صحافة إسرائيلية

مبتكر خطة الجنرالات يذكر ثلاث قضايا "تعكر فرحة النصر"

تحدث آيلاند عن شكوك حول تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب- إعلام القسام
قال الجنرال في جيش الاحتلال الإسرائيلي وصاحب "خطة الجنرالات" غيورا آيلاند، إن عودة الأسرى الإسرائيليين "سوف تجلب الفرحة الوطنية، ولكن احتمالية عدم عودة القتلى الثمانية والعشرين، قد تحجب الشعور بالنصر وتترك عبئاً ثقيلاً على الدولة والعائلات".

وأكد آيلاند وهو الذي شغل سابقا منصب رئيس مجلس الأمن القومي ، أن "الشكوك حول تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة المنشورة، وخطر إعادة إعمار غزة الذي قد يؤدي إلى تقوية حماس بدلاً من تفكيكها ــ كل هذا قد الاتفاق الموقّع مع حماس حدثٌ مُشجّع ومُفرح. إذا عاد جميع المختطفين أحياءً إلى إسرائيل خلال 72 ساعة، فسيكون ذلك بمثابة خلفيةٍ للفرح الوطني. لكن هناك ثلاث قضايا على الأقل قد تُغيّر من فرحة النصر".

وأضاف أن أول هذه القضايا هو سقوط 28 قتيلاً، ومن الواضح بالفعل أن عودتهم لن تكون جميعاً، لا خلال الـ 72 ساعة القادمة، ولا في المستقبل القريب ولا البعيد. حماس غير معنية بإعادتهم، فهي تحصل على أكبر عائد من الأسرى مقابل الأسرى الأحياء".

وأوضح أن "قوة إعادة إعمار دولية قطرية ومصرية وتركية، مهمتها تحديد مكان الشهداء المختطفين، ستعزز وجود هذه الدول في غزة، ولكن من المشكوك فيه أن يكون لديها أي سبب لبذل جهد لإعادة القتلى، ستجد عائلات الذين لن يعود أبناؤهم قريبًا في وضع تفقد فيه الحكومة ووسائل الإعلام الاهتمام بحزنهم، تمامًا كما حدث لعائلتي غولدين وشاؤول".

وأشار إلى أن "القضية الثانية هي الفجوة التي ظهرت بالفعل بين أولئك الذين يحتفلون بنهاية الحرب، بمن فيهم الرئيس ترامب، وبين ما هو مكتوب في مخطط ترامب نفسه، يحدد المخطط المنشور قبل 11 يومًا بوضوح أنه بعد المرحلة الأولى - مرحلة إعادة الأسرى - يجب أن تأتي مرحلة ثانية يجب أن تنزع فيها حماس سلاحها ويجب أن تنتقل الحكومة في قطاع غزة إلى هيئة أخرى".

واعتبر أنه "لا يبدو أن أي طرف، بما في ذلك الولايات المتحدة، لديه مصلحة حقيقية في الضغط على حماس حتى توافق على تسليم سلاحها. ظاهريًا، إذا لم تُنفذ المرحلة الثانية، فسيظل بإمكان الجيش الإسرائيلي الانتشار على طول الخط الأصفر المُعدّل".

وأضاف أن "نشر القوات على هذا الخط من شأنه أن يديم الاحتكاك مع السكان في غزة ويسمح للمجموعات الإرهابية بمواصلة محاولة الإضرار بالدفاعات التي يبنيها الجيش، وسوف تكون إسرائيل مطالبة بعدم المبادرة إلى أي عمل هجومي رداً على ذلك".

وقال إنه "ظاهريًا، إذا لم تف حماس بجميع التزاماتها، بما في ذلك التزامات المرحلة الثانية، فإن لإسرائيل الحق في استئناف الحرب، ولكن يبدو أن أي طرف، بما في ذلك الولايات المتحدة، لن يدعم ذلك. أقدر أنه سيكون من الصعب جدًا تنفيذ المرحلة الثانية، وبالتأكيد وفقًا للمخطط الأصلي".

وأوضح أن القضية الثالثة "هي خطر إعادة الإعمار، وليس لإسرائيل أي مصلحة في إعادة إعمار غزة. إعادة إعمار غزة تنازل إسرائيلي، تنازل مستحق إذا تم بالفعل تنفيذ إعادة الإعمار بالتوازي مع نزع السلاح الكامل من قطاع غزة. نزع السلاح الكامل يعني تفجير الأنفاق المتبقية، وتفكيك مصانع إنتاج الصواريخ المتبقية، وجمع الأسلحة. هناك خوف معقول من أن تتم إعادة إعمار غزة حتى بدون نزع السلاح. ينعقد مؤتمر بالفعل في باريس اليوم بهدف بدء إعادة إعمار غزة".

وذكر أنه "في بعض الأحيان، كل ما يتطلبه الأمر لتغيير يوم كامل هو مجرد العثور على الإيجابيات الصغيرة على طول الطريق،  إذا أُعيد بناء قطاع غزة وازدهر دون تسريحه، وظلت حماس القوة العسكرية الفعلية المؤثرة فيه، فسنواجه تهديدًا مشابهًا لتهديد 10 تموز/ يوليو 2023 خلال بضع سنوات. بنت حماس قوتها قبل ذلك على أساس أن غزة أُعيد بناؤها وازدهرت، وأنها مكانٌ أُنفقت عليه أموال طائلة".

وأكد أنه "يجب على إسرائيل أن تُصرّ على عدم بدء أي عملية إعادة إعمار في غزة دون تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب. ميزة إسرائيل هي السيطرة على جميع المعابر المؤدية إلى غزة، بما في ذلك معبر رفح.. إذا تخلينا عن هذه القضية كما يريد العالم أجمع، فسنخلق عمليًا وضعًا تنتهي فيه الحرب مقابل عودة جميع الأسرى".

وختم آيلاند بالقول: "اقترحت حماس هذا المخطط قبل أكثر من عام، وعندها سيُطرح السؤال (السياسي): ما الذي حققته الحكومة برفضها هذا الاتفاق لمدة عام؟ لقد قُتل عشرات الجنود، وتدهورت حالة الأسرى الأحياء، واختفى بعض القتلى تحت أنقاض المنازل في غزة. وإذا نجحنا في المقابل في تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب، فسوف تتمكن الحكومة من الادعاء، وبحق، بأن الإنجاز أكبر مما كان من الممكن تحقيقه في الماضي".