كشف باحثون من مركز
الآثار تحت الماء بجامعة
نيكولاس كوبرنيكوس في
بولندا، عن مخبأ جديد من
الأسلحة القديمة في بحيرة ليدنيكي، وذلك
بعد سنوات طويلة من أعمال الاستكشاف.
وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، تم العثور
على ترسانة تضم 145 رأس فأس، و64 رأس رمح، وثمانية سيوف، فيما انضمت إليها هذا
العام أربعة رؤوس رماح جديدة.
أبرز الاكتشافات الأخيرة تمثل في رأس رمح مطعم
بالذهب والفضة والبرونز ومعادن أخرى، ومزين بزخارف معقدة، بينها رمز التريسكيلي
والأجنحة قرب القاعدة، ما يشير إلى أنه ربما كان ملكا لأحد النبلاء أو الأمراء، أو
استخدم كرمز للقوة أو أداة طقسية.
كما عثر على رأس رمح ماسي الشكل لا يزال مثبتا
على عمود خشبي بطول 2.1 متر.
وقال الدكتور ماتيوش بوبيك من مركز الآثار
الغارقة إن الأسلحة ترتبط بثقافة المحاربين النخبة في مطلع القرنين العاشر والحادي
عشر، وربما كانت زخارفها تهدف إلى تمييز مالكها خلال الاحتفالات أو المعارك وإبراز
مكانته الاجتماعية.
ورجح أن وجود هذا السلاح الفريد في بحيرة ليدنيكي
يمنحه أهمية خاصة سياسيا ورمزيا.
ويسعى الباحثون عبر تحليل الزخارف والتقنيات
إلى تحديد مكان تصنيع الرمح، سواء في إحدى الورش المحلية المرتبطة بقلعة جزيرة
أوسترو ليدنيكي أو في مناطق بعيدة مثل الدول الإسكندنافية أو روسيا، الأمر الذي قد
يساهم في فهم العلاقات التجارية والسياسية لسلالة بياست، أول سلالة حكمت بولندا.
من جانبه، أوضح الدكتور أندريه بيدين، مدير
مركز الآثار الغارقة، أن الاكتشافات نادرة بسبب حالة حفظها الجيدة. وأكد العثور
سابقا على رأسي رمح في البحيرة بطول يزيد عن ثلاثة أمتار، في إشارة إلى استخدام
رماح بأطوال متعددة.
كما أشار إلى أن أحد الرؤوس المكتشفة حديثا ضيق
يشبه ورقة الصفصاف، وهو شكل كان منتشرا في أوروبا مطلع العصور الوسطى، بينما صنع
الرأس الآخر بتقنية تشكيل وطرق متقدمة تمزج بين الفولاذ منخفض وعالي الكربون، ما
يجعله مناسبا للقتال ويمثل مستوى تكنولوجيا متطورا في تلك الفترة.
ولا يزال سبب وجود هذا الكم من الأسلحة في قاع
البحيرة غير واضح، إلا أن الباحثين يرجحون فرضيتين: الأولى ذات طابع عسكري تربط
الأمر بالأحداث المضطربة في ثلاثينيات القرن الحادي عشر عقب وفاة ميشكو الثاني،
عندما تعرضت المنطقة لغزو ونهب قد يكون أدى إلى سقوط الأسلحة في المياه خلال
المعارك على الجسور المؤدية إلى الجزيرة.
أما الفرضية الثانية فترجح أن تكون الأسلحة وضعت
عمدا في الماء كقرابين طقسية، استنادا إلى تقاليد أوروبية قديمة رأت في الماء
بوابة إلى عالم الموتى، واستمرت حتى بعد دخول المسيحية إلى بولندا.