طب وصحة

أعراض شائعة قد تكشف نقص فيتامينات ومعادن أساسية

نقص فيتامين B12 قد يؤدي إلى تلف أعصاب دائم إذا لم يكتشف ويعالج مبكرا- جيتي
يخلط كثيرون بين أعراض مثل الإرهاق الدائم، وتشوش الذهن، والتنميل الخفيف في اليدين والقدمين، ويعزونها إلى التقدم في العمر أو ضغوط الحياة اليومية، رغم أنها قد تكون مؤشرات صحية مقلقة.
وتشير هذه العلامات في كثير من الحالات إلى نقص في فيتامينات ومعادن أساسية يحتاجها الجسم لأداء وظائفه الحيوية بشكل سليم.

وبحسب تقرير لصحيفة "ديلي ميل" تعد هذه الأعراض من أبرز الدلائل على نقص فيتامين B12، أحد العناصر الضرورية لصحة الجهاز العصبي وتكوين خلايا الدم الحمراء، إذ يرتبط انخفاض مستوياته بالشعور بتعب غير معتاد، وصعوبة في التركيز، وضيق متكرر في التنفس.

ويؤدي فيتامين B12 دورا أساسيا في دعم وظائف الدماغ، من خلال المساهمة في إنتاج النواقل العصبية المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية، وقد يسبب نقصه إلى ضعف الذاكرة ومشكلات معرفية قد تُفسر خطأ على أنها بدايات خرف.


كما يسهم في حماية الأعصاب عبر الحفاظ على الغلاف الواقي لها، ما يجعل نقصه المزمن سببا مباشرا للشعور بالوخز والتنميل في الأطراف.

ولا تتوقف تأثيرات نقص فيتامين B12 عند هذا الحد، إذ قد تؤثر أيضا على التوازن لدى كبار السن وتزيد من احتمالات السقوط، ومع استمرار النقص دون علاج لفترات طويلة قد يصبح تلف الأعصاب دائما، وهو ما يبرز أهمية التشخيص المبكر والعلاج السريع.

ويرتبط انتشار نقص فيتامين B12 بعوامل غذائية وعمرية، إذ أظهرت دراسات حديثة أن الحليب، وهو أحد المصادر الرئيسية للفيتامين، يحتوي اليوم على نسبة أقل بنحو 50% مقارنة بعام 1996، ويرجح أن يكون ذلك نتيجة تغيرات في علف الماشية.

ورغم توفر مصادر أخرى للفيتامين مثل اللحوم والأسماك والبيض، إضافة إلى الأغذية النباتية المدعمة، فإن بعض الفئات تظل أكثر عرضة للإصابة بالنقص، وفي مقدمتها النباتيون لاعتمادهم على نظام غذائي يخلو من المصادر الحيوانية، إلى جانب كبار السن.

ولا يقتصر الشعور بالتعب وضيق التنفس على نقص فيتامين B12 فقط، إذ يعدان أيضا من أبرز أعراض نقص الحديد، العنصر المسؤول عن تكوين الهيموغلوبين الذي ينقل الأكسجين في الدم، وعندما ينخفض وصول الأكسجين إلى الأنسجة، تتأثر أولا الأعضاء الأكثر استهلاكا للطاقة مثل الدماغ، فتظهر أعراض الدوخة وبرودة الأطراف.

ويعمل الحديد بالتكامل مع حمض الفوليك وفيتامين B12 في إنتاج خلايا الدم الحمراء، وعند نقص أي من هذه العناصر يفشل الجسم في إنتاج عدد كاف من الخلايا السليمة، ما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والدوار وضيق التنفس، ويجعل أداء الأنشطة اليومية البسيطة أكثر صعوبة.

ويبدأ التعامل مع هذه الحالات بمراجعة الطبيب وإجراء فحوصات دم لتحديد مستويات الفيتامينات والمعادن في الجسم، ويعد نقص الحديد من أكثر الحالات صعوبة في العلاج عبر الغذاء وحده، وغالبا ما يتطلب استخدام مكملات غذائية، خاصة إذا كان مرتبطا بغزارة الدورة الشهرية أو اضطرابات في الجهاز الهضمي.

أما نقص حمض الفوليك، فيمكن تعويضه بشكل أسهل نسبيا من خلال النظام الغذائي والمكملات، في حين يعتمد علاج نقص فيتامين B12 على السبب الكامن وراءه، إذ قد تستدعي بعض الحالات استخدام مكملات دائمة أو حقنا، لا سيما لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية تقلل من حموضة المعدة.