صحافة إسرائيلية

صحفي يوثق موجة العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية

جيش الاحتلال يشارك المستوطنين في الاعتداءات على الضفة الغربية- الأناضول
جيش الاحتلال يشارك المستوطنين في الاعتداءات على الضفة الغربية- الأناضول
تنفذ ميليشيات المستوطنين الإسرائيليين، بدعم من الجنود، أعمال عنف واسعة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، تشمل الضرب والحرق وتدمير الممتلكات وذبح الحيوانات، وفق تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" للكاتب جوناثان بولاك، الذي يرافق المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون، ووثق ما شاهده بنفسه.

وشهد العامان الماضيان، تصاعدا غير مسبوق في العنف الإسرائيلي، سواء في غزة أو الضفة الغربية، حيث تمارس الاعتداءات بتنسيق بين مختلف أجهزة الاحتلال الإسرائيلية، بما فيها الجيش والشرطة وحرس الحدود وجهاز الأمن العام (الشاباك) ومصلحة السجون ومنسقو أمن المستوطنات، إلى جانب المدنيين المسلحين الذين يشكلون ميليشيات خارجة عن القانون، لكنها تحظى بدعم رسمي.

وتوضح "هآرتس" أن بعض هذه الاعتداءات يقودها المدنيون ثم تتدخل القوات النظامية لتوفير الغطاء، بينما في حالات أخرى تبدأ الأجهزة الأمنية بالهجوم لتلحق بها المجموعات المدنية، ما يجعل النتيجة واحدة، وهي تصعيد دموي منظم ضد الفلسطينيين، بلغ ذروته منذ بدء موسم قطف الزيتون.

اظهار أخبار متعلقة



ويستعرض الكاتب أحداث 11 تموز/يوليو 2025 في جبل الباطن شرق رام الله، حيث استشهد محمد الشلبي وسيف الدين مسلط بعد مطاردة مسلحين إسرائيليين لهما، ويصف بولاك كيف تحولت تلك الليلة إلى "مذبحة مكتملة الأركان" شارك فيها جنود ومدنيون، مؤكدا أنه تعرض شخصيا للضرب المبرح أثناء محاولته مساعدة الجرحى، قبل أن يعتقله جنود الاحتلال مع آخرين.

ولاتقتصر الاعتداءات على القتل والضرب، بل تشمل منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، وإتلاف محاصيلهم، وسرقة ثمار الزيتون، واقتلاع الأشجار، ما يعمق عملية "التطهير العرقي" ويقوّض الارتباط العاطفي للأهالي بأرضهم، وصولًا إلى محو ثقافي وهوية مهددة بالاندثار.

ويشير بولاك إلى أن الاعتداءات تزامنت مع حملة "زيتون 2025"، التي أطلقها نشطاء فلسطينيون لدعم المزارعين وتنسيق جهود الحصاد رغم الاعتقالات والمضايقات، مشيرًا إلى اعتقال منسق الحملة ربيع أبو نعيم من قرية المغير شرق رام الله، ووضعه قيد الاعتقال الإداري.

اظهار أخبار متعلقة



وشهدت القرية نفسها اقتلاع جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 8500 شجرة زيتون، بينما أتم المستوطنون المهمة باقتلاع مئات أخرى، كما أحصى الكاتب عشرات الاعتداءات خلال موسم الحصاد، شملت قرى جوريش، عقربا، دوما، خربة يانون، دير استيا، كفر ثلث، فرعتا، كوبر، بورين، بيتا، سلواد، المغير، ونعمة.

في قرية بيتا وحدها، جنوب نابلس، هاجمت قوات الاحتلال ومستوطنون نحو 150 مزارعًا في 10 تشرين الأول/أكتوبر، مستخدمين الأسلحة النارية والهراوات والحجارة، ما أدى إلى إصابة عشرين شخصا بجروح، بينهم صحفيون مثل جعفر أشتية وهج بني مفلح وسجاح العلمي، كما أُحرقت ثماني سيارات وانقلبت سيارة إسعاف بحسب الصحيفة.

وذكر التقرير، أنه في برقة قرب رام الله، أطلق الجنود والمستوطنون النار على المزارعين وسرقوا معداتهم وثمارهم، فيما شهدت المغير قطع 150 شجرة زيتون. كما وثّقت الصحيفة حوادث مشابهة في اللبن الشرقية وترمسعيا وبرقة، حيث تم اقتلاع مئات الأشجار وتجريف أراضٍ زراعية واسعة.

ويشارك جيش الاحتلال بطرق مختلفة، سواء بمرافقة المعتدين أو بعدم التدخل أو بالمشاركة المباشرة في الاعتداءات، بل إن بعض الجنود، كما يروي بولاك، أعلنوا قرى بأكملها "مناطق عسكرية مغلقة" لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم، ففي 16 تشرين الأول/أكتوبر، وحول الجيش قرية بورين إلى منطقة مغلقة بالكامل واعتقل 32 ناشطًا مؤيدًا للفلسطينيين.

اظهار أخبار متعلقة



كما شهدت بلدة سلواد شرق رام الله، في 17 تشرين الأول/أكتوبر، هجمات متواصلة من المستوطنين على الحصادين، تخللتها اعتداءات بدنية وتخريب لسيارة إسعاف وسرقة لمعدات وأكياس الزيتون، وفق رواية بولاك في "هآرتس".

ويختم الكاتب مقاله قائلا، إن موسم الزيتون لم يبلغ منتصفه بعد، لكن الهجمات مستمرة بلا توقف، مؤكدا أن ما يجري ليس مجرد عنف وسلب، بل محاولة منهجية لاقتلاع الفلسطينيين من جذورهم، يقابلها إصرار الأهالي على الصمود، ناقلا عن الناشط المعتقل ربيع قوله: "إذا انقرضت أشجار الزيتون في القرية، فسنحصد أشجار البلوط، وإذا لم يبقَ عليها بلوط، فسنحصد أوراقها".
التعليقات (0)