قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن النظام الدولي متعدد الأطراف في "حالة سيولة غير مسبوقة وآلياته تتداعى وتتآكل مصداقيته بفعل الجرائم التي ترتكب تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يكتفي بدور المتفرج إزاء ما يحدث من انتهاكات ممنهجة للقانون الدولي"، وأكد أن "السلام هو خيار مصر الاستراتيجي لضمان مستقبل آمن ومستقر لشعوب المنطقة".
وأشار في كلمته في المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى أن الشرق الأوسط يقف على شفير الانفجار، قائلا إن الفلسطينيين "يقعون ضحية أبشع الممارسات الإسرائيلية المتمثلة في حرب ضروس وغاشمة وغير عادلة على مدنيين عزل لذنب لم يقترفوه".
وأضاف أن هذه الممارسات "مدفوعة بأيدولوجية متطرفة لا ترى سوى القتل والدمار والتجويع الممنهج، وخطاب مسموم للتحريض على العنف والكراهية. وامتدت أيادي العدوان في سكرة من القوة وانعدام المساءلة إلى دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى، وآخر حلقاته العدوان الغادر على قطر الشقيقة".
وأعرب وزير الخارجية المصري عن تقديره لما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من التزام كامل واستعداد للعمل مع قادة المنطقة لإنهاء "الحرب الظالمة على قطاع غزة"، وأبدى استعداد مصر الكامل والتزامها بالبناء على رؤية الرئيس ترامب لاستعادة الاستقرار وإنهاء الحرب وفتح أفق سياسي يقود نحو تجسيد الدولة الفلسطينية وإطلاق سراح الرهائن والأسرى "وتضميد جراح اليتامى والأسرى والجرحى والجوعى في قطاع غزة، ووضع حد لغطرسة القوة ووضعها جانبا ورفع رايات الاستقرار والعمران والأمل في الغد".
وأوضح أن مصر كرست، منذ اندلاع الأزمة، كافة جهودها للتوصل إلى وقف لإطلاق نار مستدام في قطاع غزة - بالاشتراك مع قطر الشقيقة والولايات المتحدة - واستئناف إدخال المساعدات دون عوائق لمواجهة المجاعة الحالية "التي هي من صنع إسرائيل".
مصر ترفض تهجير الفلسطينيين
وجدد السيد بدر عبد العاطي التأكيد على رفض مصر القاطع لأي سيناريوهات لتهجير الشعب الفلسطيني "باعتبار أن ذلك جريمة للتطهير العرقي"، ومضى قائلا: "نقولها بوضوح شديد: مصر لم ولن تكون بوابة لتصفية القضية الفلسطينية، وسنستمر في دعم صمود الشعب الفلسطيني الأبي المتشبث بترابه الوطني ولن نكون أبدا شركاء في نكبة جديدة"، وأكد دعم مصر الكامل لمؤتمر حل الدولتين الذي قادته فرنسا والسعودية، مشيدا بـ "القرارات الشجاعة" للدول التي أعلنت مؤخرا اعترافها بدولة فلسطين المستقلة والحرة.