صحافة إسرائيلية

معاريف: الصين تموّل خصوم "إسرائيل" وتحوّلت إلى تهديد استراتيجي قريب

صحف إسرائيلية تحذر من تحالف اقتصادي سياسي بين بكين وأنقرة والحوثيين- الأناضول
صحف إسرائيلية تحذر من تحالف اقتصادي سياسي بين بكين وأنقرة والحوثيين- الأناضول
نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا للكاتب شاي غال تناول فيه بالتحليل ما وصفه بخطورة الدور الصيني المتصاعد في تمويل خصوم دولة الاحتلال الإسرائيلي واحتضان حركة حماس حماس واختراق البنية التحتية الاستراتيجية داخل الدولة العبرية.

أوضح غال أن الصين تسعى لإظهار نفسها كقوة متوازنة ووسيط عادل، لكنها في الواقع "تُموّل أعداءنا، وتحتضن حماس، وتخترق موانئنا، وتقود حملة عالمية لنزع الشرعية عن إسرائيل".

وأكد أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي كشف هذا الأسبوع حقيقةً حاول كثيرون تجاهلها، وهي أن بكين لم تعد مجرد طرف بعيد، بل فاعل مباشر في الحصار السياسي والفكري ضد حكومة الاحتلال، رغم استياء الصين من هذه الاتهامات.

وأشار الكاتب إلى أن الملف يبدأ من النفط، إذ لولا الأموال الصينية لما تمكنت إيران من إنعاش اقتصادها الهش وتمويل حماس وحزب الله والحوثيين.

وأضاف أن أكثر من 90 بالمئة من صادرات النفط الإيرانية تصل إلى الصين عبر طرق تهريب سرية، وهو ما وصفه بـ"الكنز الحيوي لآلة الحرب الموجهة ضد إسرائيل".

كما كشف أن شبكات المشتريات في الصين وهونغ كونغ زودت إيران بمكونات دقيقة لصناعة الطائرات المسيّرة، والتي تُستخدم في هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر، وكذلك من قبل حزب الله شمالا.

اظهار أخبار متعلقة




ولفت غال إلى أن بكين لا تكتفي بالدعم الاقتصادي، بل تنشط سياسياً أيضاً، حيث استضافت قيادة حماس في العاصمة الصينية تحت شعار "الوحدة الفلسطينية"، وتدفع في الأمم المتحدة نحو وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما يعني – برأيه – الإبقاء على حماس في السلطة.

وأشار إلى أن الصين تغرق فضاء الإنترنت بدعاية معادية لإسرائيل، تشرعن "نزع الشرعية" عنها وتزيد من عزلتها الدولية.

وتوقف عند الداخل الإسرائيلي، موضحاً أن شركة حكومية صينية تدير ميناء حيفا الجديد بالقرب من القاعدة البحرية، ما يفتح ثغرة استراتيجية لجمع معلومات استخباراتية حساسة.

وأكد أن الجيش الإسرائيلي اضطر لإزالة المركبات الصينية من قواعده خوفاً من وجود كاميرات وأجهزة استشعار للتجسس، محذراً من أن هذا الخطر لا يهدد المؤسسة العسكرية فقط، بل الدولة بأكملها.

وأضاف الكاتب أن الغرب يركز على روسيا ويعتبرها التهديد الرئيس، بينما يتجاهل ما وصفه بـ"الخطر الأكبر بكثير": الصين وتركيا. وأوضح أن بكين تغرق الأسواق العالمية بإلكترونيات رخيصة تخلق تبعية خطيرة على المدى البعيد، فيما تحتضن أنقرة حماس علناً وتصف عناصرها بـ"المناضلين من أجل الحرية"، وتقود حملة اقتصادية ودبلوماسية ضد إسرائيل.

وأكد أن الأخطر يتمثل في ربط الممر الأوسط التركي بـ"طريق الحرير" الصيني، بما يعزز مصالح مشتركة لتحويل مسارات التجارة العالمية من قناة السويس إلى طرق بديلة.

اظهار أخبار متعلقة




وأشار غال إلى أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، باستخدام طائرات مسيّرة إيرانية الصنع بمكونات صينية، تُضعف جدوى الملاحة عبر قناة السويس، وتزيد من أهمية المسارات التركية-الصينية. ونقل عن وزارة الخزانة الأمريكية أن هذا التحالف بين الصين وتركيا والحوثيين يشكّل أداة ضغط جديدة على الغرب وإسرائيل.

ودعا الكاتب إلى صياغة سياسة إسرائيلية واضحة إزاء هذا التهديد، تبدأ بفرض سيطرة كاملة على البنية التحتية الحيوية حتى لو تطلب الأمر اللجوء إلى التأميم المؤقت أو الدائم، واعتماد معايير وطنية تمنع التسلل الصيني عبر المعدات والآليات، إضافة إلى تقليل الاعتماد على الواردات الصينية الرخيصة.

وعلى الصعيد السياسي، شدد غال على ضرورة أن تتوقف إسرائيل عن تجاهل ملف تايوان، وأن توجه رسالة صريحة إلى بكين بأن ثمن المنافسة معها سيكون حقيقياً. وختم قائلاً إن من "يموّلون أعداءنا، ويدعمون حماس، ويحاولون اختراق بنيتنا التحتية ليسوا شركاء، بل أعداء".

ونوه أن الصين لم تعد مجرد منافس بعيد، بل تحولت إلى تهديد استراتيجي قريب لإسرائيل، في ظل تحالفاتها الإقليمية وممارساتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
التعليقات (0)