ملفات وتقارير

اتفاقات عسكرية بين "حفتر" وباكستان.. هل يستقوي على خصومه؟

حفتر يرسل قواته للتدريب في عدة دول بينها بيىلاروسيا- جيتي
حفتر يرسل قواته للتدريب في عدة دول بينها بيىلاروسيا- جيتي
شارك الخبر
أثارت زيارة قائد الجيش الباكستاني إلى شرق ليبيا وعقد عدة لقاءات مع قائد القيادة العامة، خليفة حفتر الكثير من الأسئلة حول تداعيات الخطوة وتأثيرها على قوة حفتر وقواته ومستقبله العسكري والسياسي.

ووصل قائد جيش باكستان، المشير عاصم منير إلى مدينة بنغازي (شرق ليبيا) أمس الأربعاء رفقة وفد عسكري رفيع المستوى في أول زيارة رسمية إلى ليبيا، التقى خلالها خليفة حفتر ونجليه صدام وخالد حفتر، وذلك في إطار تعزيز الروابط الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة بين الجانبين"، وفق مكتب حفتر الإعلامي.

اتفاقات عسكرية
وذكرت عدة وسائل محلية أن الجنرال الباكستاني وقع عدة اتفاقات عسكرية مع حفتر ونجليه تشمل بعضها التصنيع والتدريب والصناعات الدفاعية.

وزار نائب القائد العام للجيش الليبي، صدام حفتر باكستان في يوليو/تموز الماضي، شهدت عدة لقاءات مع مسؤولين عسكريين وسياسيين على رأسهم: رئيس الوزراء الباكستاني، محمد شهباز شريف، ورئيس أركان القوات البحرية وآخرون.

فما تداعيات ونتائج زيارة قائد الجيش الباكستاني إلى شرق ليبيا وتوقيع اتفاقات مع حفتر؟

تقوية نفوذ
من جهته، أكد وزير الدفاع الليبي الأسبق، محمد البرغثي أن "الزيارة هامة جدا كون دولة باكستان الإسلامية لها علاقات عسكرية سابقة بليبيا، كما أن عددا كبيرا من الضباط الليبيين خاصة ضباط البحرية والطيران تخرجوا بعد أوائل السبعينيات من الأكاديميات العسكرية في باكستان".

وأشار في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "الخطوة تؤكد بأن الجيش الليبي المتمثل في القيادة العامة بشرق ليبيا أكثر نفوذا وأن الجيش في الغرب الليبي تعرقله "الميليشيات"، وفق قوله.

براغماتية وخطوة لكسر العزلة
في حين أشارت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص إلى أن "زيارة قائد الجيش الباكستاني إلى شرق ليبيا ولقائه حفتر تندرج في إطار براغماتية أمنية تتعامل مع الواقع الميداني القائم، ولا تعكس اعترافاً سياسياً أو أي تغيير في الموقف الدولي من الأزمة الليبية".

وأكدت خلال تصريحاتها لـ"عربي21" أن "باكستان تسعى إلى توسيع حضورها الدفاعي وفتح أسواق جديدة لصناعاتها العسكرية، وتوسيع نطاق تجارتها الدفاعية وكسر احتكار النفوذ التقليدي في العلاقات العسكرية الثنائية، دون وجود مؤشرات على نية الانخراط في إعادة تشكيل المشهد السياسي الليبي أو دعم طرف بعينه"، حسب تقديرها.

وأضافت: "لذلك فإن هذه الخطوة لا تضيف قيمة سياسية للقيادة العامة ولكنها خطوة لكسر العزلة، ولا تغير من طبيعة الأزمة الليبية، التي يظل حلها مرتبطا حصريا بمسار وطني جامع وتوحيد المؤسسة العسكرية تحت سلطة مدنية شرعية، والتعامل الدولي مع حفتر يبقى محكوما بمنطق إدارة المخاطر الأمنية لا بصناعة الحلفاء السياسيين، وأي تضخيم سياسي لهذه الزيارة لا يعكس واقع التوازنات المحلية والدولية"، كما قالت.

اظهار أخبار متعلقة



تنويع الشركات والحلفاء
المتحدث السابق للمجلس الرئاسي الليبي، محمد السلاك قال من جانبه إن "الزيارة تعزز حقيقة مؤداها أن القيادة العامة باتت تُقرأ إقليميًا كطرف فاعل منضبط ومؤسسي يمكن التواصل معه على أساس عسكري مهني وبناء شراكة متينة خاصة أن باكستان دولة ذات ثقل عسكري كبير وهي تنتقي شركاءها بعناية".

وأوضح أنه "من حيث الأسباب هناك تقاطع مصالح ربما باكستان تسعى لتوسيع حضورها في مجال الصناعات الدفاعية في حين تتجه القيادة العامة نحو تنويع الشراكات وبناء قدرات استراتيجية طويلة المدى بعيدًا عن الارتهان لمسار واحد أو انتظار ضوء أخضر دولي"، وفق تعبيره.

وفي تعليقه على الاتفاقات الموقعة، خصوصًا المرتبطة بالتصنيع العسكري، قال لـ"عربي21": "هذه الاتفاقات تشير إلى انتقال تدريجي من الاكتفاء بالشراء إلى التفكير في بناء قدرة ذاتية، وهو مسار يعزز الاستقلالية ويرفع مستوى الجاهزية، وما تحقق يعكس قدرة المشير حفتر على مخاطبة الجيوش النظامية بلغة المؤسسات والمصالح، لا بمنطق التشكيلات المسلحة أو الجدل السياسي حول الشرعية.

وختم حديثه باقلول: أما على مستوى التأثير، فالخطوة من شأنها تعزيز تماسك قوات القيادة العامة  كما تمنحها هامش حركة أوسع إقليميًا علي وقع التغيرات المتسارعة في المنطقة ما ينعكس على توازنات القوة داخل ليبيا"، بحسب رأيه وتقديراته.

تجارة سلاح ولا تأثير
في المقابل، قال الأكاديمي والسياسي الليبي، فرج دردور إن "صدام حفتر خلال زيارة الى باكستان قدم نفسه بصفة "نائب القائد العام للجيش الليبي" تحت شرعية البرلمان، ولما تخلفت حكومة الوحدة الوطنية على تصحيح ادعاء صفة مختلف عليها، ومع العروض المالية المرتفعة التي يقدمها حفتر للدول المصنعة للأسلحة، فإن زيارة المسؤول الباكستاني إلى بنغازي تصب في مصلحة باكستان التي تحقق جزا من دخلها عن طريق تجارة الأسلحة.

وتابع: "وبالنسبة إلى تأثير هذه الاتفاقيات العسكرية على قوة حفتر، وزيادة نفوذه، فهي فعلا تمنحه القوة لكنها لن تغير شيئا من توسيع نفوذه، لأن التوسع لا يمكن أن يحسم بالسلاح والقوة فقط، وإنما هناك عوامل أخرى سياسية وحسابات إقليمية ودولية تفرض حالة من التوازن بين أطراف النزاع الليبي، وسيظل حفتر يسيطر على شرق ليبيا، دون الامتداد لغيرها مهما تعاظمت قوته"، وفق تصريحاته لـ"عربي21".
التعليقات (0)