وقّع حاكم جاكرتا برامونو أنونغ على قانون يحظر استهلاك لحوم الكلاب والقطط والحيوانات الأخرى التي يمكن أن تنقل داء الكلَب في جاكرتا، وفق ما أفاد به مسؤول إندونيسي، واتُخِذ قرار المنع هذا بعد ضغوط مكثفة من الناشطين في مجال الرفق بالحيوان، بعد شهر من وعده بإنهاء تجارة لحوم القطط والكلاب والخفافيش في العاصمة الإندونيسية.
ونقلت وكالة "
أنتارا" عن الحاكم قوله: "لقد وردت إلينا طلبٌ لوضع قرار صادر عن حاكم يحظر استهلاك لحم الكلاب في جاكرتا"، وأوضح برامونو، أنه وقّع القانون "الذي يحظر بيع الحيوانات الناقلة داء الكلب، لأغراض غذائية، سواء أكانت حيوانات حية أو لحوما أو منتجات أخرى، نيئة أو مُصنّعة"، وأضاف أن هذا القرار سيُعدّ جزءا من الإجراءات الاستباقية التي تتخذها الحكومة لمكافحة انتشار داء (السعار) في جاكرتا "ونتمنى أن تصبح نبراسا في هذه المبادرة"، وأضاف أنه إذا تطلَّب الحظر إصدار قانون إقليمي، فسيقوم بتقديمه إلى "المجلس التمثيلي الشعبي الإقليمي" في جاكرتا.
ويتضمن القانون مرحلة انتقالية مدتها ستة أشهر قبل أن يصبح الحظر ساريا، بحسب وثيقة اطلعت عليها وكالة فرانس برس، وتعد إندونيسيا من الدول القليلة التي لا تزال تسمح ببيع لحوم الكلاب والقطط، إلا أن الحملة الرافضة لذلك تكتسب زخما متزايدًا، وقد فرضت بعض المدن، ومنها سيمارانغ في وسط جزيرة جاوة، حظرا محليًا على هذه التجارة في السنوات الأخيرة.
فيما رحّب دعاة الرفق بالحيوان بهذا القرار، واصفين إياه بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح، وجاء الإعلان عن هذه الخطة بعد اجتماعٍ مع منظَّمة "إندونيسيا الخالية من لحم الكلاب" في قاعة بلدية جاكرتا، وأعربت الرئيسة التنفيذية للمنظمة، كارين فرانكن، عن تقديرها لهذه الخطوة والتزام حكومة جاكرتا الإقليمية في التصدي لتجارة لحم الكلاب في الإقليم.
وفي المناسبة نفسها، ذكرت الطبيبة البيطرية في المنظمة، ماري فرديناندز، أن بوسع جاكرتا أن تكون قدوةً لغيرها من المناطق في حظر تجارة لحم الكلاب، وقالت: "إن حظر تجارة هذا اللحم أمر بالغ الأهمية، لارتباطه بانتقال داء الكَلب في إندونيسيا"، كما أشارت إلى أن واقع تجارة لحم الكلاب في جاكرتا يبعث على القلق البالغ ويحتاج إلى المعالجة الفورية.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يموت عشرات الإندونيسيين سنويًا بسبب داء الكلب، ورغم أن الكلاب يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها نجسة ونادراً ما يتم الاحتفاظ بها كحيوانات أليفة في إندونيسيا ذات الأغلبية المسلمة، فإن لحومها تظل طعاماً شهياً بين بعض المجموعات، حيث يُعد لحم الكلاب مصدرًا رخيصًا للبروتين، ويتم تناوله في العديد من البلدان الآسيوية الأخرى.