ندّد
مفتي الجمهورية
اللبنانية الشيخ عبد
اللطيف دريان بما وصفه بـ"المجزرة المروّعة" التي ارتكبها جيش
الاحتلال
الإسرائيلي في بلدة بنت جبيل الجنوبية، والتي أدت إلى استشهاد خمسة مدنيين، بينهم
ثلاثة أطفال، معتبراً أنها "جريمة موصوفة بكل المعايير الإنسانية والقانونية".
وقال دريان، في تصريح نقلته "الوكالة
الوطنية للإعلام"، إن "العدو الإسرائيلي الإرهابي يمارس أبشع أنواع
الإجرام الممنهج في حق أطفال لبنان وغزة"، مؤكداً أن هذا الاعتداء يشكّل
"انتهاكاً صارخاً لكل القيم والأعراف الدولية والإنسانية".
ودعا المفتي المجتمع الدولي إلى التحرّك
الفوري، مشدداً على أن "المحاكم الدولية مطالَبة بمحاسبة إسرائيل على هذا
الإجرام، وإلا فإن العالم سيشهد مزيداً من الاعتداءات والغطرسة وانتهاك مقومات
حقوق الإنسان".
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت الأحد
مقتل خمسة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، جراء قصف نفذته طائرة مسيّرة إسرائيلية
استهدفت منزلاً في بلدة بنت جبيل الحدودية.
وفي المقابل، صرّح متحدث باسم جيش الاحتلال
بأن الغارة "استهدفت أحد عناصر حزب الله الذي جرى تصفيته أثناء نشاطه في
منطقة مدنية"، مضيفاً أن الجيش "يأسف لمقتل المدنيين، ويبذل كل ما بوسعه
لتجنّب إيذائهم".
ويأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه جنوب
لبنان توتراً متزايداً منذ أسابيع، على وقع المواجهات المتقطعة بين حزب الله
والجيش الإسرائيلي، والتي خلّفت عشرات الضحايا المدنيين وأثارت مخاوف من توسّع
رقعة المواجهة إلى حرب شاملة.
ويتزامن ذلك مع استمرار الجدل في لبنان حول
مصير سلاح حزب الله، وسط تزايد الضغوط الدولية على الحكومة اللبنانية لاتخاذ خطوات
أكثر وضوحاً في هذا الملف. ففي حين تتمسك قوى حليفة للحزب، مثل "التيار
الوطني الحر" و"حركة أمل"، باعتبار السلاح جزءاً من "معادلة
الردع" ضد الاحتلال الإسرائيلي، تطالب قوى أخرى، على رأسها "القوات
اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، بحصر قرار الحرب والسلم
بيد الدولة اللبنانية وحدها، محذّرة من أن استمرار الحزب في الانخراط بالمواجهات
يعرّض المدنيين لمزيد من الاستهداف ويهدد بتقويض الاستقرار الداخلي.
وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، أعربت الأمم
المتحدة عن قلقها من ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في لبنان وغزة، ودعت جميع
الأطراف إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني. في حين جدّدت الولايات المتحدة
دعمها لما تصفه بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنها حثّت حكومة تل
أبيب على "تجنّب سقوط ضحايا أبرياء". أما الاتحاد الأوروبي فشدد على
"ضرورة ضبط النفس"، مؤكداً أن استمرار التصعيد قد يجر المنطقة إلى
مواجهة أوسع لا تُحمد عقباها.