اختتمت قوات المارينز الأمريكية والقوات المسلحة الملكية
المغربية، أمس
الأربعاء، تمرينًا ميدانيًا مشتركًا عالي المستوى بمدينة الحسيمة شمال المغرب، في
إطار تعزيز التعاون
العسكري الثنائي وتطوير القدرات العملياتية المشتركة بين
البلدين.
وأوضحت السفارة الأمريكية في الرباط، عبر تدوينة على صفحتها الرسمية
بـ"فيسبوك"، أن التمرين ركز على "تطوير التكتيكات، وتعزيز
الجاهزية، وتقوية العمل الجماعي في البحار"، مشيرة إلى أن الأنشطة الميدانية
شملت
تدريبات على تخطيط العمليات البرمائية، وتقنيات الدفاع ومنع الإنزال، والقتال
في المناطق الحضرية والمغلقة.
برنامج التمرين وأهدافه الاستراتيجية
وانطلق التمرين، الذي استمر لأكثر من شهر، في السادس من أكتوبر
الماضي، ضمن برنامج التعاون العسكري المستمر بين المغرب والولايات المتحدة، والذي
يهدف إلى رفع مستوى التنسيق المشترك بين القوات، وتحسين قدرات الرد السريع في
حالات الطوارئ البحرية والبرمائية.
من جهتها، أكدت القوات المسلحة الملكية المغربية أن التمرين شكل فرصة
لإجراء تدريبات مكثفة على الدفاع عن السواحل، والتصدي لأي محاولات تهدف لاختراق
الأمن الإقليمي، مؤكدين أن العمل المشترك مع القوات الأمريكية ساهم في تبادل
الخبرات والتقنيات الحديثة، بما يعزز جاهزية الوحدات المغربية في مواجهة التحديات
الميدانية المتعددة.
أهمية التعاون العسكري المغربي ـ الأمريكي
يأتي هذا التمرين في سياق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب
والولايات المتحدة، خصوصًا في مجالات الأمن البحري، ومكافحة التهريب، ومراقبة
السواحل، والإغاثة الإنسانية في حالات الكوارث الطبيعية. كما يعكس حرص البلدين على
تطوير قدرات العمليات المشتركة بما يتماشى مع التهديدات الإقليمية والدولية، ويعزز
الدور المغربي كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في شمال إفريقيا والبحر الأبيض
المتوسط.
ويشار إلى أن القوات الأمريكية تركز في تدريباتها مع الحلفاء على
تعزيز التكامل بين الوحدات البحرية والبرمائية، وتطوير مهارات القيادة في الميدان،
والتعامل مع السيناريوهات المعقدة في المناطق الحضرية والمغلقة، وهو ما يتماشى مع
استراتيجية الردع والجاهزية للعمليات المشتركة.
ويعكس اختتام هذا التمرين التزام المغرب والولايات المتحدة بتعزيز
التعاون العسكري والتقني، وتبادل الخبرات بين القوات، بما يسهم في حماية الأمن
الإقليمي، ورفع مستوى الاستعداد العملياتي المشترك. ويُعتبر هذا النوع من
التدريبات خطوة استراتيجية لدعم الشراكات الأمنية وتأكيد قدرة البلدين على التنسيق
في مواجهة التهديدات البحرية والبرمائية، سواء على الصعيد الوطني أو الإقليمي.
ويُذكر أن هذا التمرين يأتي في سياق تطور مستمر ومستدام في العلاقات
العسكرية والدبلوماسية بين المغرب والولايات المتحدة، التي تتسم بشراكة استراتيجية
ممتدة لعقود. وقد شهد التعاون الثنائي في السنوات الأخيرة توسيع نطاق التدريبات
المشتركة، وتبادل الخبرات، وتطوير القدرات التقنية واللوجستية للقوات المسلحة
المغربية. ويُنظر إلى هذه التمارين كجزء من جهود مستمرة لتعزيز الأمن الإقليمي،
ومكافحة التهريب، وضمان حماية المصالح المشتركة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط
الأطلسي، بما يعكس رؤية مشتركة لتوطيد التعاون العسكري والأمني على المدى الطويل.