صحافة إسرائيلية

باحثون إسرائيليون يكشفون هوية السفينة الغارقة قبالة نهاريا منذ عام 1911

بعد 114 عاما من الغموض.. اكتشاف هوية "السفينة التركية" قبالة سواحل نهاريا يكشف أنها بريطانية غرقت عام 1911 - يديعوت أحرونوت
بعد 114 عاما من الغموض.. اكتشاف هوية "السفينة التركية" قبالة سواحل نهاريا يكشف أنها بريطانية غرقت عام 1911 - يديعوت أحرونوت
بعد أكثر من 114 عاما على غرقها، تبين أن السفينة الغامضة التي ظل الغواصون الإسرائيليون يطلقون عليها اسم "السفينة التركية" قبالة سواحل نهاريا، لم تكن تركية على الإطلاق، بل باخرة فحم بريطانية تدعى "أردو" غرقت خلال عاصفة في كانون الأول/ديسمبر عام 1911.

وبحسب تقرير نشره الصحفي الإسرائيلي يائير كراوس في صحيفة "يديعوت أحرونوت" وموقع واي نت، فإن الاكتشاف جاء بالصدفة أثناء بحث أرشيفي أجراه البروفيسور إيهود (عودي) غاليلي، عالم الآثار البحرية المعروف، إلى جانب الباحث أمير وايزمان من مركز "أكوازوم"، حيث عثرا على وثائق لمحاكمة قبطان السفينة البريطانية، كشفت لأول مرة القصة الحقيقية للحطام الذي أصبح أحد أشهر مواقع الغوص في البحر الأبيض المتوسط.

يقول البروفيسور غاليلي: "نعرف عن هذه السفينة منذ سبعينيات القرن الماضي، وكان الغواصون يطلقون عليها اسم السفينة التركية، دون معرفة السبب، إلى أن اكتشفنا الوثائق التي حددت هويتها بدقة".

وتقع بقايا السفينة على عمق يتراوح بين 9 و11 مترا تحت سطح البحر، وعلى مسافة 900 متر من شاطئ نهاريا، مغطاة بالنباتات البحرية الغنية والكائنات الصغيرة والرخويات والأسماك، مما جعلها وجهة مفضلة للغواصين، خاصة في الغوص الليلي.

وأوضح وايزمان أن السفينة، التي بنيت في غلاسكو عام 1894 وسجلت في أبردين، كانت بطول نحو 100 متر وتعمل بمروحة بخارية واحدة، وغادرت ميناء نيوبورت في إنجلترا في 6 كانون الأول/ديسمبر 1911 محملة بنحو 10 آلاف طن من الفحم متجهة إلى ميناء حيفا، وعلى متنها 22 بحارا بقيادة القبطان إرنست هاو.

لكن خلال العاصفة، أخطأ القبطان في الملاحة عندما ظن أن أضواء قرية "أخزيف" هي أضواء حيفا، فجنحت السفينة على شريط رملي قرب الساحل، لتتحول الرحلة إلى مأساة.

اظهار أخبار متعلقة


يقول غاليلي: "أنزل القبطان قارب نجاة لإرسال المساعدة من حيفا، لكنه بعد ساعات قرر مغادرة السفينة، فانقلب أحد القاربين وسط العاصفة وغرق سبعة بحارة، بينما تمكن الباقون من الوصول إلى الشاطئ".

وعقب الحادث، حوكم القبطان هاو في محكمة بريطانية عام 1912، حيث أدانته المحكمة بالإهمال في الملاحة وسحبت رخصته لمدة ستة أشهر، لكنها برأته من تهمة التسبب في وفاة البحارة، معتبرة أنه تصرف بكفاءة بعد وقوع الحادث.

أُعلنت السفينة "خسارة تامة"، وظلت بقاياها فوق سطح الماء حتى أوائل الستينيات، حين تقرر تفجيرها لأنها كانت تعيق حركة السفن الحربية الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، أصبح موقعها واحدا من أشهر مواقع الغوص في الاحتلال الإسرائيلي، ويعرف باسم "السفينة التركية" رغم أن أصلها لم يكن كذلك.

واختتم وايزمان قائلا: "في التسعينيات، كُتب عن السفينة دون تدقيق علمي، والآن بعد توثيقنا للحقائق والصور الأرشيفية من شركة لويدز البريطانية، أصبح من حقنا أن نعيد لها اسمها الحقيقي وتاريخها الأصلي.. إنها ليست تركية، بل بريطانية تدعى أردو غرقت قبل أكثر من قرن قبالة نهاريا".


Image1_10202524195425592138525.jpg
Image2_10202524195425592138525.jpg
Image3_10202524195425592138525.jpg
Image4_10202524195425592138525.jpg
التعليقات (0)