أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس ما
وصفته بـ"جريمة حرب مركّبة"، بعد أن قصف جيش
الاحتلال الإسرائيلي،
الاثنين،
مستشفى ناصر في مدينة خانيونس جنوبي قطاع
غزة، ما أسفر ـ وفق حصيلة أولية
ـ عن استشهاد 15 مواطنا، غالبيتهم من الصحفيين والكوادر الطبية والدفاع المدني.
وقالت الحركة، في
بيان صحفي رسمي، إن
استهداف المستشفى "إمعان في حرب الإبادة التي يواصل الاحتلال ارتكابها ضد
شعبنا الفلسطيني في غزة"، مؤكدة أن الهجوم يشكل تحديًا صارخًا للقوانين
الدولية والمواثيق الإنسانية.
وأوضحت حماس أن الاحتلال "تعمّد اغتيال
فئات محمية بموجب القانون الدولي الإنساني، وفي مقدمتهم الصحفيون والعاملون في
القطاع الطبي".
وكشفت أن من بين الشهداء الصحفيين حسام
المصري، ومحمد سلامة، ومريم أبو دقة، ومعاذ أبو طه، الذين كانوا يغطون القصف
الإسرائيلي على المستشفى لحساب مؤسسات ووكالات صحفية عربية ودولية.
وأكد البيان أن هذه الجريمة "تهدف إلى
ثني الصحفيين عن نقل الحقيقة، وفضح جرائم الحرب والتطهير العرقي والأوضاع المعيشية
الكارثية لأبناء شعبنا"، في ظل ما وصفته الحركة بسياسة "التجويع
الممنهج" التي يصر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على تعميقها.
وأشار البيان إلى أن جيش الاحتلال يواصل
حربه "الإجرامية" في كافة مناطق قطاع غزة، ويرتكب "المجازر ضد
المدنيين العزل في شمال القطاع ومدينة غزة"، في سياق حرب إبادة مستمرة منذ
أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة
وكافة الأطراف المعنية بـ"التحرك الفوري والجاد لوقف جريمة العصر والإبادة
الممنهجة في غزة، وإنقاذ شعبنا وإغاثته بشكل عاجل".
كما حمّلت الحركة قادة الدول العربية
والإسلامية "مسؤولية كبرى في الضغط على الإدارة الأمريكية والدول الداعمة
للاحتلال لوقف الحرب فوراً، واستخدام جميع أشكال الضغط السياسية والدبلوماسية
والاقتصادية لتحقيق ذلك".
ردود فعل أولية
بدورها، وزارة الصحة في غزة أكدت أن استهداف
مستشفى ناصر "يمثل ضربة قاسية للمنظومة الصحية المدمرة أصلا بفعل
العدوان"، مشيرة إلى أن "قصف المرافق الطبية والطواقم الإنسانية جريمة
حرب تهدف إلى حرمان المدنيين من حقهم في العلاج والنجاة".
أما نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فقد اعتبرت
اغتيال أربعة من أعضائها في قصف خانيونس "مجزرة مروعة بحق الكلمة
الحرة"، مؤكدة أن الاحتلال "يحاول التعتيم على جرائمه ومنع نقل الحقيقة
إلى العالم"، وداعية إلى "تحرك عاجل من المنظمات الدولية المعنية بحماية
الصحفيين لوقف مسلسل الاستهداف المنهجي".
ومنذ بدء الإبادة الجماعية بغزة، يتعمد
الجيش الإسرائيلي استهداف القطاعات الحيوية والعاملين في المجال الإنساني، من
مستشفيات وطواقم طبية وصحفية ورجال دفاع مدني، رغم المطالبات الحقوقية الدولية
والأوروبية المتكررة بتحييدهم عن الاستهداف.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب
إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 62 ألفا و686 شهيدا، و157 ألفا
و951 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات
آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 300 فلسطيني، بينهم 117 طفلا.