طب وصحة

الكشف عن نظام غذائي ينافس الأدوية في خفض الكوليسترول خلال 30 يوما

يمتاز النظام بمرونته، إذ يمكن تعديله بما يناسب الأذواق والعادات الغذائية- جيتي
سلطت نتائج دراسة الضوء على نظام غذائي قادر على خفض الكوليسترول خلال 30 يوما، بنسب تقترب من تأثير الأدوية، وفق ما نشرته صحيفة "ديلي ميل".

ويمثل ارتفاع الكوليسترول خطرا صحيا كبيرا بسبب تراكم الدهون في الشرايين وما يسببه من عرقلة تدفق الدم وزيادة احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وحتى الخرف في بعض الحالات.

وبينما يعتمد كثيرون على أدوية الستاتينات للسيطرة على مستويات الكوليسترول الضار، تشير دراسات إلى أن هذه الأدوية ليست خالية من الآثار الجانبية، مثل آلام العضلات ومشكلات الجهاز الهضمي والصداع، فضلا عن أن نصف مستخدميها لا يصلون إلى مستويات صحية حتى بعد عامين من تناولها.


وقدمت الدراسة نظام "بورتفوليو" الغذائي باعتباره بديلا فعالا، وهو نظام وضعه باحثون كنديون سابقا، ويعتمد على أربع مجموعات غذائية رئيسية: الألياف، الدهون غير المشبعة، المكسرات، والبقوليات، وتعمل كل مجموعة بشكل منفصل على خفض الكوليسترول الزائد، بينما يؤدي دمجها في نظام واحد إلى تعزيز التأثير ليصبح مشابهاً لآلية عمل الستاتينات.

وتشير "ديلي ميل" إلى أن الدراسات تظهر قدرة هذا النظام على خفض الكوليسترول الضار (LDL) بنسبة تصل إلى 35 بالمئة خلال شهر واحد فقط، وهو معدل قريب من تأثير بعض أنواع الستاتينات، كما نقلت عن دراسة طويلة المدى أجرتها جامعة هارفارد على مدار 30 عاماً، أن الالتزام الصارم بهذا النظام يقلل احتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 14 بالمئة.

ويعرض النظام الغذائي "بورتفوليو" أربع مجموعات غذائية رئيسية تعمل مجتمعة على خفض الكوليسترول الضار بآليات مختلفة، دون فقدان أي من فوائدها الأساسية.


وتشمل هذه المجموعات الألياف اللزجة الموجودة في الشوفان والشعير والفاصوليا والعدس والتفاح والحمضيات وبذور الكتان والشيا، وهي تعمل على الالتصاق بالكوليسترول والأحماض الصفراوية لمنع امتصاصها، مما يدفع الجسم للتخلص منها ويؤدي إلى خفض مستويات LDL.

وتشمل أيضا البروتينات النباتية مثل التوفو والمكسرات والبقوليات، التي تساهم في تقليل إنتاج الكوليسترول داخل الكبد وتوفر بديلاً صحياً للبروتين الحيواني.

أما الدهون غير المشبعة، كالزيوت المستخرجة من الزيتون البكر الممتاز والكانولا وفول الصويا ودوار الشمس، فتساعد على خفض إنتاج الكوليسترول مقارنة بالدهون المشبعة، وتضاف إليها الستيرولات النباتية الموجودة طبيعياً في المكسرات والبازلاء وزيت الكانولا، أو في الأطعمة المدعّمة مثل الزبادي والسمن النباتي، والتي تعمل على منع امتصاص الكوليسترول داخل الأمعاء.

تُظهر الدراسات الحديثة أن فوائد نظام بورتفوليو لا تقتصر على خفض الكوليسترول فحسب، بل تمتد لتشمل تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني لدى النساء بعد انقطاع الطمث بنسبة 31 بالمئة، إضافة إلى تعزيز الشعور بالشبع بشكل طبيعي، وهو ما قد يساعد على فقدان الوزن دون حميات قاسية.


ويقدم النظام نموذجا عمليا ليوم غذائي متكامل يشمل في الإفطار عصيدة حليب الصويا مع التوت وحفنة من المكسرات، وفي الغداء سلطة غنية بالحمص والخضروات الورقية والأفوكادو وبذور دوار الشمس مع زيت الزيتون، أو لفائف من الحبوب الكاملة محشوة بالحمص والخضار المشوية.

أما العشاء فيتكون من طبق توفو مقلي مع البروكلي والأرز، مع حلوى من الزبادي المدعّم بالستيرول مع التوت والمكسرات.

ويمتاز النظام بمرونته، إذ يمكن تعديله بما يناسب الأذواق والعادات الغذائية، كما يسمح بكميات صغيرة من البروتينات الخالية من الدهون مثل الدجاج أو الأسماك رغم أن اللحوم ليست جزءاً أساسياً منه.

وتؤكد مؤسسة القلب البريطانية أن هذا النظام لا يُعد بديلاً عن أدوية الستاتين لمن يعانون أمراض القلب، لكنه خيار فعال للحفاظ على مستويات منخفضة من الكوليسترول لدى الأشخاص الأصحّاء نسبيا.

ويبقى ضروريا استشارة الطبيب المختص قبل البدء بأي نظام غذائي جديد أو إيقاف علاج طبي قائم.