إسماعيل ياشا يكتب: السياسة الخارجية التركية ومواقف أنقرة من الملفات الإقليمية ترسمها عقلانية الخبراء وواقعيتهم، وليس فنتازيا نواب سابقين وأحلامهم. وتؤكد مصادر تركية أمنية رفض أنقرة انضمام أي مسؤول كبير لـ"قسد" إلى الحكومة السورية، وتشدد على ضرورة حل التنظيم نفسه لينضم عناصره إلى القوات السورية كأفراد وليس كتلة واحدة. وتقول إن الشيء الوحيد الذي يجب فعله في حال لم تلتزم "قسد" باتفاق 10 آذار/ مارس هو قيام الجيش السوري بعملية عسكرية ضد "قسد" بدعم الجيش التركي
إسماعيل ياشا يكتب: تصريحات قادة حزب العمال الكردستاني تضع مشروع "تركيا خالية من الإرهاب" على المحك، فيما يقدم حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية خطوات في غاية الخطورة، كزيارة الوفد البرلماني لأوجلان في محبسه، وقد تنقلب تلك الخطوات عليهما سياسيا ليدفعا ثمنها غاليا في الانتخابات، في حال فشل المشروع. وأما الشارع التركي فيأمل أن تنجح الجهود المبذولة لطي صفحة الإرهاب الانفصالي، ولكنه في ذات الوقت لا يثق بأوجلان ولا بقادة التنظيم الإرهابي الآخرين، ويتابع التطورات والتصريحات بصمت مشوب بالقلق وعدم الرضا
إسماعيل ياشا يكتب: تراجع نسبة الإنجاب في تركيا هو نتيجة تعرض البلاد لحملات ما يسمى "تحديد النسل". واستهدفت تلك الحملات المدعومة من الحكومات المتتالية والمنظمات الأجنبية، عقول المواطنين ونظرتهم إلى الزواج والأسرة والإنجاب عبر دعايات مباشرة وغير مباشرة تولت ترويجها وسائل الإعلام وشركات إنتاج الأفلام والمسلسلات، في إطار عملية كبيرة لغسل الأدمغة استمرّت لمدة سنوات وتأثر من آثارها السلبية حتى أبناء الأسر المحافظة والمتدينة
إسماعيل ياشا يكتب: حزب الشعب الجمهوري لا يستطيع أن يبقى مستنفرا للدفاع عن إمام أوغلو وشبكته الإجرامية لمدة طويلة؛ لأن هناك ملفات داخلية وخارجية يجب أن يهتم بها ويركز عليها كأكبر أحزاب المعارضة. وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع شعبية الحزب بسبب التقارير المنشورة كل يوم في وسائل الإعلام حول تفاصيل قضايا الفساد التي يحاكم فيها رؤساء بلديات ينتمون إلى حزب الشعب الجمهوري. ومن المؤكد أن قادة الحزب سيدركون قريبا، إن لم يدركوا حتى الآن، أنه لا يمكن ربط مصير حزب عريق بحجم حزب الشعب الجمهوري بمصير شخص واحد كإمام أوغلو
إسماعيل ياشا يكتب: ادعى صحفيون بأن رئيس حزب الحركة القومية احتجَّ على موقف الحكومة من انتخابات جمهورية قبرص الشمالية التركية. وكان بهتشلي غضب على فوز طوفان أرهورمان الداعي إلى إجراء مفاوضات مع القبارصة اليونانيين لتوحيد شطري الجزيرة تحت حكم فيدرالي، وطالب بضم الشطر التركي إلى تركيا، فيما قام أردوغان ونائبه بتهنئة المرشح الفائز في الانتخابات
إسماعيل ياشا يكتب: هناك قوى إقليمية منزعجة من الدور التركي المتصاعد، بعضها تريد بقاء المنطقة في دوامة التشتت والصراعات الدموية، وأخرى تطمع أن تملأ الفراغ الذي يخلَّفه تراجع النفوذ الإيراني
إسماعيل ياشا يكتب: يبدو أن هناك اختلافا كبيرا بين رؤيتي أنقرة وحزب العمال الكردستاني؛ وبينما ترى أنقرة أن حزب العمال الكردستاني يجب أن يلقي السلاح في سوريا والعراق إلى جانب تركيا، يسعى التنظيم إلى تعزيز نفوذه في سوريا، مكتفيا بسحب عناصره المسلحة من الأراضي التركية. ويرى حزب العمال الكردستاني أن إعلان إنهاء قتاله ضد تركيا يكفي لطمأنة أنقرة، وأنه لا ينبغي أن تتدخل تركيا في المفاوضات التي يجريها التنظيم مع دمشق لحماية المكاسب التي حصل عليها بذريعة محاربة تنظيم داعش
إسماعيل ياشا يكتب: المعارضون للوجود العسكري التركي في جمهورية قبرص الشمالية التركية رحّبوا بفوز أرهورمان، إلا أن هناك حقائق تفرض نفسها على أي رئيس منتخب في تلك الجمهورية التي لا يعترف بها في العالم أحد سوى أنقرة، كما أنها لا تستطيع أن تعيش دون دعم تركيا وحمايتها. ومن المؤكد أن أرهورمان لا يجهل هذه الحقائق التي جعلته يشكر رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان، ونائبه جودت يلماز، ووزير خارجيته هاكان فيدان، ويشدد على أنه "لن ينتهج السياسة الخارجية دون التشاور مع تركيا"
إسماعيل ياشا يكتب: التوقيع الذي وضعه أردوغان مع ترامب والسيسي وآل ثاني على تلك الوثيقة في شرم الشيخ نجاح دبلوماسي، ولكنه في ذات الوقت يحمِّل تركيا مسؤولية كبيرة، ويجعلها أمام اختبار حماية سكان القطاع من انتهاكات الجيش الإسرائيلي لوقف إطلاق النار. ومن المتوقع أن تقوم قوات الاحتلال بخرق الاتفاق وشن عمليات استفزازية من أجل استئناف حرب الإبادة ومنع إعادة إعمار غزة، وبالتالي، يجب أن تستخدم أنقرة كل ما تملكه من أوراق للجم إسرائيل وإجبارها على الالتزام ببنود الاتفاق، وإلا فيبقى كون تركيا ضامنة للاتفاق بلا معنى
إسماعيل ياشا يكتب: الفعاليات المكثفة التي تشهدها تركيا للتضامن مع الشعب الفلسطيني جزء من معركة الهوية التي تستمر فصولها منذ عقود، وهي معركة بين الذين يريدون أن تقطع تركيا علاقاتها مع العالمين العربي والإسلامي وقضاياهما، والآخرين الذين يسعون إلى حماية هوية الشعب التركي المسلم
إسماعيل ياشا يكتب: تحسين العلاقات التركية الأمريكية ولو قليلا وعدم التصادم مع إدارة ترامب، هو لصالح تركيا، في الوقت الذي يتصاعد التوتر بين أنقرة وتل أبيب، وفي هذه المرحلة المضطربة التي ستتشكل في نهايتها توازنات جديدة في العالم
إسماعيل ياشا يكتب: الأفضل لتركيا حاليا أن لا تتحالف مع روسيا والصين، وأن تبقى في حلف الناتو، إلى جانب تعزيز علاقاتها مع المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي وفق مصالحها، بالإضافة إلى تحقيق التوازن في كافة علاقاتها، والسعي للاستقلال في قراراتها، قدر الإمكان، والاستمرار في بناء قوتها العسكرية وتطوير قدراتها الوطنية، كما تفعل اليوم
إسماعيل ياشا يكتب: حزب الشعب الجمهوري يعاني حاليا من موجة أزمات، وقبل أن تنتهي أزمة تنفجر أخرى. هناك أزمة متعلقة بمؤتمر فرع إسطنبول، وأخرى أكبر منها متعلقة بالمؤتمر العام الأخير للحزب، بالإضافة إلى قضايا الفساد التي تعصف بالبلديات التي فاز فيها مرشحو الحزب في الانتخابات المحلية. وهناك أزمة تفوق كافة هذه الأزمات، وهي أزمة اعتقال رئيس بلدية إسطنبول المقال والمتهم بالفساد
إسماعيل ياشا يكتب: قد يكون ذاك المراهق قام بالهجوم على مركز الشرطة تحت تأثير الدعاية الداعشية التي تغزو الفضاء الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك احتمالا آخر، لأن ظهور المهاجم في حلة داعشي لا يعني بالضرورة أن الهجوم الإرهابي يقف وراءه ذاك التنظيم، وأن العملية قد تكون من نوع عمليات "الراية الكاذبة"، وهي عمليات عسكرية أو استخباراتية سرية تستخدم وسائل التمويه لتبدو أن من يقف وراء العملية مجموعة أو دولة أخرى
إسماعيل ياشا يكتب: يتساءل كثير من المتابعين للشأن التركي، هذه الأيام، في ظل أنباء تقول إن إدارة الإسكان الجماعي "توكي" التركية ستبني ملاجئ حديثة في كافة المحافظات: هل تستعد تركيا للحرب مع إسرائيل؟ والجواب الصحيح لهذا السؤال هو أن تركيا تفضل في هذه المرحلة إدارة التوتر مع إسرائيل بدلا من التصعيد، إلا أن وجود تصادم المصالح في ملفات عديدة قد يؤدي إلى التفجير في إحدى المناطق بأي لحظة
إسماعيل ياشا يكتب: هناك ظاهرة بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة، وهي ارتكاب القاصرين جرائم مروعة، مثل الطعن بالسكين والقتل المتعمد بشكل جماعي. ويشكل هؤلاء أنفسهم شبكة إجرامية في بعض الأحيان، رغم صغر سنهم، ويتم استغلالهم وتوظيفهم في أحيان أخرى. بل إنهم في بعض الأحيان يتلقون دعما من أفراد أسرهم الذين هم أيضا متورطون في جرائم