من حق
كل شعب الافتخار بنفسه وماضيه وحاضره وحضارته، لكن هذا الافتخار لا يعطيه حق نفي
الآخر أو تحقيره، فالحياة تكاملية بين البشر، إلا عند الصهاينة، فالأمر مختلف، فهم
يرون أنفسهم" شعب الله المختار، -رغم انهم ليسوا شعب بالمعنى الموضوعي- وقد
أخذتهم العزة بالإثم، ورأوا كل شيء أحقر وأصغر من أن يصل لنصف مرتبتهم، وتعاملوا
مع خلق الله عزوجل على إنهم عبيد خلقهم الله فقط لخدمتم، فأغضبوا الخلق والخالق.
في
كتابها "صناعة الجيل" تذكر خولة درويش أن من مظاهر
التربية الصهيونية أن
الأم
اليهودية تُخوف ابنها الصغير بقولها: "إنك إن لم تفعل كذا وكذا سيأتيك
محمد العربي والمسلم ليقتلك"، فهي تشحن صغيرها حقدا على الإسلام منذ طفولته، وتذكر
أن "الغرب يعلم أبناءه أن المسلمين يحتفلون بعيد الفطر بعد رمضان ويكثرون
الصلاة والزكاة ليكفروا بها على خطاياهم التي ارتكبوها في رمضان".
ثمار هذه التربية العدوانية قد وصلت لمستوى غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي في غزة، حيث العدوان الإسرائيلي المستمر منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 والذي قتل ما يزيد عن 60 ألف فلسطيني، أغلبهم مدنيون من الرجال والنساء والأطفال، وإصابة أكثر من 100 ألف فلسطيني، وهدم مدن كاملة وتدمير 90 في المئة من مرافق الخدمات في غزة
أما
الدكتورة سناء عبد اللطيف فتذكر في كتابها "هكذا يربى اليهود أبناءهم"
مقتطفات عن صورة العربي في العقلية العبرية التي يغرسها الأدباء اليهود في عقول
أطفالهم منذ الصغر من خلال المؤسسات التربوية، ومما جاء في كتابها، أن أدب الأطفال
العبري يركز على:
1- الاهتمام
بحتمية الحروب لضمان الوجود البيولوجي
الإسرائيلي.
2- وضع
اليهود في جو محاصر بالأعداء لتأكيد المقولة الصهيونية "لا خيار إلا
القتال".
3- كراهية
غير اليهود، وإبراز سلوكياتهم السلبية عندهم وتقليص محاسنهم، وزيادة جرعة الترهيب
والتخويف منهم.
4-
تقديم وصف خيالي للبطل الإسرائيلي "السوبر" الذي يستطيع هزم الأعداء.
5- صهينة
الجيل الجديد من اليهود في إسرائيل.
6- يتجنب
ذكر فلسطين والفلسطينيين، ويطلق على فلسطين" أرض إسرائيل" أو"
البلاد، ويسمون الفلسطينيين "العرب" أو "المخربين".
لم يقتصر
الحقد على الأدب بل وصل السياسة، يقول يهودا بنسكر، أحد المفكرين الصهاينة: "إن
الخوف من اليهود هو انحراف نفسي موروث ومرض تم تناقل عدواه منذ ألفي سنة ولا يمكن
استئصاله. لقد ظلت الحركة اللاسامية تعيش جنبا الى جنب مع الشعب اليهودي، إن الشخص
الذي لا يقول إن الشعب اليهودي هو شعب الله المختار للكراهية العالمية، لا بد أن
يكون أعمى".
قد
يسأل أحدٌ ما عن مناسبة الكتابة في هذا الموضوع؟
الإجابة
جاءت في الكتاب: "يقول أدب الأطفال إن هذه التربية العدوانية قد أثمرت ثمارها
في حروب 1948 و1976 و1973، وفي كل معركة خاضها اليهود وفتيانهم ضد العرب الهمج
المتوحشين".
أما إجابتي
من الواقع، فأقول:
إن
ثمار هذه التربية العدوانية قد وصلت لمستوى غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي
الإسرائيلي في غزة، حيث العدوان الإسرائيلي المستمر منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023
والذي قتل ما يزيد عن 60 ألف فلسطيني، أغلبهم مدنيون من الرجال والنساء والأطفال،
وإصابة أكثر من 100 ألف فلسطيني، وهدم مدن كاملة وتدمير 90 في المئة من مرافق
الخدمات في غزة.
خلاصة
القول: إن العربي الجيد في العُرف الصهيوني هو العربي الميت، والطفل العربي هو
"إرهابي محتمل"، لذا لا يدخّر الاحتلال جهدا في قتل الأطفال من باب
الاحتياط، حتى لا يكبروا وينضموا للمقاومة ويأخذا بالثأر من القَتَلة.