حملة انتقام جديدة لترامب ضد خصومه السياسيين.. اتهام مدير "الأف بي آي" السابق

وجهت هيئة محلفين اتحادية في ولاية فيرجينيا، الخميس، لائحة اتهام بحق مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) السابق جيمس كومي، أحد أبرز خصوم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في خطوة وصفها مراقبون بأنها جزء من حملة انتقام سياسي تستهدف معارضيه.

تهم رسمية وضغط رئاسي

وتتضمن لائحة الاتهام تهمتين: "الإدلاء ببيان كاذب أمام الكونغرس" و"عرقلة جلسة برلمانية"، على خلفية شهادته في أيلول/ سبتمبر 2020 حول التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. وتشير وثائق المحكمة إلى أن كومي أنكر حينها أن يكون قد سمح بتسريب معلومات للإعلام بشأن تحقيقات تخص ترامب أو هيلاري كلينتون، وهو ما اعتبره الادعاء "إفادة مضللة".

وأعلنت وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي أن "لا أحد فوق القانون"، مؤكدة التزام إدارتها بـ"محاسبة كل من يسيء استخدام منصبه لتضليل الشعب". لكن وسائل إعلام أمريكية أشارت إلى أن خطوة الادعاء جاءت بعد ضغوط مباشرة من ترامب الذي كتب على منصته "Truth Social": "تحركوا الآن ضد كومي وغيره من الفاسدين"، في تجاوز واضح لاستقلالية وزارة العدل.

تعيين مثير للجدل

وتزامنت التهم مع تعيين ليندسي هاليغان، المحامية السابقة لترامب والمقربة من البيت الأبيض، كمدعية عامة في فرجينيا الشرقية، بعد إقالة سلفها الذي رفض ملاحقة كومي لضعف الأدلة. وذكرت تقارير أن هاليغان تجاهلت مذكرة داخلية من خبراء في الوزارة حذّرت من هشاشة الملف القانوني.

رد كومي: "أنا بريء"

في مقطع مصور نشره على "إنستغرام"، أعلن كومي براءته، مؤكدًا أنه "مستعد للمحاكمة" وأنه "لن يعيش على ركبتيه"، في إشارة إلى رفضه الانصياع لضغوط ترامب منذ إقالته عام 2017. وأضاف: "الخوف أداة الطغاة.. لكنني لست خائفًا، وأثق بالقضاء الفدرالي".

View this post on Instagram

A post shared by James Comey (@comey)

ردود الفعل لم تتأخر؛ فقد استقال صهر كومي، تروي إدواردز، من عمله كمدعٍ اتحادي احتجاجًا على ما وصفه بـ"انتهاك الدستور"، بينما ندد أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس، بينهم السيناتور مارك وارنر، بما اعتبروه "تسخيرًا للقضاء لتصفية الحسابات".

ونقل تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم الجمعة عن قانونيون، قولهم إن القضية قد تنهار بسبب ضعف الأدلة وانتقائية الاتهام. وقالت باربرا مكوايد، مدعية اتحادية سابقة: "هذا يوم حزين لسيادة القانون.. ما يجري هو نموذج صارخ للانتقام السياسي".

أما ترامب، فاحتفل بالقرار معتبرًا أن كومي "أحد أسوأ الأشخاص في تاريخ البلاد"، متوعدًا بملاحقة خصوم آخرين من بينهم المدعية العامة في نيويورك، ليتيسيا جيمس، والسيناتور الديمقراطي آدم شيف، الذين وصفهم بأنهم "مذنبون حتى النخاع".

ويواجه كومي عقوبة قد تصل إلى خمس سنوات سجنًا في حال الإدانة، بينما يرى مراقبون أن المحاكمة المقبلة ستكون اختبارًا حاسمًا لمصداقية القضاء الأمريكي في ظل ضغوط سياسية غير مسبوقة.

اظهار أخبار متعلقة