انتقد رئيس الحكومة المغربية الأسبق، عبد الإله
بنكيران، بشدة اعتقال رئيس جبهة الخلاص الوطني في
تونس أحمد نجيب
الشابي، معتبراً أن الخطوة تمثل "تطوراً مقلقاً" يهدد مستقبل التجربة التونسية ومسارها السياسي منذ الثورة.
وقال بنكيران في تسجيل مصوّر نشره على صفحته بمنصة "فيسبوك"، الأحد، إن خبر اعتقال الشابي "أحزنه"، مشدداً على أن الشابي شخصية وطنية "مثقفة من درجة عالية، واعية بمشاكل وطنها، ومنخرطة في خدمته"، وفق تعبيره.
وأضاف: "رجل مثل هذا وبلغ 81 سنة من العمر ويتهم بأنه يتآمر على مصلحة وطنه العليا.. ليس من الممكن أن يكون هذا صحيحاً. إنه كذب وافتراء". وشبّه بنكيران توقيف الشابي بما حدث مع الزعيم المغربي الراحل عبد الرحمن اليوسفي في وقت سابق، معتبراً أن ما يجري "سيء جداً" ويستهدف "أعمدة الدولة ورجالاتها".
اظهار أخبار متعلقة
وتساءل: "أين هو الشعب التونسي إذا تحطمت أعمدة الدولة ورجالاتها، بعد اعتقال الشيخ راشد الغنوشي وعدد كبير من وجوه النخبة، إلى أين تذهب تونس؟ من الذي يحرك هذا التوجه؟". كما وجّه انتقادات لاذعة للرئيس التونسي قيس سعيّد، قائلاً إنه حاول مراراً "نصحه عبر كلمات مماثلة"، لكن يبدو – بحسب تعبيره – "أنه لا يقبل النصح نهائياً". وتابع باستنكار: "أين هي أوروبا التي كانت دائماً تستفيد من تونس؟ أين هي حقوق الإنسان؟ أين هي الديمقراطية؟ أين هي الحريات العامة؟".
وحذّر بنكيران من أن استمرار نهج الاعتقالات سيؤدي إلى مناخ من الخوف والبؤس السياسي: "دولة تعتقل زعماءها الذين يتجاوزون الثمانين.. دولة يوشك أن يكون ميؤوساً من مستقبلها. من سوف يأمن على نفسه بعد اليوم ليقول كلمة حق؟".
وختم الزعيم السياسي المغربي مناشداً سعيّد: "أطالب بالإفراج العاجل عن السيد أحمد نجيب الشابي المقدر والمحترم، وعن كل القيادات السياسية، وعلى رأسهم الشيخ راشد الغنوشي.. لا نريد أن يكون المستقبل قاتماً لدولة محبوبة كتونس".