شهدت عدة مناطق في
الجزائر، أمس الخميس،
موجة جديدة من
حرائق الغابات، حيث سجّلت المديرية العامة للحماية المدنية 22
حريقًا في 8 محافظات عبر الشرق والوسط والغرب، في وقت دفعت حدّة الحرائق في محافظة
تيبازة المطلة على الساحل إلى تنفيذ عمليات إجلاء طارئة للسكان.
وقالت الحماية المدنية في بيان صدر ليلة أمس الخميس عند
الساعة 22:30 بالتوقيت المحلي (21:30 ت.غ) إن فرقها تتعامل مع سلسلة من الحرائق
التي طالت مساحات غابية في مناطق مختلفة، لكنها أكدت أن الحرائق الأعنف سُجلت في
جبال تيبازة، ما استدعى رفع درجة التأهب والدفع بتعزيزات عملياتية للحد من توسع
النيران.
وأظهرت مقاطع فيديو بثتها منصات إخبارية
خاصة ونشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد لإجلاء سكان من بلدية حجرة النص
التابعة لتيبازة، بعد وصول ألسنة النيران إلى مسافة قريبة من المنازل، وسط مخاوف
من امتداد الحرائق باتجاه مناطق آهلة.
ووفق ما نقلته قناة "النهار"
الحكومية، فقد شرعت وحدات الدرك الوطني في إخلاء مناطق سكنية مهددة بالنيران،
وتنفيذ عمليات إجلاء احترازية لضمان سلامة الأهالي، بينما دفعت الحماية المدنية
بفرق إضافية لمحاصرة النيران.
وأكدت "النهار" أن فرق
الإطفاء
تمكنت من السيطرة على جزء كبير من الحرائق، إلا أن العمل لا يزال متواصلاً في ظل
صعوبات ميدانية تتعلق بوعورة التضاريس وامتداد الغطاء النباتي الكثيف، إلى جانب
تأثير الرياح وارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها عدة مناطق.
ولم تسجّل السلطات حتى مساء الخميس أي خسائر
بشرية، فيما أُبلغ عن تضرر مساحات من الغطاء الغابي وأشجار الزيتون والصنوبر في
بعض المواقع.
مخاوف من موجة حرائق جديدة
وتخشى السلطات من امتداد رقعة الحرائق خلال
الأيام المقبلة، خصوصاً مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة واستمرار الجفاف في أجزاء
واسعة من البلاد، ما يعزز احتمال اندلاع حرائق إضافية أو صعوبة السيطرة على
الحرائق القائمة.
وتشهد الجزائر سنوياً حرائق موسمية تتفاوت
شدتها، لكن الأعوام الأخيرة سجّلت موجات واسعة تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة،
ما دفع الحكومة إلى تعزيز منظومة إدارة الكوارث ورفع جاهزية وحدات الإطفاء خلال
موسم الحرائق.