تترقب الساحة
اللبنانية بحذر ما ستسفر عنه
زيارة وفد أميركي رفيع إلى بيروت، بعدما شددت نائبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط
مورغان أورتاغوس على أن واشنطن "تنتظر الأفعال لا الأقوال" من الحكومة
اللبنانية في ما يتعلق بقرارها التاريخي بنزع سلاح حزب الله، في وقت يقترب فيه
موعد انتهاء المهلة الممنوحة للجيش لوضع خطة تنفيذية، وسط رفض صريح من الحزب وضغوط
أميركية وإسرائيلية متزايدة لترجمة التعهدات على الأرض.
وقالت أورتاغوس خلال مؤتمر صحافي عقب لقائها
الرئيس اللبناني جوزاف عون إنها ووفدها المرافق "شجعوا كثيراً بالقرار
التاريخي" الذي اتخذته الحكومة في الخامس من آب/أغسطس، لكنها شددت على أن
"المرحلة الآن ليست لمجرد أقوال، بل للأفعال". وأضافت: "نحن هنا
لمساعدة الحكومة اللبنانية على المضي قدماً في هذا القرار التاريخي، وللعمل مع
شركائنا في إسرائيل خطوة بخطوة".
ويزور بيروت أيضاً الموفد الأمريكي توم
باراك، الذي أوضح أن الحكومة اللبنانية ستعرض خطتها مع انتهاء المهلة الممنوحة
للجيش، وأن الجانب الإسرائيلي سيقدّم في المقابل مقترحاً مضاداً يتضمن انسحابات
وضمانات أمنية على الحدود الجنوبية.
وأصدرت رئاسة الجمهورية في لبنان بياناً بعد
لقاء الرئيس العماد جوزاف عون مع الوفد الأمريكي الذي ضم أعضاء في الكونغرس بينهم
جين شاهين وليندسي غراهام وجون ويلسون، إلى جانب باراك وأورتاغوس والسفيرة الأمريكية
ليزا جونسون. وأوضح البيان أن اللقاء تناول الأوضاع في لبنان والمنطقة ونتائج جولة
الوفد، بما في ذلك المحادثات التي أجراها في إسرائيل وسوريا.
وجدد الرئيس عون أمام الوفد شكره للإدارة
الأمريكية والكونغرس على استمرار اهتمامهم بلبنان ودعمهم للجيش اللبناني، مشيراً
إلى أن بلاده ملتزمة بإعلان وقف الأعمال العدائية الموقع في تشرين الثاني/نوفمبر
الماضي برعاية أمريكية ـ فرنسية، كما أكد التزام لبنان بورقة الإعلان المشتركة
الأمريكية ـ اللبنانية "بكامل بنودها من دون اجتزاء".
ولفت البيان إلى أن الوفد أطلع عون على
نتائج زيارته لدمشق، حيث نقل "استعداداً سورياً لإقامة أفضل
العلاقات مع
لبنان"، وقد أعرب الرئيس عن ارتياحه لذلك وجدّد "استعداد لبنان الفوري
لمعالجة الملفات الثنائية بروح الأخوة والتعاون".
كما شدد عون على أن رؤية الإدارة الأمريكية
لإنقاذ لبنان ترتكز على ثلاث قواعد أساسية: حصر السلاح بيد الدولة، تعزيز الازدهار
الاقتصادي عبر القطاع الخاص، وصون الديمقراطية التوافقية بما يحمي جميع المكونات
اللبنانية.
مواقف الوفد الأمريكي تزامنت مع تصريحات
لافتة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف فيها قرار الحكومة اللبنانية
بأنه "بالغ الأهمية"، متعهداً بأن إسرائيل ستبادر إلى اتخاذ خطوات
موازية، بينها خفض تدريجي لوجود جيش الاحتلال جنوب لبنان، إذا لمس التزاماً فعلياً
بنزع سلاح الحزب.
لكن حزب الله، الذي يواجه منذ أشهر ضربات
إسرائيلية استهدفت قادته ومستودعات أسلحته، جدد رفضه المطلق لقرار الحكومة. وقال
أمينه العام نعيم قاسم عشية زيارة الوفد الأمريكي: "السلاح الذي أعزّنا لن
نتخلى عنه… من أراد أن ينزع هذا السلاح يعني أنه يريد أن ينزع الروح منا".
وجاء قرار الحكومة اللبنانية تحت ضغط أمريكي
مباشر، وبعد تغيّر في موازين القوى الداخلية والإقليمية، حيث خرج الحزب ضعيفاً من
المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، التي تمكنت من قتل قادة بارزين فيه وتدمير أجزاء
واسعة من ترسانته.
ويأتي ذلك في إطار تفاهمات أوسع لوقف إطلاق
النار، نصت على ابتعاد مقاتلي الحزب عن الحدود وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية،
مقابل انسحاب تدريجي لإسرائيل من بعض النقاط التي سيطرت عليها جنوباً. غير أن تل
أبيب ما زالت تحتفظ بخمس مرتفعات استراتيجية وتواصل غارات شبه يومية تقول إنها
تستهدف مواقع الحزب.
اظهار أخبار متعلقة