"منذ
بداية اشتراكي في معهد يوناتان وبعد ذلك في مناصبي الدبلوماسية، كنت مقتنعا بأن
السبيل إلى تصفية
الإرهاب الدولي يكمن في وقوف الولايات المتحدة في مقدمة الصراع،
وأن تجر هذه القيادة الأمريكية من ورائها دول العالم الحر، كما يجر قطار قوي وراءه
حافلات القطار، لكنه لم يكن من السهل والبساطة بالمرة تغيير أفكار وآراء واضعي
السياسة الأمريكية في هذا الموضوع، حيث إن الرأي السائد في الولايات المتحدة في
نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، هو أن الإرهاب كان نتيجة لقمع سياسي واجتماعي".
ما
سبق هي فقرة من فقرات كتاب "محاربة التطرف" الذي كتبه بنيامين
نتنياهو، وأهم
ما جاء فيها انه يحرض أمريكا لجر العالم لحرب، فما قاله نتنياهو تصدقه الوقائع
والتاريخ، فقد قرأتُ كتابين عن
فلسطين خلال شهر آب/ أغسطس، الأول "فلسطين
الشعب التاريخ الحضارة" للمؤرخة الفلسطينية بيان الحوت، والثاني "فلسطين
أرض الرسالات السماوية" للمفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي، ومما لفت
انتباهي فيهما، ذكرهما أن من أسباب إصدار وعد بلفور هو أن الحركة الصهيونية لعبت
دورا كبيرا في دفع أمريكا للاشتراك بالحرب بجانب الحلفاء، رغم أن الحوت قالت إن
ذلك كان من الأسباب الشائعة لكنه غير حقيقي، حيث قالت في الصحفة 466: "إن
الحركة الصهيونية هي التي تمكنت من جر الولايات المتحدة لحرب 1917 ومكافأة لها على
ذلك أعطتها بريطانيا وعد بلفور"، بينما جزم جارودي بصدق السبب، حيث قال في
الصفحة 304: "الاعتبار المهم هو أن الصهيونية استطاعت أن تساعد بقوة في
اشتراك الولايات المتحدة في المجهود الحربي.
لو استقرأنا الوقائع المُعاشة خاصة في فترة تولي نتنياهو سنجد أن تلك الأسباب أقرب للحقيقة، فهو باعتراف كثير من ساسة أمريكا والعالم وخبراء في السياسة، حيث أكدوا أن نتنياهو نجح في إقناع البيت الأبيض بضرب إيران واليمن وغيرهما من الدول التي تدعم المقاومة الفلسطينية التي يصنفها "إرهابية"
ولو
استقرأنا الوقائع المُعاشة خاصة في فترة تولي نتنياهو سنجد أن تلك الأسباب أقرب
للحقيقة، فهو باعتراف كثير من ساسة أمريكا والعالم وخبراء في السياسة، حيث أكدوا
أن نتنياهو نجح في إقناع البيت الأبيض بضرب إيران واليمن وغيرهما من الدول التي
تدعم المقاومة الفلسطينية التي يصنفها "إرهابية".
ومما
قاله نتنياهو في الكتاب أنه:
- يؤمنُ
بالسلام القائم على الخوف والردع.
- اشترك
في منتصف الثمانينات في حملة لإقناع مواطني الدول الديمقراطية وزعمائها بأنه يمكن
القضاء على هذا الإرهاب.
- كتب
عام 1983 كتاب "الإرهاب.. كيف يمكن للغرب أن ينتصر؟"، اقترح فيه
استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب الدولي "الذي انتشر بشكل طائش" في العالم.
- أكد
فيه لمواطني المجتمعات الحرة بأن الإرهابيين حيوانات مفترسة متوحشة يجب معاملتهم
تبعا لذلك، والإرهاب لا يستحق أي تعاطف فكري.
- أكد
أن الحرب ضد الإرهاب مثل مكافحة الجريمة المنظمة يجب أن تدور بلا هوادة.
- نادى
بضرورة اتباع سياسة إيجابية تتضمن فرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية على الدول.
- اعترف
بأن قطاعا كبيرا من سكان
إسرائيل البالغين هم جنود احتياط في وحدات مقاتلة،
وكثيرون منهم يحملون أسلحة خفيفة، الأمر الذي يحد بصورة كبيرة من احتمال هجمات
إرهابية ناجحة.
- رأى
أنه بعد انهيار الشيوعية السوفييتية 1989 كان معظم الإرهاب الدولي الذي أصاب الدول
الغربية منذ نهاية الستينات وحتى منتصف الثمانينات؛ من بين الثمار العفنة للتحالف
الفعلي بين الكتلة السوفييتية والأنظمة الدكتاتورية.
- رأى
أن القضاء على الإرهاب الدولي ممكن، بشرط تبني مبدأين كدعائم استراتيجية أساسية:
1- رفض
الاستسلام لمطالب الإرهابيين.
2- الاستعداد
لمواجهة الأنظمة التي تبسط حمايتها على الإرهاب.
كان
من ثمار أفكار نتنياهو أنه في عام 1987 أصدر الكونغرس الأمريكي قانون مناهض
للإرهاب اعتبر منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية، وبموجبه تم إغلاق مكاتب
المنظمة فيها.
ويضيف:
"ليس ثمة شك في أن القوى الجديدة المهمة جدا التي تحفز الإرهاب الدولي وتدفعه
دفعا في التسعينات هي الجمهورية الإيرانية الإسلامية والحركات السنية الإسلامية
المسلحة التي تزيت بزي دولي، وأبرزها هي حراس الثورة وحزب الله".
أختمُ
بما يحاول نتنياهو دوما طرحه وتخويف الغرب من المسلمين، حيث قال : "إن هناك
الكثيرين من عصرنا يعتقدون أن العداء الحاد السائد في الدول العربية والإسلامية
تجاه الولايات بسبب السحر الذي تفيض به إسرائيل على أجهزة الإعلام العربية؛ هو
ظاهرة نتجت في الآونة الأخيرة عن تأييد الغرب لدولة اليهود، وأن هذا العداء سينتهي
عندما يتحقق السلام بين العرب وإسرائيل، ولكن ليس هناك ما هو أبعد من الحقيقة، إن
جذور العداء للغرب عميقة، فقد نمت وترعرعت منذ مئات السنين، وتعد حتى اليوم بمثابة
القوة الدافعة الرئيسية للثقافة السياسية الحربية العدوانية العربية الإسلامية، إن
هذا العداء كان سيظل قائما حتى لو لم تكن دولة إسرائيل قد ولدت".
ملاحظة: يوناتان
نتنياهو هو شقيق بنيامين نتنياهو، وهو ضابط عسكري إسرائيلي، قاد وحدة "ساييرت
متكال" خلال عملية عنتيبي التي جاءت ردا
على اختطاف رحلة ركاب مدنية دولية عام 1976 من قِبل مقاومين فلسطينيين وألمان كانت
متجهة من إسرائيل إلى فرنسا، وكان الجندي الإسرائيلي الوحيد
الذي فقد حياته خلال الأزمة، لذلك تمت تسمية المعهد باسمه.