لا تزال مدينة
الفاشر السودانية تحت حصار خانق من مليشيا
الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي" وسط آمال أمريكية بدخول مساعدات عاجلة إلى المدينة التي تعاني من أوضاع إنسانية صعبة، وتتعرض لقصف عنيف على يد قوات حميدتي.
وأعرب المبعوث الأمريكي لشؤون إفريقيا مسعد بولس عن أمله في دخول مساعدات إنسانية "خلال الأيام المقبلة" إلى مدينة الفاشر في إقليم
دارفور بغرب السودان، والتي تحاصرها قوات حميدتي منذ أكثر من عام وتشهد تصاعدا لأعمال العنف.
وقال بولس لصحافيين في نيويورك مساء الأربعاء "نأمل أن نشهد في الأيام المقبلة وصول هذه المساعدات التي طال انتظارها"، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع وافقت على السماح بدخولها.
أضاف "لقد بحثنا مع قوات الدعم السريع واتفقنا على وسيلة تتيح إيصال هذه المساعدات الإنسانية".
وكان بولس يتحدث عقب اجتماع لدول المجموعة الرباعية حول السودان، والتي تضم الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكدت هذه الدول "أهمية إنهاء النزاع في السودان، وإعادة السلام وتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني".
اظهار أخبار متعلقة
وأتت تصريحات بولس بعد ساعات من مقتل 15 شخصا في قصف على سوق في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفق ما أفاد مصدر طبي الثلاثاء.
وتتعرض المدينة لهجمات مكثفة في الأشهر الأخيرة، لا سيما مخيمات النازحين التي كانت تضم مئات الآلاف من الفارين من مناطق الحرب.
والفاشر هي عاصمة ولاية شمال دارفور، وآخر مدينة كبيرة في الإقليم لا تزال تحت سيطرة الجيش وحلفائه. وتحاصر قوات الدعم السريع 260 ألف مدني على الأقل داخل الفاشر منذ أيار/مايو 2024، وتحذر الأمم المتحدة من أنهم يعانون انعداما حادا للأمن الغذائي في ظل توقف شبه كامل للمساعدات.
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب العام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وتسببت الحرب التي دخلت عامها الثالث بما وصفته الأمم المتحدة بأنه "الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم". وفي شمال دارفور فحسب، يعاني أكثر من مليون شخص المجاعة، وفقا للمنظمة الدولية.
اظهار أخبار متعلقة
وأبدى المبعوث الأمريكي أملا حذرا في أن يجلس طرفا الحرب قريبا الى طاولة التفاوض، على رغم أن العديد من المحاولات السابقة لم تفض الى نتيجة.
ورأى أنه "في الوضع الراهن لا يتمتع أحدهما بالأفضلية (في الميدان)، وهذا ما لم يكن عليه الحال قبل ثلاثة أشهر، لذا فهما على استعداد" للتباحث.