صحافة إسرائيلية

مستشار إسرائيلي سابق: سنعيد المحاولة في قطر والدور على تركيا

مستشار أمني إسرائيلي سابق: بعد ضربات إيران ولبنان واليمن سنستهدف قيادات "حماس" في قطر وتركيا - أرشيفية
مستشار أمني إسرائيلي سابق: بعد ضربات إيران ولبنان واليمن سنستهدف قيادات "حماس" في قطر وتركيا - أرشيفية
دعا مئير بن شبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إلى استهداف قادة المستوى السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خارج قطاع غزة، معتبراً أن استمرار وجودهم يمثل عقبة أمام  "إسرائيل " ويضع علامات استفهام حول مقولتها بأنها انتصرت على الحركة في مواجهتها الأخيرة. 

وأوضح بن شبات في مقاله المنشور على موقع معهد "مسغاف" للأمن القومي والاستراتيجية الإسرائيلية، أن هناك حلولاً للتعامل مع الحساسية السياسية الناتجة عن استهداف هؤلاء القادة في دول مضيفة لهم مثل قطر وتركيا.

وأشار بن شبات إلى أن "إسرائيل " تجاوزت في هذه الحرب ما كانت تعتبره "خطوطاً حمراء" في سياساتها، وأن أسلوب "جزّ رؤوس" قيادات العدو أصبح نهجاً ثابتاً أمام أعين الخصوم. 

واستشهد بن شبات بعمليات اغتيال "إسرائيل" لرئيس وزراء الحوثيين، مؤكداً أن ردود الفعل الإيرانية وأذرعها، بما في ذلك الحرس الثوري وحزب الله، أظهرت الصدمة والدهشة أمام التغيير في نهج "إسرائيل" منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مشيراً إلى أن الانتقادات الإيرانية تصف هذه العمليات بأنها "جريمة حرب" و"عدوان همجي".

تحدي "قواعد اللعبة"
وأوضح بن شبات أن الانتماء إلى فئة "المستوى السياسي" لم يعد يمنح الحصانة للقادة، وأن "إسرائيل" أصبحت تنفذ العمليات علناً، مهددة ومنفذة بشكل مباشر، فيما لم تعد العمليات تتم بسرية كاملة أو بلا بصمة، مشيراً إلى أن المواجهة مع النظام الإيراني وحزب الله والحوثيين لم تنته بعد، وأن عمليات اغتيال القيادات تأتي أيضاً ضمن سعي "إسرائيل" للثأر من عمليات المقاومة وتخفيف وطأة الإذلال الذي لحق بها في غزة.

وأكد بن شبات أن هذا النهج يجب أن يميز سياسة "إسرائيل" في جميع الساحات التي تواجه فيها تحديات، خصوصاً قيادة "حماس" في الخارج، التي باتت مركز القوة الأهم للحركة بعد الضربات الأخيرة على قيادتها في غزة. 

واستشهد بتصريحات قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير الذي قال إن "قيادة حماس تمت تصفيتها في معظمها وما زالت يدنا ممدودة"، مشيراً إلى أن القادة الأحياء أغلبهم موجودون في الخارج وسيتم الوصول إليهم أيضاً.

يشير بن شبات إلى أن القيادة السياسية الخارجية لحركة "حماس" في تركيا وقطر ولبنان ودول أخرى تؤدي دورها في عرض سياسة الحركة والتواصل مع العالم، فضلاً عن تجنيد الدعم السياسي والموارد اللازمة لبناء قدرات الحركة، وتنفيذ بعض الأدوار العملياتية، مثل التنسيق بين الأقاليم لأغراض "الإرهاب" وتوجيه نشاطات محددة. 

وأوضح أن هذه القيادة تمثل "هيئة أركان" للحركة تتحمل مسؤولية بلورة سياساتها وتوجيه نشاطها الإقليمي، مشيراً إلى أسماء بارزة مثل خالد مشعل، موسى أبو مرزوق، باسم نعيم، سامي أبو زهري، عزت الرشق، أسامة حمدان، محمود مرداوي، طاهر النونو وزاهر جبارين، والذين يعدون من أبرز القيادات المعروفة خارج قطاع غزة.

وأشار بن شبات إلى أن الضربة الأخيرة لقادة"حماس" في غزة جعلت القيادة الخارجية تمثل "مركز القوة الأهم للحركة"، حيث تواصل تنفيذ جميع أنشطتها وقيادة الحركة بمكوناتها المختلفة، بما في ذلك تواصلها مع "محور المقاومة"، والدول الداعمة، وشبكة المنظمات الإسلامية العالمية المرتبطة بالإخوان المسلمين، بالإضافة إلى إدارة الموارد المالية والإعلامية اللازمة للحركة.

اظهار أخبار متعلقة


مبررات الاحتلال للاغتيالات
يقدم بن شبات تبريراً للعمليات المستقبلية قائلاً إن استمرار وجود القيادة السياسية الخارجية يشكل تهديداً لتل أبيب نظراً لدورها في جرّ "إسرائيل" إلى حرب متعددة الجبهات، وتنسيقها مع قوى إقليمية ودولية داعمة. وأضاف أن "إسرائيل" حتى الآن لم تستهدف هؤلاء القادة بسبب الحساسية السياسية، لارتباطهم بدول مثل قطر وتركيا، ولأهميتهم في المفاوضات حول استعادة الأسرى، لكنه شدد على أن هذه المخاوف "لها حلول"، مشيراً إلى أن اغتيالهم سيضمن تقليص قدرة الحركة على إعادة بناء نفسها وتنسيق أنشطتها الإقليمية.

ويستعيد بن شبات مشهد صلاة الشكر التي أقامها قادة "حماس" في الدوحة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، والتي أثارت ردود فعل كبيرة في الداخل المحتل٬ مؤكداً أن تصريحات قيادات الحركة مثل غازي حمد، بعد المجزرة، أكدت استمرار التزام "حماس" بالقتال وعدم التخلي عن سلاحها، قائلاً: "سلاح المقاومة هو جوهر القضية الفلسطينية، ونحن ملتزمون بذلك، ولن نسلّم ولو رصاصة فارغة واحدة".

القيادة السياسية ودور الإعلام
يبرز بن شبات أن القيادة السياسية الخارجية تتحمل مسؤولية الظهور الإعلامي، بما في ذلك المؤتمرات ووسائل التواصل الاجتماعي، في حين أن قيادات غزة تعمل غالباً بشكل سري ومحدود، ما يضاعف تأثير القيادة الخارجية ويجعلها هدفاً رئيسياً للاستهداف الإسرائيلي. 

ويشير إلى أن هذه القيادة تواصل إدارة السياسات العامة، بما في ذلك العلاقات مع "محور المقاومة"، والشبكات الدولية، وتنظيم الموارد المالية والإعلامية، وتوجيه العمليات الداخلية والخارجية للحركة.

خلص بن شبات إلى أن استمرار القيادة السياسية الخارجية لـ"حماس" يشكل تحدياً لإسرائيل، ويضع علامات استفهام على نجاحها في المواجهة مع الحركة. واعتبر أن اغتيال هذه القيادة سيكون ضرورياً لضمان تقليص قدرة الحركة على إعادة بناء نفسها وتحقيق أهدافها الإقليمية. 

وأضاف أن النهج الجديد لتل أبيب٬ الذي يتجاوز "الخطوط الحمراء" ويستهدف قادة الحركة في الخارج، أصبح جزءاً من استراتيجيتها الثابتة في التعامل مع خصومها، في مواجهة ما وصفه بتحديات متعددة الجبهات، تشمل إيران وحزب الله والحوثيين، إلى جانب "حماس".

كما أشار إلى أن العمليات المستمرة لن تقتصر على غزة أو الضفة الغربية، بل ستشمل المقرات الخارجية للحركة في دول مثل قطر وتركيا ولبنان، بهدف تقويض القيادة السياسية واستهداف البنية الاستراتيجية للحركة. واعتبر بن شبات أن هذا النهج يمثل تحولاً نوعياً في سياسة الاحتلال الإسرائيلي ويعكس إرادتها في استمرار الضغط على "حماس" وجعلها أقل قدرة على المناورة على المستوى الإقليمي والدولي.

وأكد أن الهدف من هذا النهج ليس الانحراف عن القوانين الدولية، بل تعزيز قدرة “إسرائيل” على مواجهة تهديدات الحركة، وقطع أي روابط لها مع المحاور الداعمة، وضمان أن تكون الردعيات الإسرائيلية فعالة على جميع المستويات، سواء العسكرية أو السياسية أو الإعلامية، مع التركيز على استهداف القيادة السياسية في الخارج التي تمثل اليوم مركز القوة الرئيس لـ"حماس".
التعليقات (0)

خبر عاجل