مع تصاعد التحركات العسكرية الأمريكية في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، قال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، إن حملة الضغط التي تقودها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد فنزويلا ترتبط أكثر بالرغبة في الوصول إلى نفطها، وليس بمكافحة تهريب المخدرات.
وفي مقابلة مع شبكة "سي أن أن" قال بيترو: "النفط هو جوهر القضية"، موضحًا أن فنزويلا تمتلك ما يُعتقد أنه أكبر احتياطيات نفطية في العالم، وأضاف: "هذه مفاوضات حول النفط، وأعتقد أن هذه هي منطقية ترامب، فهو لا يفكر في ديمقراطية فنزويلا، ولا في مسألة مكافحة المخدرات."، كما أشار بيترو إلى أن فنزويلا ليست دولة منتجة للمخدرات، وأن جزءًا صغيرًا فقط من تجارة المخدرات العالمية يمر عبر أراضيها.
وردًا على سؤال عن رسالته للشعب الأمريكي، قال بيترو إنه يذكّر دائمًا بما يردده جنود القوات الخاصة الأمريكية في قسمهم العسكري "محاربة القمع"، وأضاف أن ذلك كلّفه الكثير، ملمحًا إلى قرار الخارجية الأمريكية إلغاء تأشيرته عقب مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدما دعا الجنود الأمريكيين علنًا إلى عدم تنفيذ أوامر ترامب إذا كانت "تستهدف الإنسانية".
وكانت إدارة ترامب قد اتخذت سلسلة إجراءات ضده، بينها فرض عقوبات على بيترو في تشرين الأول/أكتوبر واتهامه بدور في تجارة المخدرات العالمية، وهو ما نفاه بشدة، وجاءت العقوبات بعد تهديد ترامب بوقف الدعم المالي لكولومبيا بدعوى أن بيترو "لا يفعل شيئًا لوقف إنتاج المخدرات".
ودافع بيترو عن سجله، قائلًا إن حكومته صادرت كميات من الكوكايين تفوق أي إدارة سابقة، وأضاف: "نجحنا في الحد من زيادة زراعة الكوكا مقارنة بالسنوات السابقة، وزادت المصادرات بنسبة أكبر."، وردًا على سؤال لماذا لا يعترف ترامب بذلك قال: "بسبب الغرور… فهو يعتبرني مجرد متمرد أو مجرم فقط لأنني كنت عضوًا في حركة M-19"، وقال بيترو إن واشنطن تقارنه بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وهو ما اعتبره غير منطقي.
وفي وقت سابق، نشر رئيس كولومبيا غوستافو بيترو، حساباته المصرفية علناً في محاولة لإثبات عدم صلته بتهريب المخدرات، وبدأت وحدة المعلومات والتحليل المالي في كولومبيا، هذا الأسبوع، بنشر كشوف حسابات الرئيس المصرفية للصحافة من عام 2022 وحتى حزيران/ يونيو من هذا العام، بعد أن أمر الرئيس بالإفصاح عنها، وقال الرئيس غوستافو بيترو، في منشور عبر حسابه على منصة "إكس": "ألا تجدون أنه من اللافت للنظر أن حساباتي ومعاملاتي المصرفية تتعارض مع تقييم الرئيس ترامب لرئيس منتخب ديمقراطياً من جانب الكولومبيين؟".
ووفق مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن فنزويلا ليست دولة منتجة للكوكايين، بينما يأتي أكثر من ثلثي الإنتاج العالمي من كولومبيا، وعلى الرغم من التصعيد في الخطاب السياسي، قالت الخارجية الأمريكية إنها تتابع التقارير التي تحدثت عن علاقات محتملة بين مسؤولين كولومبيين ومجموعات متمردة سابقة، ودعت إلى التحقيق فيها.
وتبقى كولومبيا الحليف الأقرب لواشنطن في أمريكا الجنوبية، وقد قال وزير الخارجية ماركو روبيو إن خلاف الإدارة يتركز على بيترو نفسه وليس على مؤسسات الدولة الكولومبية، مؤكدًا أن العلاقات بين الشعبين ستظل "قوية ومتينة"، ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ازدادت حدة الخلافات بينه وبين الرئيس الكولومبي، فخلال العام الماضي، انتقد بيترو سياسات واشنطن المتعلقة بالهجرة، ودعمها لإسرائيل، ونشاطها العسكري في أمريكا اللاتينية، كما اتهم بيترو الولايات المتحدة بأنها تسعى إلى فرض إرادتها على جيرانها، قائلًا:
"لا يمكن اعتبار الولايات المتحدة إمبراطورية، بل دولة بين دول أخرى.".