سياسة دولية

رسائل مسربة تكشف تدمير إبستين سمعة أكاديميين لفضحهم لوبيات الاحتلال

ديرشوفيتز كان على علاقة وثيقة بإبستين- جيتي
كشفت رسائل إلكترونية مسربة عن تعاون وثيق بين رجل الأعمال المتورط في فضائح تجارة الجنس بالقاصرات، جيفري إبستين، وأستاذ القانون بجامعة هارفارد والمحامي ألان ديرشوفيتز، في تدمير سمعة أكاديميين فضحوا نفوذ لوبيات الاحتلال بأمريكا.

الوثائق المسربة بحسب موقع "دروب سايت نيوز"، تظهر أن إبستين لعب دورا مباشرا في صياغة وتوزيع مواد دعائية تستهدف العالمين السياسيين جون ميرشايمر وستيفن والت، مؤلفي الورقة البحثية الشهيرة “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية” الصادرة عام 2006، والتي ناقشت لأول مرة على هذا المستوى الأكاديمي تأثير المؤسسات المؤيدة للاحتلال، ومجموعات الضغط مثل  آيباك على السياسة الخارجية الأمريكية وتوجيهها بما يخدم الاحتلال الإسرائيلي.


وخلال الأسبوع الأول من أبريل 2006، تلقى إبستين عدة مسودات من مقال كتبه ديرشوفيتز بعنوان تفنيد أحدث وأقدم مؤامرة يهودية، اتهم فيه ميرشايمر ووالت باستخدام مواد من مواقع نازية وإسلامية واعتبر ورقتهما نسخة حديثة من بروتوكولات حكماء صهيون.

وقد رد إبستين على ديرشوفيتز بعبارة: رائع… مبروك، في إشارة إلى تأييده الكامل للهجوم.





وبعد ساعات راسل مكتب ديرشوفيتز إبستين لطلب المساعدة في نشر الهجوم على أوسع نطاق. وجاء في الرسالة، وهو ما أكده الأخير وأنه بالفعل بدأ في حملة التشويه.

وتظهر الرسائل أن إبستين استخدم شبكته الواسعة داخل الإعلام والجامعات ومراكز الأبحاث لنشر مزاعم معاداة السامية ضد الباحثين، بهدف تقويض مصداقيتهما وإبعاد النقاش عن الدور الحقيقي للوبي الإسرائيلي في صنع القرار الأمريكي.

ويكشف التسريب أيضا أن الحملة على ميرشايمر ووالت لم تكن النشاط الوحيد لذلك الأسبوع؛ إذ تعاون إبستين وديرشوفيتز في التوقيت نفسه على تشويه سمعة ضحية قاصر كانت تتهم إبستين بالاعتداء الجنسي، في مؤشر على أسلوب موحد لإسكات معارضين وخصوم.

وأدت حملة التشويه إلى رد فعل غير مسبوق في الأوساط الأكاديمية، وتجاوزت الاتهامات الصحافة إلى مؤسسات بحثية ومنظمات ضغط كبرى.

وصفت رابطة مكافحة التشهير الورقة بأنها خطاب معاد لليهود، واضطرت كلية كينيدي إلى إزالة شعارها من الورقة وإضافة إخلاء مسؤولية يتبرأ من محتواها.

وتكشف هذه الرسائل أن دفاع ديرشوفيتز وإبستين عن الاحتلال لم يكن مجرد موقف سياسي، بل حملة منظمة لتدمير كل من يكشف نفوذ اللوبي الصهيوني ودوره في تبرير الاحتلال، عبر اتهامات معاداة السامية، والضغط المؤسسي والأكاديمي، وتعبئة شبكة علاقات مالية وإعلامية ضخمة لتحطيم المعنيين بالهجوم.

وتعيد الوثائق إحياء التساؤلات حول مقدار النفوذ الذي كان يتمتع به إبستين داخل الدوائر السياسية والإعلامية، ليس فقط في حماية نفسه من الملاحقات القضائية، بل أيضا في خدمة الأجندة المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي.

ووفقا للموقع رغم أنه لم يشغل أي منصب رسمي في جامعة هارفارد، كان جيفري إبستين شخصية بالغة النفوذ داخلها. فقد أمضى سنوات في بناء علاقات داخل الجامعة، وتبرع بأكثر من 9 ملايين دولار بين 1998 و2008، مقدما نفسه كراع وممول وميسر لنخبة من الأكاديميين البارزين، بينهم ألان ديرشوفيتز والاقتصادي لاري سامرز الذي كان رئيس جامعة هارفارد في ذلك الوقت.

في تلك الفترة، كان إبستين يشغل منصبي الوصي والرئيس للمكتب المالي العائلي للملياردير وقطب صناعة الأزياء ليزلي ويكسنر، الذي تبرع بما يقارب 20 مليون دولار لكلية كينيدي بين 2000 و2006. وقد وصفت صحيفة هارفارد غازيتي مساهمات مؤسسة ويكسنر بأنها تغطي النفقات التشغيلية الأساسية للجامعة.


كما مولت المؤسسة برنامج الزمالة المعروف بـ"ويكسنر إسرائيل فولوشيب"، الذي أتاح سنويا عشرة مسؤولين حكوميين إسرائيليين الالتحاق بكلية كينيدي لمدة عام كامل للحصول على درجة الماجستير.

وكانت نتائج حملة التشويه المنسقة من قبل نخب الإعلام والأوساط الأكاديمية كارثية على ميرشايمر ووالت. فقد ألغى مجلس شيكاغو للشؤون العالمية محاضرة مقررة لهما عام 2007 بعد ضغوط من داعمين للاحتلال، كما طالبت مؤسسات أخرى كانت تستضيفهما سابقا  بأن تكون أي محاضرة متوازنة عبر إشراك متحدث مؤيد للاحتلال. وقد ضاقت مساحتهما في الإعلام السائد والأوساط الأكاديمية ومراكز التفكير لسنوات، وأصبحت مشاركاتهما العامة أكثر صعوبة.