ملفات وتقارير

بعد الرئاسة.. جو بايدن يواجه أزمة مالية ومشاكل صحية

الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بين الضائقة المالية والمشاكل الصحية- جيتي
الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بين الضائقة المالية والمشاكل الصحية- جيتي
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الشركات مترددة في توظيف الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن كمتحدث مدفوع الأجر، معللة ذلك بعدم شعبيته وخوف الشركات من انتقام ترامب

وأشارت الصحيفة إلى أن فترة ما بعد الرئاسة لبايدن كانت أقل ربحية مما توقعه عند مغادرته منصبه، حيث أمضى جو بايدن يوم الاستقلال الأول له خارج البيت الأبيض في متنزه مقطورات فاخر .

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق أقام في حي غني في منزل يملكه الموسيقي موبي، صديق هانتر بايدن، في إشارة إلى أن الأمر كان مختلفا تماما عن الطريقة التي قضى بها أقران بايدن صيفهم.

ويخطط بايدن، البالغ من العمر 82 عامًا، لمرحلة ما بعد الرئاسة أقل ربحية على عكس ما توقعه عند مغادرته منصبه، حيث تضيق محدودية خياراته في المناصب القيادية بسبب تقدمه في السن، إلى جانب عدم شعبيته في الأوساط الديمقراطية، والشركات التي تخشى انتقام الرئيس ترامب منها، والتي لا تُتيح له فرصة إلقاء خطابات.

اظهار أخبار متعلقة



ولفتت الصحيفة إلى ازدياد انتقادات حلفاء بايدن لرئاسته، وآخرهم نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، التي قالت في كتاب جديد إن الحزب الديمقراطي كان متهورا بالسماح لبايدن بالترشح لولاية ثانية .

وغادر جو بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن البيت الأبيض في 17 يناير/كانون الثاني، واعتبرت الصحيفة أن النتيجة بالنسبة لبايدن هي فصل جديد أكثر رشاقة يفتقر إلى الأسس الممولة جيدًا، والخطط لإنشاء مكتبات رائعة، وتقويم كامل من الخطب المدفوعة الأجر التي استمتع بها أقرانه.

وأفادت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن تكلفة الظهور في محاضرات مدفوعة الأجر تتراوح بين 300 ألف و500 ألف دولار، وقال بعض المصادر إن عدد الراغبين في المشاركة محدود، وأن منظمة واحدة على الأقل حاولت التفاوض بأقل من هذا الحد.

ونوهت الصحيفة أنه في الأسابيع التي تلت مغادرة بايدن منصبه، أفصح للبعض عن نيته سداد ديون شخصية تراكمت عليه، بلغت قيمتها حوالي 800 ألف دولار، بما في ذلك قروض على منزل ريهوبوث بيتش الذي اشتراه هو وجيل بايدن في حزيران/يونيو 2017، بقيمة 2.7 مليون دولار، وفقا لشخص مطلع على شؤونه المالية.

وقد تأثر آل بايدن بزيادة بنسبة 20 بالمئة في ضرائبهم العقارية، وفقًا للسجلات العامة، إلى جانب فواتير المشاكل القانونية التي يواجهها ابنه هانتر بايدن، كما أراد بايدن أيضا مساعدة ابنته آشلي، التي تقدمت بطلب الطلاق الشهر الماضي، وضمان ترك المال لأحفاده، حسبما قال أشخاص مقربون من بايدن للصحيفة، وستمنح صفقة كتاب بقيمة تقارب 10 ملايين دولار الرئيس السابق دفعة مالية كبيرة.

اظهار أخبار متعلقة



ويتلقى بايدن معاشات تقاعدية من خدمته في الحكومة الفيدرالية تصل إلى 416 ألف دولار سنويًا، منها حوالي 250 ألف دولار سنويًا كرئيس سابق، وما يصل إلى 166 ألف دولار من سنوات خدمته في الكونغرس ونائب الرئيس، وفقًا لمؤسسة الاتحاد الوطني لدافعي الضرائب، وهي منظمة غير ربحية ترصد الإنفاق الحكومي، فيما رفض متحدث باسم بايدن التعليق.

ولفتت الصحيفة أنه يتوجب على عائلة بايدن سداد ديون على منزلهم على الشاطئ في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير، والذي كان يحرسه أفراد من جهاز الخدمة السرية في عام 2023.

وتقاعدت جيل بايدن من وظيفتها في التدريس في كلية مجتمع شمال فيرجينيا براتب سنوي قدره 100 ألف دولار، وبدأت منصبًا جديدًا غير مدفوع الأجر حيث ترأست شبكة صحة المرأة الجديدة في معهد ميلكن، وهو مركز أبحاث أنشأه الممول السابق مايكل ميلكن.

وتعتقد الصحيفة أنه إذا التزمت العائلة بأسلوب حياة متواضع يناسب أصحاب النفوذ، فسيكون الأمر على ما يرام، كما قال الشخص المطلع على شؤونهم المالية، ويشير آخرون في دائرة بايدن إلى أن العائلة تميل إلى أسلوب حياة أكثر فخامة، خاصةً إذا كان الآخرون يدفعون.

وتراكمت على العائلة بعض الديون في السنوات الأخيرة. تُظهر سجلات الإفصاح المالي أن بايدن حصل على قرض عقاري من بنك تي دي عام 2013، وقرض بضمان منزل من بنك إم آند تي عام 2022، حيث يواجه الرئيس السابق وعائلته أيضًا تحديات شخصية.

ويكافح بايدن سرطان البروستاتا، الذي وصفه أحد أصدقائه المقربين بأنه "وظيفة بدوام كامل"، حيث قال العديد من الأشخاص إن بايدن ردد سرا تصريحاته العلنية بأنه يستجيب جيدًا للعلاج.

وأشار بعض أصدقاء بايدن ومقربيه إنه لا يحب التحدث عن تشخيص إصابته بالسرطان، وظهر بايدن مؤخرًا علنًا بضمادة على جبهته، نتيجة جراحة سرطان الجلد، وفقًا للمتحدثة باسم بايدن، كيلي سكالي.

اظهار أخبار متعلقة



وجاءت مشكلة إضافية حين قام هانتر بايدن، نجل الرئيس السابق، بجولة من المقابلات المطوّلة عبر برامج البودكاست، كان من بينها لقاء أثار تهديداً من السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب برفع دعوى قضائية ضده.

وأفادت الصحيفة بأن هانتر بايدن، الابن البكر للرئيس السابق وأب لخمسة أبناء، يواجه أزمة مالية خانقة، إذ أظهرت أوراق قضائية أن زوجته السابقة، وهي أم لثلاثة من أبنائه، لجأت مراراً خلال السنوات الست الماضية إلى المحاكم للمطالبة بالنفقة. وكشفت الوثائق أنه كان مديناً لها بأكثر من 3 ملايين دولار في نيسان/أبريل 2023، وفقاً لملف قدمه محاميها في تلك الفترة، ولا تزال القضية قيد النظر.

صرح هانتر بايدن في آذار/مارس، أمام المحكمة بأنه يواجه "انخفاضا كبيرا في دخله" منذ أواخر عام 2023، مؤكدا أنه يعاني من ديون تقدر بملايين الدولارات.

وبرر ذلك برغبته في إسقاط دعوى قضائية رفعها ضد منظمة غير ربحية محافظة كانت قد نشرت مجموعة من رسائل بريده الإلكتروني المستخرجة من جهازه المحمول، موضحا في الوثائق أن مبيعاته من الأعمال الفنية والكتب تراجعت بشكل ملحوظ.

وأضاف أن فرصه في الحصول على محاضرات مدفوعة الأجر تكاد تكون معدومة، قائلاً للقاضي: "كنت أتوقع المشاركة في لقاءات وحضور فعاليات بمقابل مالي، لكن ذلك لم يتحقق".

ذكرت الصحيفة أن منظمة SHRM، وهي جماعة ضغط تُعنى بالموارد البشرية، عرضت في البداية مبلغ 275 ألف دولار لجو بايدن مقابل إلقاء كلمة رئيسية في تموز/يوليو أمام أكثر من 20 ألف مشارك في مؤتمرها السنوي، بحسب ما نقلت مصادر مطلعة. وأضافت أن المنظمة رفعت لاحقاً العرض ليصل إلى 300 ألف دولار، شاملاً ما وُصف بـ"استرداد تكاليف السفر" لتغطية نفقات الطيران والإقامة لبايدن وفريقه. وأشارت المصادر إلى أن هذا المبلغ بقي أقل من السقف الذي توقعه فريق بايدن، والذي تراوح بين 300 و500 ألف دولار.

اظهار أخبار متعلقة



ونقلت الصحيفة عن متحدثة باسم جمعية CAA، التي تتولى تمثيل بايدن، قولها إن مبلغ 275 ألف دولار "غير دقيق"، مؤكدة أن العرض الأولي كان ضمن النطاق المعتاد لبايدن وبما يتماشى مع ما يتقاضاه الرؤساء السابقون.

وأشارت إلى أن بعض أعضاء منظمة SHRM، التي تضم نحو 340 ألف عضو، أبدوا امتعاضهم عبر منصة "لينكدإن" قبل انعقاد المؤتمر الذي كان بايدن سيشارك فيه. ومع ذلك، أكد الحضور أن الرئيس السابق استُقبل بتصفيق حار قبل وبعد خطابه في مدينة سان دييغو، حيث تناول قضايا تتعلق بالقيادة وتنمية القوى العاملة. فيما رفضت المتحدثة باسم المنظمة التعليق على الموضوع.

وأفادت وول ستريت جورنال بأن بايدن باع هذا الصيف مذكراته الرئاسية لمجموعة "هاشيت" للنشر، مقابل دفعة مقدمة بلغت نحو 10 ملايين دولار، وهو مبلغ يقل كثيراً عن صفقة الـ60 مليون دولار التي حصل عليها باراك وميشيل أوباما عقب مغادرتهما البيت الأبيض

وقالت الصحيفة إن مشروع الكتاب يستحوذ على جزء كبير من وقت بايدن حالياً، بحسب مقربين منه. وأشارت إلى أنه صرّح خلال فعالية أقيمت في تموز/يوليو بأنه "يبذل قصارى جهده" لإنجاز كتابة مذكراته. كما يجتمع بايدن مع كاتب سيرته الذاتية وكبار الديمقراطيين وحلفائه لمراجعة فصول مختلفة من مسيرته الطويلة في الخدمة العامة، وفقاً لمصادر مطلعة على جدول أعماله.

وفي أحد الاجتماعات الأخيرة، شملت الموضوعات النقاط الرئيسية في رئاسة بايدن - بما في ذلك انتخابات 2020، والهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، والتنصيب، وتأثير طرح لقاح كوفيد والتشريعات الرئيسية التي تم تمريرها خلال سنوات بايدن الأربع، وفقًا لديمقراطي بارز جلس مع بايدن وكاتب سيرته الذاتية لمدة ساعتين.

اظهار أخبار متعلقة



وأوضح أحد الحاضرين في هذه الاجتماعات أن موضوع انتخابات عام 2024 وقرار بايدن بالانسحاب من السباق لم يُطرح للنقاش، بينما أشار شخص آخر إلى أن الكتاب يُنتظر أن يكون بمثابة سرد لـ"حياة بايدن وأحداثه" أكثر من كونه كشفاً عن تفاصيل حملته الانتخابية.

وفي الوقت نفسه، يسعى بايدن إلى جمع التبرعات "وإن ببطء" من أجل إنشاء مركز رئاسي، حيث تتمثل الخطة الحالية في إقامته داخل جامعة ديلاوير، التي تحتفظ بالفعل بأوراق بحثية من سنوات عمله في مجلس الشيوخ، بحسب ما نقلته مصادر مطلعة على المشروع.

وأكد متحدث باسم الجامعة أن ديلاوير "ستتشرف بأن تُدرج ضمن المرشحين النهائيين لاستضافة مكتبة ومتحف بايدن الرئاسي".

قال أشخاص مطلعون على الجهود المبذولة إن الإحباط المستمر من طريقة انسحاب بايدن من الحملة، وافتقاره للشفافية بشأن قيوده المتعلقة بعمره، جعل جمع التبرعات مهمةً أصعب. ويعتقد فريق بايدن أن كبار المانحين الديمقراطيين سيساهمون في النهاية.

وأفادت الصحيفة بأن فريق بايدن يتوقع أن يكون مركزه الرئاسي "أقل جاذبية" من المركز الذي يبنيه باراك أوباما في الجانب الجنوبي من شيكاغو، رغم أن خبرة بايدن الممتدة على مدى 48 عاماً كمسؤول منتخب في الحكومة الفيدرالية تمنحه فصولاً أوسع من التجارب مقارنة برؤساء آخرين.

وكان بايدن قد أعلن في وقت سابق أن جامعة بنسلفانيا أبدت اهتماماً باستضافة مركزه لما بعد الرئاسة، لكن الجامعة، وهي من جامعات "آيفي ليغ" التي تلقى اثنان من أبنائه وعدد من أحفاده تعليمهم فيها، لم تُبدِ رغبة في لعب هذا الدور، وفقاً لمصادر مطلعة على موقفها.

وأشارت المصادر إلى أن قادة الجامعة شعروا بالاستياء من تعاونهم السابق مع بايدن عقب مغادرته منصب نائب الرئيس، وذلك بعدما عُثر على الدفعة الأولى من الوثائق السرية العائدة لفترة وجوده في البيت الأبيض داخل مركز "بن بايدن للدبلوماسية والمشاركة العالمية" في واشنطن، مضيفة أن خيبة أملهم زادت بسبب ضعف البرامج التي قدمها بايدن خلال العامين اللذين قضاهما هناك، بين إطلاق المركز وقراره الترشح ضد ترامب.

التعليقات (0)

خبر عاجل