّة، بنجاح طوال ما يزيد على 22 شهراً، كما تحمّل الشعب حرب إبادة وتجويع، لا مثيل لقسوتها ووحشيتها، طوال المدّة نفسها، من الجهة الثانية.
حظي الكيان الصهيوني بحملة دعم عالمية غير مسبوقة في الأسابيع الأولى من عدوانه البربري على قطاع غزة، ورغم القصف العشوائي للمدنيين والقتل غير المسبوق في هذه الفترة، فقد تحول كيان الاحتلال إلى مزار يتسابق القادة الغربيون إلى إظهار الدعم له من داخله، بل وكان للمسؤولين العسكريين قسط وافر من تلك الزيارات التي كانت عملياتية ولم تقتصر على الدعم المعنوي فقط.
لم تكن في السابق المبادرات مكتوبة، ولكنها أخبار تُنشر هنا وهناك، دون إمكانية التحقق من مصادرها، مثلما قيل عن لقاء جمع قياديًا بالجماعة وأحد الأذرع الإعلامية للسلطة في أذربيجان، وقيل إن اللقاء كان في تركيا بمنزل الدكتور أيمن نور، وكان ممثل الجماعة في هذا اللقاء هو الدكتور حلمي الجزار!
ليس هناك جريمة كاملة، إذ لا بد أن يترك المجرم، مهما أوتي من خبث ودهاء، أثرًا يدل عليه، هكذا يقول أهل النظر. لكن الإحصاءات الجنائية تقول إن نسبة المجرمين الهاربين في الإحصاءات الجنائية في المدن الغربية، حيث ترتفع نسبة الجرائم، لا تزال مرتفعة، وذلك بسبب أخطاء المحققين، والرشوة، والفساد، وكثرة الجرائم وليس ذكاء المجرمين.
على العرب أن يحسموا خياراتهم في التعامل مغ قرن الإذلال الطويل، وأن يدركوا أن الاستسلام للمشاريع الإمبريالية الغربية والاستعمارية الصهيونية لن يجلب سوى المزيد من الإذلال والإهانة دون الاستقرار والازدهار، فما تعد به القوى الغربية والإسرائيلية هو قرن جديد من الإذلال.
كالعادة مر إعلان مرصد عالمى للجوع تابع للأمم المتحدة أن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعانى رسميا من مجاعة، وأن 514 ألف شخص بها يعانون من الجوع، دون رد فعل مناسب من قبل الدول العربية والإسلامية، سوى نشر خبر التقرير الأممى فى وسائل إعلامها، تماما مثل رد فعل تلك الدول العربية والغربية على إستمرار القصف اليومى لغزة وإستشهاد عشرات الضحايا، وسقوط العديد من الضحايا يوميا خلال انتظار الطعام بمؤسسة غزة الإنسانية ، ووفاة مواطنين جدد نتيجة سوء التغذية.
جوهر الإحاطة وموضوعها الرئيسي الذي ترقبه الليبيون وتطلعوا أن يكون عند مستوى آمالهم، هو خارطة الطريق، والتي ذكرت المبعوث الأممية أنها استندت لتصميمها على ثلاث أسس هي: مخرجات اللجنة الاستشارية، وملاحظات من التقتهم من مكونات المجتمع، والاستطلاع الذي أجرته البعثة، حيث أن الاتجاه كان لصالح خيار الانتخابات البرلمانية والرئاسية المتزامنة، والذي حسب استطلاع البعثة حاز على أعلى نسبة (42%).
كنت كلما أحبطني انتمائي العربي، وأحسست بأن القضية الفلسطينية لم تعد بأي حال "مركزية" في جدول أعمال مجموعة الجامعة العربية، استعصم بأفريقيتي، وأتباهى بأن أهلي الأفارقة هزموا الاستعمار الاستيطاني البرتغالي في أنجولا وموزمبيق، وغينيا بيساو والاستعمار الاستيطاني البريطاني في روديسيا الشمالية (صارت زامبيا) وروديسيا الجنوبية (صارت زيمبابوي)، وأرجع البصر الى تلك الدول فيرتد الي خاسئا وهو حسير، إذ أن جميع تلك الدول تقوم من نُقرة تقع في دحديرة" كما يقول المثل المصري عن النهوض من مطب للوقوع في مطب أكثر عمقا وضررا.
هناك الكثير من رسائل الردع التي تمّ ارسالها أيضاً خلال الشهر الماضي والتي تتعدى ما تمّ الإشارة إليها أعلاه. قد لا يلتفت البعض الى هذه الرسائل أو يقلل من أهميّتها، لكن الخصم يعلم تمام العلم أنّ الرسالة وصلت، وأنّ مضي تركيا في هذا الطريق سيكون له انعكاسات ليس على العلاقات الثنائية وإنما على طريقة تعاطي دول المنطقة مع هذا الملف. لذلك، فالسؤال المحوري هنا، هل سيتم السماح لتركيا بالمضي قدما في هذا الطريق أم انّ محاولات عرقلته وتخريبه داخلياً أو خارجياً ستزداد خلال السنوات القليلة المقبلة والحاسمة في هذا الإطار؟
بالرغم من أن حماس وفصائل المقاومة وافقت على الخطة المصرية القطرية لعقد هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً مع الاحتلال الإسرائيلي، وبالرغم من أن هذه الخطة جاءت قريبة جداً من خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف Steve Witkoff؛ فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو تابع إجراءات اعتماد وإنفاذ خطة عربات جدعون الثانية لاحتلال مدينة غزة، بهدف "هزيمة حماس" والسعي لتهجير نحو 900 ألف من سكان غزة وشمال القطاع باتجاه الجنوب؛ والضغط من خلال المجازر والتدمير لاستعادة الرهائن الإسرائيليين، وفرض التصور الإسرائيلي لمستقبل قطاع غزة.