قال الصحفي بن صامويل في تقرير نشرته صحيفة “هآرتس”
الإسرائيلية٬ إن الإعلامي الأمريكي المحافظ تاكر
كارلسون استغل مشاركته في منتدى
الدوحة السنوي في قطر الأحد الماضي، لمهاجمة إسرائيل واللوبيات المؤيدة لها في واشنطن، في خطوة قال إنها عمقت الانقسام داخل الحزب الجمهوري بشأن العلاقة مع تل أبيب وحدود النفوذ الإسرائيلي في السياسة الأمريكية.
وخلال حوار مفتوح جمعه برئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نفى كارلسون الاتهامات المتكررة بأنه "اشتري من قطر"، مؤكدا أنه ينوي شراء منزل في الدوحة لأنها "مدينة جميلة"، مضيفا: "أريد أن أعلن أنني أمريكي ورجل حر، وسأكون حيثما أريد أن أكون".
وبحسب تقرير “هآرتس”، أوضح آل ثاني خلال حديثه أن هناك "لاعبين" يسعون إلى "تخريب العلاقة بين قطر والولايات المتحدة"، و"شيطنة أي شخص يزور الدوحة".
ووصف العلاقة الثنائية بأنها "مفيدة للطرفين"، مضيفا: "نحن لا نحصل على مساعدات من الولايات المتحدة. نحن نتعاون ونستثمر معها"، في تلميح يقارن ضمنيا بين علاقة واشنطن بالدوحة وعلاقتها بتل أبيب.
ونقل بن صامويل عن كارلسون قوله إن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب تدخل شخصيا بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت موقعا في الدوحة خلال أيلول/سبتمبر الماضي.
وأوضح كارلسون: "ببساطة، طلب الرئيس ترامب من الإسرائيليين الاعتذار لكم. لقد انحاز إلى صفكم. لقد انحاز إلى جانب دولة عربية ضد إسرائيل في هذه القضية تحديدا… لا أعتقد أنني رأيت شيئا كهذا من قبل".
وذكر آل ثاني، وفق التقرير، أن قطر تعاونت مع الحكومات وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في بعض الملفات، لكن ذلك تم "بناء على طلب أمريكي"، وخصوصا فيما يتعلق بترتيبات الدعم المالي لحماس.
اظهار أخبار متعلقة
إيباك تحت نيران كارلسون
وعلى هامش المنتدى، سئل كارلسون من موقع “دوحة نيوز” عن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك).
ونقل بن صامويل عنه قوله: "يسعى البعض إلى إجبار شعبنا على الخضوع عقليا".
ويشير التقرير إلى أن كارلسون كرر انتقاداته التاريخية للوبي المؤيد لإسرائيل، في إطار رؤيته السياسية المنسجمة مع اتجاه "أميركا أولا" الذي يدعمه ترامب.
"عميل قطري مأجور"
وبحسب هآرتس، اتهمه عدد من السياسيين والمعلقين اليمينيين – بينهم مارك ليفين ولورا لومر – بأنه "عميل قطري مأجور" و"تاكر قطرلسون"، معتبرين أن ظهوره في المنتدى واصطفافه مع قطر يعدان "خدمة دعائية" للأخيرة وضد إسرائيل.
ورد نيل باتيل، المؤسس المشارك لشبكة كارلسون الإعلامية، بنشر صور لكارلسون وهو يشير بإصبعه الأوسط إلى هؤلاء المنتقدين، كما نشر صورا له مع دونالد ترامب جونيور – الذي حضر المنتدى أيضا – في رسالة سياسية واضحة حول موقف عائلة ترامب المائل تجاه قطر.
وأشار تقرير هآرتس إلى أن ترامب قد أثنى مرارا على قطر، واصفا إياها بـ"الحليف الرئيسي والوسيط الفعال" الذي ساعد في إنهاء حرب غزة.
وذلك رغم اتهامات إسرائيل لقطر بأنها "مسهلة لنفوذ حماس وممولة له".
وخلال اللقاء ذاته، أوضح آل ثاني أن بلاده لن تتحمل تكلفة إعادة إعمار غزة، قائلا: "لسنا من سيكتب الشيك لإعادة بناء ما دمره الآخرون".
اظهار أخبار متعلقة
اتهامات داخلية تطال إدارة ترامب
ونقل بن صامويل عن مصادر جمهورية أن بعض أنصار تل أبيب يتهمون شخصيات بارزة في إدارة ترامب – وعلى رأسهم المبعوث الخاص ستيف ويتكوف – بأنهم مدفوعون بـ"ارتباطات مالية غير مناسبة" مع قطر.
وختمت هآرتس تقريرها بالإشارة إلى ما كشفته أكسيوس عن اجتماع ثلاثي بين الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي وقطر في نيويورك، يهدف إلى إعادة بناء العلاقات بعد الضربة التي وجهها الجيش الإسرائيلي للدوحة.